fbpx
هدنة غزة في يومها الخامس لحظة بلحظة.. خيارات الحرب والتمديد

هدنة غزة في يومها الخامس لحظة بلحظة.. خيارات الحرب والتمديد


تمديد للهدنة ليومين إضافيين في غزة، واستمرار لعملية تبادل الرهائن والأسرى، أعطى بصيص أمل للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار يفضي للسلام، ويقود مستقبلا لحل الدولتين.

ورغم تلك الإشارات الإيجابية من عدة أطراف دولية تضغط للوصول إلى هذا السلام، إلا أن السلطات الإسرائيلية أكدت على عزمها استئناف الحملة التي بدأتها ضد حركة حماس، متوعدة باستئصالها من قطاع غزة في اليوم الـ53 للحرب.

يأتي هذا وسط استمرار للتوترات بالضفة الغربية، التي لم تهدأ منذ اليوم الأول للحرب التي بدأت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اشتباكات الضفة

وخلال ساعات الليل، أسفرت مواجهات دارت بين الجيش وفلسطينيين كانوا في استقبال السجناء المفرج عنهم، عن مقُتل شاب فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

فيما أشارت وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في مدينة طوباس بالضفة الغربية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، عن مصادر أمنية قولها إن صبيا (17 عاما)، توفي متأثرا بإصابته بالرصاص الحي في مواجهات اندلعت خلال اقتحام القوات الإسرائيلية قرية كفر عين شمال غرب رام الله.

وأضافت المصادر أن شابا (26 عاما) من سكان بلدة بيتونيا، توفي متأثرا بإصابته برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات اندلعت في البلدة، فيما أصيب شاب آخر (23 عاما).

تبادل الأسرى والرهائن

والإثنين، أفرجت حماس عن 11 من الإسرائيليين الذين تحتجزهم رهائن في قطاع غزة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 33 سجيناً فلسطينياً، وذلك في اليوم الرابع من اتفاق الهدنة الذي أبرمته إسرائيل والحركة واتّفقا على تمديده حتى صباح الخميس.

وعملية الإفراج عن الرهائن التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي بعد إعلان حماس وقطر عن تمديد الهدنة ليومين، ترفع إلى 50 العدد الإجمالي للإسرائيليين المفرج عنهم منذ الجمعة.

ووصل الرهائن الإسرائيليون الـ11، إلى إسرائيل وهم جميعا مزدوجو الجنسية إذ يحملون بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية جنسيات تتنوّع بين فرنسية (3) وألمانية (2) وأرجنتينية (6).

والفرنسيون بحسب معلومات لوكالة فرانس برس هم ثلاثة قاصرين: إيتان (12 عاماً) وإيريز (12 عاما) وسهار (16 عاما).

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء الإثنين، إنه “سعيد للغاية” بالإفراج عن القاصرين الفرنسيين-الإسرائيليين الثلاثة، مؤكدا مواصلة التعبئة “الكاملة” من أجل الإفراج عن كلّ الرهائن.

من جهتها، رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين بالإفراج عن 11 رهينة بينهم “مراهقان ألمانيان”.

قائمة جديدة

وتلقت إسرائيل قائمة جديدة بأسماء عدد من المحتجزين في قطاع غزة تمهيدا لإطلاق سراحهم، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء.

ومن المتوقع أن يجري إطلاق سراح المحتجزين المدرجين في القائمة اليوم، وفقا لما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح التقرير أنه جرى مراجعة القائمة وتم إبلاغ أسر المحتجزين الذين وردت أسماؤهم بها، فيما لم يتضح من الإعلان عدد المحتجزين الذين يمكن إطلاق سراحهم. وذكرت وسائل إعلام أخرى أنهم عشرة.

وستكون هذه هي المجموعة الخامسة من المحتجزين الذين يجري إطلاق سراحهم من غزة منذ بدء الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل يوم الجمعة الماضي.

وتم حتى الآن إطلاق سراح أكثر من 50 من الرهائن في غزة، مقابل 150 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

ومنذ الجمعة، أطلِق سراح 39 رهينة بموجب الاتفاق، و19 رهينة من خارج الاتفاق، غالبيتهم من التايلانديين الذين كانوا يعملون في إسرائيل، فضلاً عن 117 أسيرا فلسطينياً.

تمديد الهدنة

واستقبلت أطراف دولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والأمم المتحدة خبر تمديد الهدنة بترحيب.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ تمديد الهدنة يشكّل “بارقة أمل”.

وبموجب اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، يتم الإفراج عن 20 رهينة إضافية يومي الثلاثاء والأربعاء مقابل إطلاق إسرائيل سراح 60 سجيناً فلسطينياً.

وأعلنت إسرائيل أنّها أعدّت قائمة بأسماء 50 سجيناً فلسطينياً إضافياً من الممكن أن يتمّ إطلاق سراحهم خلال اليومين المقبلين إذا ما أطلقت حماس سراح مزيد من الرهائن.

ومن شأن تمديد الهدنة ليومين أي حتى الساعة السابعة من صباح الخميس (الخامسة بتوقيت غرينتش)، أن يتيح أيضاً دخول شاحنات محمّلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وتحرير عدد أكبر من الرهائن هو مطلب ملحّ للرأي العام الإسرائيلي الذي روّعه هجوم حماس المباغت.

وأكّدت إسرائيل أنّه يمكن تمديد الهدنة بشرط إفراج الحركة الفلسطينية عن 10 رهائن إضافيين كلّ يوم، في مقابل إطلاق سراح ثلاثة أضعاف هذا العدد من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، الإثنين، إلى أنّ حماس “تعهّدت الإفراج عن 20 امرأة وطفلاً” رهائن يومي الثلاثاء والأربعاء.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب محادثات هاتفية مع بايدن إنّ ثمة ترتيبات “للإفراج عن 10 رهائن آخرين كلّ يوم، وهذه نعمة. لكنّي أخبرت الرئيس أيضاً أنّنا سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على حماس والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد ما كان عليه” في السابق.

وأقرّت حكومة نتنياهو مشروع موازنة “حرب” بقيمة 30.3 مليار شيكل (7,5 مليارات يورو) ستطلب من الكنيست إقرارها.

حراك دولي

وفي إطار الحراك الدولي لحل الأزمة، أعلن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور مجدّداً إسرائيل والضفة الغربية بحلول نهاية الأسبوع.

وقال المسؤول طالباً عدم كشف هويته إنّ بلينكن “خلال هذه الاجتماعات في الشرق الأوسط، سيشدّد على الحاجة لمواصلة توفير مساعدة إنسانية لغزة، وضمان الإفراج عن كلّ الرهائن وتعزيز حماية المدنيين في غزة”.

وأضاف أنّ بلينكن سيشدّد أيضاً على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلّة باعتبار أنّ هذا الأمر هو الحلّ الوحيد على المدى الطويل كما سيتطرق إلى الجهود المبذولة “لاحتواء النزاع”.

بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: “أدعو إلى تمديد الهدنة، هذا سيسمح بـ(إدخال) مزيد من المساعدات التي يحتاج إليها سكان غزة وبالإفراج عن مزيد من الرهائن”.

وفي برشلونة، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى هدنة “مستدامة” بين إسرائيل وحركة حماس من أجل العمل على “حل سياسي” للنزاع.

وتسبّب الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. واقتادت حماس خلال هجومها 240 رهينة نقلوا إلى غزة حسب الجيش الإسرائيلي.

وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف شخص.

الأوضاع الإنسانية

وإذا كانت الهدنة قد أتاحت فترة هدوء وجيزة لسكان غزة، فإنّ الوضع الإنساني في القطاع بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يبقى “خطرا” والاحتياجات “غير مسبوقة”.

ومنذ الجمعة، تمكنت 248 شاحنة محملة مساعدات من دخول القطاع، بحسب الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم الأونروا عدنان أبو حسنة لـ”فرانس برس”: “علينا إرسال 200 شاحنة يوميا لمدة شهرين على الأقل لتلبية الاحتياجات”، مضيفا أنه “لا يوجد مياه شرب ولا طعام” في بعض المناطق.

ووصلت حاملة المروحيات الفرنسية ديكسمود التي تم إعدادها لتوفير الرعاية للجرحى في قطاع غزة، إلى ميناء العريش المصري، الإثنين، حسبما قال مصدر في الميناء.

وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة، فيما نزح 1.7 مليون من أصل 2,4 مليون نسمة.

1048 طنا من الوقود

وأفاد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان، الثلاثاء، بإدخال 1048 طنا من الوقود إلى قطاع غزة مع سريان الهدنة الإنسانية في مرحلتها الأولى التي انتهت أمس الاثنين.

وقال رشوان، في تصريحات صحفية، إن “إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة بلغ 2263 شاحنة خلال هذه الفترة”.

وأوضح أن حجم المساعدات الطبية، التي تم إدخالها إلى قطاع غزة حتى مساء الإثنين، بلغ 2812 طنا، وبلغ حجم المساعدات من المواد الغذائية 11427 طنا، والمياه 8583 طنا، فضلا عن 127 قطعة من الخيام والمشمعات، بالإضافة إلى 2418 طنا، من المواد الإغاثية الأخرى.

وأشار إلى أن مصر استقبلت في نفس الفترة، 566 مصابًا من أبناء غزة لعلاجهم بالمستشفيات المصرية ومعهم نحو 300 مرافق، إضافة إلى عبور 8691 شخصًا من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، و1256 مصريا، من قطاع غزة، وتسهيل دخول 421 فلسطينيا عالقا بمصر إلى القطاع.

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *