اعترضت ألمانيا على سياسة ليتوانيا التي تفرض حصارا على مدينة كالينينغراد الروسية، لتجنب غضب موسكو.
ونقلت صحيفة “دير شبيجل” الألمانية عن مصادر مطلعة أن برلين “غضبت بشدة” من حظر السلطات الليتوانية نقل البضائع الروسية عبر ممر كالينينغراد.
وقالت الصحيفة الألمانية إن الحكومة الألمانية تصر على إلغاء هذه الخطوة، مشيرة إلى أن الحصار قد يتم رفعه قريبا بناءً على طلب برلين.
وإقليم كالينينغراد هو مقر للأسطول الروسي في بحر البلطيق، وممر لمنتجات البناء والأخشاب والصناعات الزجاجية والحديد والصلب الروسية.
وفي عام 1994، وقّعت روسيا وليتوانيا اتفاقية تعاون، للحفاظ على العبور بينهما عبر هذا الممر الذي تصل مساحته إلى نحو 223 كم مربع.
وتحيط ليتوانيا وبولندا، العضوين في الاتحاد الأوروبي، بالجيب الروسي، وتحمل القطارات البضائع إلى كالينينغراد عبر بيلاروسيا وليتوانيا.
وذكر تقرير “دير شبيجل” أن الحكومة الألمانية “تصر على استبعاد هذه المنطقة من العقوبات المفروضة على روسيا من أجل تفادي التصعيد”.
ووفقا للتقرير، فإن بروكسل قد تنشر ما يسمى بالدليل الإرشادي، وهو شرح قانوني للحزمة الرابعة من العقوبات، والذي سيوضح أن النقل إلى كالينينغراد لا تشمله العقوبات.
وفرض الاتحاد الأوروبي حزم عقوبات على روسيا بعد إطلاقها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا أثارت غضبا غربيا.
وكان وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبيرجيس اعتبر في وقت سابق أن بلاده تطبق العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تم تنفيذها تقررت بعد “التشاور مع المفوضية الأوروبية وبموجب إرشاداتها”.
ورد الكرملين بتهديد ليتوانيا مما أثار مخاوف من انجرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحرب.
وحذرت موسكو من “إجراءات صارمة للغاية” ضد الدولة العضو في التحالف الغربي بعد منع تسليم شحنات من الفحم والمعادن ومواد البناء والتكنولوجيا المتقدمة إلى الأراضي الروسية، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: “نحن نعتبر الإجراءات الاستفزازية للجانب الليتواني التي تنتهك الالتزامات القانونية الدولية لليتوانيا، وخاصة البيان المشترك للاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي عام 2002 بشأن العبور بين منطقة كالينينغراد وبقية الاتحاد الروسي، ترقى إلى عداء علني”.
والأسبوع الماضي، طالب المستشار الألماني أولاف شولتز، ليتوانيا والاتحاد الأوروبي برفع القيود المفروضة على نقل البضائع الروسية في كالينينغراد، مشيرًا في ختام قمة الناتو بمدريد، إلى أن العقوبات الأوروبية تجاه روسيا يجب ألا تطبق تجاه الإقليم التابع للأراضي الروسية.
وعقب تصريحات شولتز بساعات، أجرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي مباحثات مع ليتوانيا لإعفاء البضائع الروسية المارة عبر كالينينغراد من العقوبات.