غداة ليلة من القصف الكثيف لقطاع غزة والاشتباكات على الأرض، دخلت الحرب «مرحلة جديدة»، مما أدى لارتفاع القتلى الفلسطينيين إلى 8 آلاف، وإطلاق مناشدات لإنهاء «المعاناة الكارثية».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، أن أكثر من 8 آلاف شخص قُتلوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، لوكالة «فرانس برس»، إن «حصيلة القتلى جراء الحرب تجاوزت 8 آلاف، نصفهم من الأطفال». وكانت آخر حصيلة للقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع قد بلغت 7703 قتلى بحسب الوزارة.
معاناة كارثية
في السياق نفسه، أطلقت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت مناشدات للعالم، بالتحرك لوقف «المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية» في قطاع غزة.
وقالت ميريانا سبولياريتش «هذا إخفاق كارثي يجب على العالم ألا يتسامح معه»، مضيفة: «لقد صدمتُ من المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية، وأحض أطراف النزاع على وقف التصعيد الآن».
وشددت على أن «الخسارة المأسوية لأرواح الكثير من المدنيين أمر مؤسف»، مضيفة: «من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للجوء إليه في غزة وسط القصف المكثف، وفي ظل الحصار العسكري القائم، لا توجد أيضا استجابة إنسانية كافية ممكنة حاليا».
وكانت سبولياريتش تتحدث بعد ساعات على انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة «التصعيد غير المسبوق» للقصف على غزة، ودعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار.
إسرائيل تحذر
وحذر الجيش الإسرائيلي، السبت، سكان مدينة غزة في شمال القطاع من أن المنطقة أصبحت الآن «ساحة معركة» وأمرهم بـ«الإخلاء الفوري» نحو الجنوب.
وشنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً متواصلاً وغير مسبوق من حيث الكثافة على قطاع غزة ليل الجمعة السبت، أوقع مزيدا من الضحايا وخلف دماراً هائلاً، وحصلت اشتباكات عنيفة على الأرض بين جنوده ومقاتلي حماس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده يواصلون عملياتهم البرية في غزة مساء السبت، بعد أن شنوا توغلات عدة في القطاع الجمعة.
وجاء في بيان للجيش مساء السبت أنه «منذ ساعة باكرة من مساء الجمعة، تعمل قوة مشتركة من الدبابات والمهندسين والمشاة على الأرض في شمال قطاع غزة»، معلنًا أنه ضرب 150 هدفاً تحت الأرض في شمال غزة ليل الجمعة السبت.
قصف مدمر
وقال محمود بصل مدير إعلام الدفاع المدني في غزة لفرانس برس: «مئات البنايات والمنازل دمرت كليا وآلاف الوحدات تضررت» جراء القصف الليلة الماضية، مضيفا أن القصف الكثيف أدى إلى تغير معالم غزة ومحافظة الشمال.
في مخيم الشاطئ للاجئين قرب مدينة غزة، أحدث القصف أضرارا كبيرة، وصفه علاء مهدي (54 عاما) بأنه «زلزال»، مضيفًا: «ما حصل في الشاطئ زلزال بل أعنف من زلزال، لو كان زلزالا ربانيا لكان أهون مما تسبب به قصف البحرية والمدفعية والطيران، كلها قصفت الناس المساكين».
وقال جهاد مهدي، أحد سكان مدينة غزة: «أصبح الناس في الشوارع جثثاً تسير»، فيما قال حسن حمود الذي ما زال يسكن مدينة غزة: «نفضل أن نموت في منازلنا بدل الذهاب إلى الجنوب».
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز