في ظل التصعيد المتواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أفادت وكالة رويترز بأن الطيران الحربي قصف معسكر الدعم السريع الضخم بمنطقة صالحة بجنوب أم درمان.
السيطرة على مقرات الدعم السريع بأم درمان
إلى هذا، أعلن الجيش السوداني السيطرة على جميع مقرات قوات الدعم السريع في أم درمان.
فيما أفادت مصادر العربية بأن الجيش طالب بإخلاء المنازل الواقعة في محيط مبنى التلفزيون في العاصمة الخرطوم.
في سياق التطورات الميدانية، أفاد مراسل “العربية” بتبادل إطلاق نار كثيف بالقرب من مقر الدعم السريع بديم سواكن في بورتسودان.
ومنذ صباح السبت تدوي أصوات الأسلحة الثقيلة والخفيفة والانفجارات في الخرطوم وعدة مدن أخرى.
انقطاع الإرسال
وتدور المواجهات الآن بين الفريقين حول مبنى وسائل الإعلام التابعة للدولة في أم درمان بهدف السيطرة عليها، فيما انقطع إرسال التلفزيون بعد أن ظل ضعيفا لبعض الوقت.
في الأثناء، طالبت الأمم المتحدة والجامعة العربية وواشنطن وموسكو بوقف “فوري” للقتال في السودان. أما الجارة القوية مصر فدعت الطرفين إلى “التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”.
وقال بيان للمتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “تشاور مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي بشأن تهدئة الوضع”، مضيفا أن مشاوراته شملت عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو.
ودعا الأمين العام وفق المتحدث إلى “الوقف الفوري للعنف والعودة إلى الحوار”.
تناقض في الروايات
من جهتها، أكدت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت “السيطرة الكاملة” على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم وقصر الضيافة الذي يستقبل فيه كبار ضيوف الدولة، ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط)،
لكن الجيش نفى السيطرة على المطار، مؤكدا أن “عناصر من الدعم السريع تسللت إلى المطار وأحرقت طائرتين إحداهما تابعة للخطوط السعودية” التي أكدت وقوع هذا الحادث.
اتهامات متبادلة
وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة بالقتال.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان أنها “تفاجأت صباح اليوم السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقر تواجد القوات (التابعة للدعم السريع) في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة”.
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لفرانس برس “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان”. وأضاف أن “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.
“منعطف خطير”
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إلا أن الصراع بينهما ظهر إلى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.
وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بـ”منعطف خطير” بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.
انسداد سياسي
يأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين.
فمطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية، وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.