fbpx
الغابون تطوي صفحة «بونغو» باقتراع رئاسي.. انتخابات بلا ضجيج؟

الغابون تطوي صفحة «بونغو» باقتراع رئاسي.. انتخابات بلا ضجيج؟

لأول مرة منذ عام 1967، يغيب اسم «بونغو» عن بطاقات الاقتراع بانتخابات الرئاسة في الغابون، في غياب يرسم من خلاله البلد الأفريقي مرحلة جديدة.

واليوم السبت، يتوجه الناخبون الغابونيون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية تُمثل بداية الخروج من المرحلة الانتقالية التي بدأها انقلاب 30 أغسطس/آب 2023.

وفتحت مراكز التصويت أبوابها في الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش)، ومن المنتظر أن تُغلق في تمام السادسة مساءً (الخامسة بتوقيت غرينتش)، على أن تُعلن النتيجة يوم غدٍ الأحد.

وسيتولى الفائز رئاسة البلاد لمدة سبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

  • قائد انقلاب الغابون والرئاسة.. شبح عسكري في نظام مدني

ولهذه الانتخابات أهمية تاريخية، إذ لن تحمل أي بطاقة اقتراع –لأول مرة منذ عام 1967– اسم «بونغو»، العائلة التي حكمت البلاد لأكثر من خمسة عقود، قبل أن يطيح بها انقلاب عسكري.

وعلى خط السباق، يتنافس ثمانية مرشحين على المنصب، من بينهم رئيس الفترة الانتقالية بريس أوليغي نغيما، الذي يحظى بدعم كل القوى السياسية والمجتمع المدني تقريبًا.

وإجمالًا، تجري هذه الانتخابات في أجواء هادئة على النقيض من الجدل –وأحيانًا الفوضى– الذي شهدته الانتخابات السابقة.

«هدوء نادر»

وأمام متجر صغير بالقرب من المستشفى الجامعي في العاصمة ليبرفيل، يتشارك ثلاثة أصدقاء العصير تحت مظلة.

وفي موسم الأمطار هذا، تعلن فترة ما بعد الظهر الخانقة عن عاصفة من شأنها أن تكسر هدوء العاصمة، لكن هؤلاء الأصدقاء لا يخفون حقيقة أنهم يقدّرون «الهدوء النادر» خلال فترات الانتخابات.

تقول آني مبتسمة لإذاعة «آر إف آي» الفرنسية: «نحن هنا، هادئون، بالكاد نشعر بالانتخابات. لا ضرر يُذكر، نأكل ونشرب وننام، الوضع رائع».

فيما يقول صديقها سينتيش: «نشعر بالانسجام بين الشعب الغابوني في الوقت الراهن»، مضيفًا أنه يتمتع «بقلب هادئ»، مثل مورييل، ثالثهم، ويشعر أيضًا بالاطمئنان بسبب الأجواء، وسعيد للغاية «بالهروب من تكرار» الأزمات.

وبحسب الإذاعة، فإنه في أعوام 2009 و2016 وأيضًا في 2023، عاشت الغابون على إيقاع تجمعات حاشدة نظمها «الحزب الديمقراطي الغابوني»، الحزب السابق في السلطة.

ومن ناحية أخرى، كانت هناك تحركات للمعارضة لإسقاط الأسرة الحاكمة، واستقطاب المنشقين عن السلطة.

ولكن هذا العام، لم يحدث أي من ذلك، حيث كانت القنبلة السياسية قد حدثت بالفعل في 30 أغسطس/آب 2023، عندما ألغى الجيش الانتخابات التي لم يكن لدى الرئاسة هذه المرة الوسائل لإلغائها.

وبعد مرور عشرين شهرًا، أصبح وجه زعيم الانقلابيين هو الذي يحتل الفضاء العام: لوحات الإعلانات، والملصقات، ومواقف الحافلات، وباتت صورة بريس أوليغي نغيما في كل مكان، مع حملته «C’BON»، التي تلعب على الأحرف الأولى من اسمه.

شبه إجماع

من الناحية البصرية، تبدو هذه الحملة أشبه باستفتاء، حيث يتمتع رئيس المرحلة الانتقالية بموارد لا تتناسب على الإطلاق مع موارد خصومه، وفق المصدر نفسه.

ومع ذلك، يبدو أن معظم سكان ليبرفيل لا يشعرون بالقلق إزاء هذا الأمر، ويعترف فيليب، وهو يجلس خلف عرض صديقه بائع الفول السوداني في الشارع، بالقول: «توزيع وقت التحدث والحضور الإعلامي ليس عادلًا».

ويضيف للإذاعة الفرنسية: «يبدو الأمر كما لو أن الجميع يصوتون لصالح حزب الرئيس الانتقالي، على الرغم من أننا نعلم بالفعل أنه سيفوز».

ولكن هذا الشاب لا يلوم العسكريين، ويتابع: «إذا كان المعارضون قادرين على دفع 30 مليون فرنك أفريقي كضمان، فيجب أن يكونوا قادرين على تحمّل تكاليف الملصقات».

وبحسب المحامي أوغستين إيمان، فإن «المرشحين السبعة الآخرين ليس لديهم ملصقات؛ فهم يلقون محاضرات ويعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي».

وفي حملته الانتخابية، يحظى بريس أوليغي نغيما بدعم كل القوى السياسية تقريبًا، سواء كانت من نظام الحزب الديمقراطي الغابوني السابق، أو المعارضة السابقة التي شاركت في عملية الانتقال، مثل الشخصيتين البارزتين ألكسندر بارو شامبرييه أو بوليت ميسامبو.

كما يحظى أيضًا بدعم الأصوات التي كانت في السابق شديدة الانتقاد من المجتمع المدني، مثل المدافع عن البيئة مارك أونا إسانغي أو المحامي أنجيس كيفن نزيغو.

أبرز المنافسين

من بين المرشحين السبعة الذين ينافسون الرئيس الانتقالي، آلان كلود بيلي باي نزي، رئيس الوزراء الأخير في عهد الرئيس المخلوع علي بونغو، وهو في الواقع الشخصية السياسية الوحيدة ذات الثقل.

ويقدّم الرجل نفسه على أنه «البديل الوحيد للعسكر» والذي سيخوض الانتخابات «للفوز».

من جانبهم، حاول المرشحون الستة الآخرون، بمن فيهم المرأة الوحيدة في السباق، زينبا غنينجا شانينغ، الاستفادة من الحملة الانتخابية للتعريف بأنفسهم وسماع أصواتهم من قبل مواطنيهم.

في الأثناء، يصطف الناخبون الغابونيون أمام مكاتب الاقتراع لتحديد مصير كل هؤلاء المتنافسين، وقول كلمتهم الفصل في اقتراعٍ سره أن يمضي هادئًا كما بدأ: بلا مفاجآت.

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز US