صدع بين نتنياهو ووزير دفاعه.. هل دقت ساعة الحساب؟
بدأت علامات صدع تظهر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، بسبب حرب غزة، وبعض النقاشات المتعلقة بها، من المفاوضات مع «حماس» إلى موعد استئناف الحرب.
ورغم أن الخلافات ظهرت في ثنايا الكلمات التي أدلى بها نتنياهو وغالانت في مؤتمرين صحفيين منفصلين عقداهما مساء السبت، إلا أنها لم تقتصر على عدم ظهورهما معا في مؤتمر صحفي واحد.
خلافات وتصدع
وحاول نتنياهو تفسير سبب ظهوره وغالانت في مؤتمرين صحفيين منفصلين؛ فقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: «اقترحت على وزير الدفاع عقد مؤتمر صحفي مشترك (..) لقد قرر ما يقرره».
لكن القناة 13 الإسرائيلية قالت إن مكتب نتنياهو دعا وزير الدفاع غالانت لحضور المؤتمر الصحفي في المساء فقط، بعد أن استدعى الأخير وسائل الإعلام إلى مؤتمر صحفي كان هو نفسه قد خطط له مسبقا.
ورفض مكتب غالانت عرض نتنياهو، قائلا: «في بعض الأحيان نعقد مؤتمرات صحفية معا وأحيانا بشكل منفصل».
وبحسب مصادر «العين الإخبارية»، فإن خلافات برزت بينهما بشأن المفاوضات مع «حماس» عبر الوسطاء القطريين والمصريين لإعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة، إضافة إلى موعد استئناف الحرب.
فنتنياهو اعتبر أن قرار المفاوضات كان «الصائب»، قائلا: «كان من الواضح لي أنه يمكننا تحرير العشرات من خاطفينا من براثن هذا الشيطان. تفاوضنا بقوة، تحت النار، من الصباح إلى المساء. تحدثت مع بايدن وضغطنا على الوسطاء لتحسين الخطوط العريضة»، مضيفًا: «كل هذا الجهد أثمر. ضاعفنا عدد المفرج عنهم. ولم تكتمل المهمة بعد. سنقاتل حتى النهاية».
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: «لقد حققنا إطلاق سراح مختطفينا بفضل مزيج من الضغط العسكري والجهد السياسي».
الضغط العسكري
إلا أن غالانت، اعتبر أن الطريق الوحيد هو الضغط العسكري، قائلا في مؤتمره الصحفي: «يجب على جميع النساء وجميع الأطفال الذين تحتجزهم حماس العودة إلى منازلهم وعائلاتهم. لقد انتهكت حماس الاتفاق».
وأضاف: «حماس ترفض إعادة 15 امرأة وطفلين. ونتيجة لذلك، أصدرت تعليماتي إلى الجيش الإسرائيلي باستئناف إطلاق النار. لقد رأيت النتائج عن قرب في الساعتين الماضيتين. طالما أنهم لا يعيدونهم، سنكثف النار».
تصريحات غالانت توحي بأنه هو من قرر استئناف الحرب، غير أن نتنياهو أقر بأن هناك ضغطا دوليا يُمارس على إسرائيل لمحاولة إعادة تحريك ملف الأسرى.
وقال نتنياهو: «هناك ضغط دولي، وأنا لا أنكر ذلك. لكن ما أفعله هو خلق مساحة دولية في مواجهة هذا الضغط والتحدث إلى القادة كل يوم. أقدم عدالة طريقنا».
وأضاف: «حماس انتهكت الاتفاق، وقلت إنه إذا انتهكت الاتفاق سنعود إلى الحرب. هذا ما فعلناه وسيزداد هذا الضغط. أفضل أن أترك حماس تطرح الأسئلة، فهي تحصل على إجابتنا على الأرض».
لكن اليوم الذي يلي الحرب يشغل بال السياسيين والعسكريين الإسرائيليين؛ فما بعد الحرب ستبدأ التحقيقات في إسرائيل بشأن إخفاق يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في غلاف قطاع غزة، وهي عملية من المؤكد أنها ستؤدي الى إقالة العديد من القادة العسكريين والسياسيين وفي أجهزة المخابرات.
ويحاول مسؤولون إسرائيليون، بخاصة وزير الدفاع غالانت، إظهار نفسه بأن له الفضل في نتائج الحرب على غزة، وفي المقابل يحاول نتنياهو أن يبعد من أذهان الإسرائيليين فكرة إقالته.
هل يستقيل نتنياهو؟
ففي المؤتمر الصحفي، سُئل نتنياهو عما إذا كان سيستقيل في اليوم التالي للحرب، فقال: «أنا لا أتعامل مع استطلاعات الرأي. لقد أعطيت تفويضا لقيادة دولة إسرائيل، وأنا أركز على شيء واحد فقط. نحن لا نجري استطلاعات يومية».
رئيس الوزراء الإسرائيلي استدرك بقوله: «الهدف الذي ألتزم به هو تحقيق أهداف الحرب، علينا أن نحقق أهدافها، هذا هو الشيء الوحيد الذي يهمني».
وردا على سؤال بشأن التقارير الإسرائيلية بأن رؤساء المؤسسة الأمنية عرضوا عليه في الماضي اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار لكنه رفض، أجاب نتنياهو: «لن أتصرف بشكل غير مسؤول ولن أكشف عن الصورة الكاملة التي عرضت علي وتنوع التوصيات التي تلقيتها من جميع الأجهزة والجيش».
تأتي هذه التقارير بعد أخرى تحدثت عن خلافات برزت بين غالانت ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول المدة المتبقية للحرب.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الخلافات برزت في اجتماع بلينكن مع المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي قبل يوم الخميس.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن غالانت قال في الاجتماع إن «الحرب ستستمر مهما تطلب الأمر حتى تحقق أهدافها»، فرد عليه بلينكن: «لا أعتقد أن لديكم هذا الوقت».
وقالت القناة 12 الإسرائيلية: «بلينكن أكد أنه سيتعين على إسرائيل تغيير مسار الهجوم وعدم تكرار ما فعلته في شمال قطاع غزة».
ضغط أمريكي
ونقلت عن بلينكن قوله في الاجتماع: «هناك مليونان من الفلسطينيين هناك (جنوبي غزة) أنتم بحاجة إلى إجلاء عدد أقل من الناس من منازلهم، وأن تكونوا أكثر دقة في ضرباتكم، وألا تضروا منشآت الأمم المتحدة، وأن تتأكدوا من وجود مناطق آمنة كافية. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا تهاجموا حيث يوجد سكان مدنيون. ماذا ستكون طريقة عملكم؟».
وأضافت القناة 12: «في هذه المرحلة، انضم وزير الدفاع يوآف غالانت إلى النقاش قائلا إن: المجتمع الإسرائيلي بأسره متحد حول هدف تفكيك حماس – حتى لو استغرق الأمر شهورا»، متابعة: رد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قائلا: لا أعتقد أنه سيكون لديكم كل هذا الوقت».
وتابعت: «أضاف بلينكن أن الدول الأخرى في المنطقة تحتاج أيضا إلى معرفة خطة إسرائيل للمستقبل»، مشيرة إلى أنه «في هذه المرحلة، انضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى المواجهة وشدد على أن إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية بحكم غزة، قائلا: طالما أجلس على هذا الكرسي، فإن السلطة الفلسطينية، التي تدعم الإرهاب وتعلم وتمول الإرهاب، لن تحكم غزة في اليوم التالي لحماس».
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز