استدعت الحكومة البريطانية، الجمعة، القائم بالأعمال الإيراني لدى لندن للاحتجاج على تهديدات بالقتل وجهت إلى صحافيين مقيمين في المملكة المتحدة.
وكتب وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، على تويتر: “استدعيت القائم بالأعمال الإيراني اليوم بعدما تعرض صحافيون يعملون في المملكة المتحدة لتهديدات بالقتل من قبل إيران“، وفق فرانس برس.
كما أضاف: “نحن لا نتسامح مع التهديد والترهيب من دول أجنبية تجاه الأفراد الذين يعيشون في المملكة المتحدة”.
“من الحرس الثوري”
يأتي ذلك بعدما تلقت صحافيتان إيرانيتان تعملان في قناة “إيران إنترناشونال” التلفزيونية الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، تهديدات بالقتل من طهران، حسب ما أفادت المجموعة المالكة للقناة الاثنين.
وكتبت “فولانت ميديا” Volant Media في بيان أن “الصحافيتين الإيرانيتين البريطانيتين العاملتين في المملكة المتحدة تلقتا تهديدات بالقتل من الحرس الثوري”. كما أوضحت أن الصحافيتين تلقتا “تحذيرات وتهديدات ذات مصداقية”.
من الاحتجاجات في طهران (أرشيفية من رويترز)
كذلك كشفت أن التهديدات دفعت شرطة لندن إلى “إبلاغ الصحافيتين رسمياً بأن هذه التهديدات تشكل خطراً داهماً وموثوقاً وكبيراً على حياتهما وأفراد أسرتيهما”. فيما رفضت شرطة لندن التعليق.
وكانت القناة تغطي الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر الفائت.
أشعلت نار الغضب
يشار إلى أنه منذ وفاة أميني، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، والتظاهرات لم تهدأ في إيران.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل المئات منهم. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا” أن 314 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات، بينهم 47 قاصراً. كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.