لاحقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الأضواء، هذا الأسبوع، في جولتها الآسيوية، وأصبحت حديث الساعات بزيارتها لتايوان.
لكن السيدة التي أصبحت محور الأحداث فجأة لفتت الأنظار أيضا بأناقتها، ودقة اختيارها لملابسها، وتصفيف شعرها، وإكسسواراتها، في أحلك الظروف السياسية، التي لم تلهها عن عادتها التي رافقتها في مسيرتها السياسية الطويلة.
فما سرّ هذه الأناقة اللافتة، وكيف أصبحت نانسي بيلوسي أيقونة موضة، وهي في عمر الثمانين؟
تعد نانسي بيلوسي أبرز القادة السياسيين في الحزب الديمقراطي، ما يحيل إلى دور كبير لأناقتها في محطات مهمة من الصراع الحزبي في الولايات المتحدة.
فأناقة نانسي بيلوسي والاهتمام بكل تفاصيل ظهورها، ديدن السياسية الأمريكية، وهو أمر ساعد فيه كثيرا زوجها بول بيلوسي، كما تذكر صحيفة “ديلي بيست”، في تقرير سابق.
فمنذ زواج نانسي وبول، عام 1963 وهو يساعدها في اختيار مثل الخيوط والألوان اللطيفة لبدلتها، كما أن اهتمامها الكبير بتصفيف شعرها جعلها دائما على الموعد في الظهور بمظهر مميز.
نجاح سياسي بأناقة بسيطة
والطريف أن هناك إيمانا كبيرا جدا بتأثير الأناقة على المسار السياسي لنانسي بيلوسي، ففي تقرير “ديلي بيست” المنشور عام 2010، تقول الصحيفة: “ليس من السهل على الشخصيات العامة النسائية الرائدة – أو أول امرأة على الإطلاق – أن توازن بين الجمالية الأنثوية والحاجة إلى التصرف بحزم في غرفة مليئة بالرجال”.
وتضيف: “تعرضت هيلاري كلينتون للهزيمة المستمرة بسبب اختياراتها للأزياء طوال حملة زوجها ورئاسته، بما في ذلك أثناء انتقالها إلى إصلاح الرعاية الصحية. واجهت فرس الملابس اليمينية سارة بالين مجموعة كاملة من قضايا التجميل ، من أيام حملتها الضائعة إلى شعرها المتغير باستمرار” في إشارة إلى فشل السياسيتين بسبب عدم الاهتمام بالأناقة عكس بيلوسي، التي تولت لولايتين رئاسة مجلس النواب.
ويشير التقرير في صدد تأثير أناقة نانسي بيلوسي، أن قانون “أوباما كير” الشهير للرعاية الصحية، ما كان ليمر دون اختيارات السياسية الديمقراطية الدقيق لشكل ظهورها، حيث يقول: “يمكن للكثيرين في إدارة أوباما الادعاء بأنهم العقل المدبر لإصلاح الرعاية الصحية، لكن الوجه بلا شك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي – والزي عبارة عن بدلة أرماني بلون الخزامى ومضخات خزامية ولآلئ تاهيتي”.
ولطالما قامت بيلوسي -يضيف التقرير- ببناء صورتها العامة حول الأناقة البسيطة، حيث ترتدي أوشحة حريرية أنيقة في زيارات مع شخصيات أجنبية ومجموعة كاملة من البدلات ذات الألوان جميلة المظهر وأنثوية الاختيار”.
جولة آسيا واللون الوردي
لكنها في جولة آسيا ركزت على اللون الوردي في أكثر من محطة، وحين كان الجميع ينتظرها، ووسائل الإعلام تصب كامل تركيزها على وصول نانسي بيلوسي لتايوان، وسط غضب الصين، وتهديدات بكين، خرجت رئيسة مجلس النواب من الطائرة إلى الأسفلت في مطار تايبيه مساء الثلاثاء مرتدية بذلة وردية اللون.
وقرأت “سي إن إن” في تقرير لقسم الموضة، دلالات سياسية لارتداء نانسي بيلوسي للون الوردي، قائلة إن “حلة بيلوسي المثيرة للجدل إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي هي في حد ذاتها رمزية. وإذا كان هدفها هو الإشارة إلى التزام أمريكا بالديمقراطية التي وصفتها – إلى حد ما مثل بذلتها – بأنها “نابضة بالحياة”؛ فإن ارتداء اللون الوردي كان أيضًا شكلاً من أشكال التواصل السياسي؛ فقد كانت في وقت سابق من ذلك اليوم ترتدي نفس البذلة الوردية مع الكعب وعقد اللؤلؤ، لزيارة البرلمان الماليزي. هذا يجعل قرارها بالوصول إلى تايوان مرتدية اللون الوردي الواثق والقوي ولكن غير المهدد، يؤطر وجودها على أنه عمل صداقة تجاه تايوان، وليس عدوانية تجاه الصين؛ التي تهمتها بخلق أزمة عن قصد وخبث”.
وحين غادرت بيلوسي أراضي تايوان بسلام، كانت ترتدي بذلة بيضاء ناصعة، فهل كانت تبعث رسالة سلام مع الصين؟.