حالة من الارتباك تسود أوساط التنظيم الدولي للإخوان دفعت لاجتماعات طارئة لبحث تداعيات قرار الرئيس الأمريكي.
هذا ما كشفته مصادر مطلعة لـ”العين الإخبارية”، وذلك على خلفية الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، ويقضي بدراسة تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان كمنظمات “إرهابية أجنبية”.
ووفق المصادر فإنه تم عقد اجتماع للتنظيم الدولي على هامش مشاركة مندوبي أفرع الإخوان حول العالم في المؤتمر السنوي للجماعة الإسلامية الباكستانية، وهي الفرع المحلي للإخوان في الدولة الآسيوية، والذي تلاه مؤتمر التنظيم الدولي تحت عنوان: “البحث عن نظام عالمي عادل”.
وكانت الجماعة الإسلامية الباكستانية، التي أسسها أبو الأعلى المودودي قبل عقود، انحازت إلى جبهة صلاح عبدالحق، المعروفة إعلاميًا بجبهة لندن، في الشقاق التنظيمي الشهير الحاصل بين جبهتي لندن وإسطنبول (محمود حسين)، والجبهة الأولى هي المسيطرة على غالبية أفرع التنظيم الدولي حتى الآن.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنه “شارك في المؤتمرين الذي كان أحدهما حضوريا والآخر افتراضيا أفرع الإخوان من مصر، والجزائر، والمغرب، والعراق، ودول آسيوية وأفريقية أخرى بالإضافة لحركة حماس الفلسطينية التي فكت ارتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان، ظاهريًا، قبل عدة سنوات، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المقرب من الجماعة”.
ومثل إخوان مصر (جبهة صلاح عبدالحق) في مؤتمر الجماعة الإسلامية الباكستانية، كل من محيي الدين الزايط، وحلمي الجزار، وصهيب عبدالمقصود، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، وجميعهم أعضاء في الهيئة الإدارية العليا للجماعة، وهي البديل المؤقت لمكتب الإرشاد، بالإضافة لمحمود الإبياري، الأمين العام للتنظيم الدولي وعضو الهيئة الإدارية العليا للجماعة.
كما شارك القائم بعمل مرشد الإخوان صلاح عبد الحق في المؤتمر عبر الفيديو كونفرانس، بينما غابت جبهة إسطنبول (محمود حسين) عن الاجتماع، بسبب تعليق حسين حضوره لاجتماعات التنظيم الدولي الذي تسيطر عليه الجبهة المناوئة له (جبهة لندن).
وحضرت وفود عن بقية أفرع الإخوان بناء على دعوة زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية حافظ نعيم الرحمن، وعن الفرع الجزائري (حركة مجتمع السلم- حمس) حضر حمدادوش ناصر، نائب رئيس الحركة ممثلا عن رئيس الحركة عبد العالي حساني شريف، بينما مثل إخوان المغرب في المؤتمر وفد برئاسة “أوس رمّال”، رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية التي تمثل الجناح الدعوي للجماعة، ومثل إخوان العراق إسماعيل النجم رئيس حركة العدل والإحسان العراقية، وعن إخوان السودان شارك أمين حسن عمر، القيادي بالجماعة ومستشار الرئيس السابق عمر البشير، وعزام الأيوبي، الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان وممثل الجماعة بالتنظيم الدولي، وفق المصادر ذاتها.
وحضر عن حركة “حماس” وفد برئاسة رئيس رابطة علماء فلسطين مروان أبو راس، وهو نائب عن حماس بالمجلس التشريعي سابقًا، فيما ألقى خليل الحية، رئيس مكتب غزة في حماس ورئيس الوفد المفاوض للحركة كلمة مسجلة عبر الفيديو، وحضر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المقرب من الإخوان، علي القره داغي رئيس الاتحاد.
كواليس الاجتماعات
وتضمنت مشاركة وفود الإخوان في المؤتمر العام للجماعة الإسلامية الباكستانية، حضورًا لثلاثة مؤتمرات تعقد ضمن المؤتمر العام، أولها المؤتمر الخاص بالأخوات، الفرع النسائي للإخوان، والمؤتمر الخاص بالطلاب والشباب، والمؤتمر العام الذي يُعقد بمشاركة جماهيرية من قواعد الإخوان في باكستان (الجماعة الإسلامية).
وعلى صعيد اجتماع التنظيم الدولي، طُرح للنقاش استراتيجية الجماعة للعمل في مختلف دول العالم في ظل الحملة الأخيرة ضدها، والتي توجت بالأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدارته بالنظر في تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو الأمر الذي خص بعض أفرع جماعة الإخوان في المنطقة وهي الفرع المصري للجماعة، وفرع الجماعة في الأردن، وفرعها في لبنان (الجماعة الإسلامية)، باعتبار أن تلك الأفرع الإخوانية تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
تحركات إخوانية للمراوغة
وشهد اجتماع التنظيم الدولي الذي انعقد تحت إشراف القائم بأعمال مرشد الإخوان (جبهة لندن) صلاح عبد الحق نقاشًا محتدمًا حول الخطوات التي يجب أن تتخذها الجماعة في ظل التطورات الأخيرة.
وخلص المجتمعون إلى العمل على توجيه كل أفرع الإخوان حول العالم لا سيما في الدول الأوروبية والقارتين الأمريكيتين (الجنوبية والشمالية) لممارسة ضغط على السياسيين والحكومات في الدول التي ينشطون فيها من أجل التوسط لدى واشنطن كي لا تحظر جماعة الإخوان أو تصنفها كمنظمة إرهابية أجنبية، وفق مصادر مطلعة لـ«العين الإخبارية».
وخلال الاجتماع، عرض قادة المكتب التنفيذي للتنظيم الدولي المعروف أيضًا بالمكتب العالمي بعض المعلومات التي تلقوها عن طريق مصادر في دول عدة، مفادها أن الجماعة تلقت تطمينات بعدم حظر أنشطتها في الدول التي تعمل فيها بشكل قانوني وبينها دول عربية وإسلامية.
أما على صعيد الولايات المتحدة الأمريكية، فتعمل الجماعة في اللحظة الحالية على عرقلة صدور قرار حظرها، وستقوم المنظمات المرتبطة بالإخوان، وفق التوجيهات الصادرة في اجتماع التنظيم الدولي، بالضغط على واشنطن بمختلف صور الضغط كي تحول دون صدور القرار أو تقلل أضراره على الجماعة، المدرجة بالفعل على قوائم الإرهاب في عدد من الدول.
وكانت “العين الإخبارية” قد نشرت، قبل 3 أسابيع، خطة جماعة الإخوان الاستباقية التي اعتمدتها من أجل التهرب من صدور قرار حظر الجماعة في الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، وتقوم هذه الخطة على أساس “نكران النسب” أي تغيير الواجهات المعروفة لجماعة الإخوان في تلك الدول، وذلك بعد ورود معلومات للتنظيم الدولي أن هناك إجراءات ستتخذ ضد الجماعة من واشنطن ودول أوروبية أخرى في الفترة المقبلة.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA=
جزيرة ام اند امز


