على جري الأيام الماضية، تجددت تظاهرات الغلاء والغضب في إيران.
فقد خرج عشرات المواطنين الغاضبين في تظاهرات احتجاج على ارتفاع أسعار السلع الغذائية في البلاد، اليوم الأربعاء، وخلال ساعات الليلة الماضية أيضا، لاسيما في مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان وسط إيران، ومدينة جونقان.
“الموت للدكتاتور”
ورفع المحتجون شعار “رئيسي اخجل، اترك البلاد وارحل”، في إشارة إلى رئيس البلاد إبراهيم رئيسي.
كما هتفوا “الموت للديكتاتور” و”المدفع والدبابة والصاروخ لن تنفع بعد اليوم”، ودعوا إلى رحيل “نظام الملالي”.
فيما أرسلت السلطات الأمنية أسلحة ثقيلة من دبابات ومدرعات إلى جونقان بمحافظة جهارمحال وبختياري جنوب غرب البلاد.
زيادة الأسعار 300%
يذكر أن شرارة الغضب هذه كانت انطلقت الأسبوع الماضي، بعد خفض الحكومة الدعم على القمح المستورد ما أدى لزيادة الأسعار 300 بالمئة لمجموعة من السلع الغذائية القائمة على الطحين، في وقت يبلغ معدل التضخم الرسمي في إيران نحو 40 بالمئة، بينما يتجاوز 50 بالمئة في بعض التقديرات.
كما يعيش أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 82 مليون نسمة تحت خط الفقر.
أزمة أوكرانيا
وقد فاقمت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الوضع سوءاً، بعد أن ارتفعت أسعار الغذاء بشكل كبير في أنحاء الشرق الأوسط بسبب أزمات سلاسل الإمداد العالمية، لاسيما أن طهران تستورد نصف زيوتها للطهي من كييف، حيث منع القتال الكثير من المزارعين عن حقولهم.
كما تستورد كميات من القمح من روسيا على الرغم من أنها تنتج نصف قمحها تقريباً.
مشاهد من تهافت بعض الإيرانيين على المحال التجارية (الصورة مأخوذة من فيديوهات متداولة )
بالإضافة إلى تلك الأسباب أعلاه، ضغط الجفاف بالفعل بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني. كما زادت العقوبات الغربية المفروضة على البلاد جراء انتهاكاتها للاتفاق النووي من الصعوبات.
شبح احتجاجات الوقود
لكن بمعزل عن الأسباب، فقد أعادت تلك الاحتجاجات إلى الأذهان تظاهرات رفع أسعار الوقود قبل ثلاث سنوات حين اجتاحت احتجاجات واسعة النطاق كانت الأعنف منذ إقامة “الجمهورية الإسلامية” عام 1979 كافة أنحاء البلاد، ما أدى إلى مقتل مئات المتظاهرين في حملة قمع غير مسبوقة، وفق ما أفادت في حينه منظمة العفو الدولية.
لعل هذا ما دفع السطات في البلاد إلى التأهب، وقطع شبكات الإنترنت في العديد من المناطق على مدى الأيام الماضية، خوفاً من توسعها، في تكرار لسيناريو الوقود.