أزمة السودان.. تصعيد «كارثي» يحرك تحذيرا أمميا من «القتل الجماعي»
تصعيد “كارثي” للحرب في السودان على خلفية تزايد أعمال العنف دون حل سياسي يضمد الجراح الغائرة، رغم الجهود الإقليمية والدولية.
وأفادت مصادر عسكرية “العين الإخبارية”، بـ”اندلاع معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وضواحيها”.
- الحرب تتمدد برا وجوا.. القتال على «مدى الدرونز» في السودان
- جنوب السودان.. «ضريبة» تقطع طريق شاحنات المساعدات الأممية
ووفقا للمصادر العسكرية، فإن المعارك “أسفرت عن نزوح الآلاف من ديارهم بسبب تصاعد أعمال العنف في محيط المدينة”.
كما أبلغت مصادر طبية وشهود عيان “العين الإخبارية”، بأن “القتال العنيف أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين، وهروب جماعي من العنف والدمار”.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
وأدت الاشتباكات التي باتت تغطي مساحات واسعة من البلاد إلى مقتل آلاف الأشخاص، من بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفاً في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأمم المتحدة.
ويعاني 18 مليون سوداني من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء، وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا.
قلق أممي
ومع تصاعد أعمال العنف، أبدى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، قلقا بالغا، إثر تصاعد العنف بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وحذر من أن “يؤدي العنف إلى أعمال العنف والقتل الجماعي”.
وقال متحدث مفوضية حقوق الإنسان، سيف ماجانجو، خلال مؤتمر صحفي بمدينة جنيف السويسرية، الجمعة، إن “43 شخصا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا جراء استمرار القتال بين قوات الجانبين والمليشيات المتحالفة معهم”، وفق ما ذكره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.
وشدد على أن الوضع في الفاشر “مذر ويتفاقم بسبب النقص الحاد في الإمدادات الأساسية، إذ إن عمليات تسليم السلع التجارية والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة بسبب القتال، فضلا عن عدم قدرة الشاحنات على العبور بحرية عبر الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع”.
وقال ماجانجو، إن المفوض السامي لحقوق الإنسان يدعو إلى “وقف فوري للتصعيد الكارثي، ووضع حد للصراع الذي اجتاح السودان منذ أكثر من عام”.
كما دعا إلى “إجراء تحقيق في جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بهدف ضمان المساءلة وحقوق الضحايا في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويضات”.
البراميل المتفجرة
وفي ظل الوضع الأمني الهش في دارفور، ذكرت قوات “الدعم السريع”، في بيان، أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني نفذ، صباح اليوم الجمعة، قصفا عشوائيا بإسقاط أكثر من 17 برميلا متفجرا، في الريف الغربي لمدينة “مليط” بشمال دارفور مستهدفا ماشية تفوق الثلاثمائة رأس من الإبل.
وأضاف البيان الذي اطلعت عليه “العين الإخبارية”، “قتل جراء القصف عدد 7 من رعاة الإبل، كما تسبب في نفوق مئات المواشي وحرق الحظائر في المنطقة”.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني حول اتهامات الدعم السريع بـ”إسقاط براميل متفجرة في مدينة مليط”.
وفي 15 أبريل/نيسان الجاري، أعلنت قوات “الدعم السريع” في بيان، بسط سيطرتها الكاملة على مدينة محلية “مليط”.
وتعد مدينة “مليط” من المناطق ذات الموقع الاستراتيجي في ولاية شمال دارفور، لكونها واقعة على حدودها مع الولاية الشمالية ويمر عبرها مسار الدبة الفاشر الذي حددته السلطات الحكومية كمعبر لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان إقليم دارفور.
كما أن المدينة تعد بوابة للمركبات القادمة من دولة ليبيا، وبها واحدة من أكبر النقاط الجمركية في إقليم دارفور.
ومنذ اندلاع الحرب، بسطت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، وزالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، والضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، وتحاصر حاليا مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لإحكام سيطرتها على كامل الإقليم الذي تعادل مساحته دولة فرنسا.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز