بريطانيا تحت رقابة «جواسيس السماء».. مئات المسيّرات فوق المدن

بريطانيا تحت رقابة «جواسيس السماء».. مئات المسيّرات فوق المدن

تتزايد المخاوف في المملكة المتحدة من توسّع غير مسبوق في استخدام المسيرات من قبل السلطات المحلية، وسط تحذيرات من “المراقبة الشاملة”.

ووفقاً لبيانات هيئة الطيران المدني (CAA)، استعان أكثر من 60 مجلساً محلياً بموظفين يحملون شهادات رسمية لتشغيل الطائرات المسيّرة، بينما تسعى نحو 12 سلطة أخرى للحصول على المشورة لإطلاق برامج مشابهة.

  • لعبة شهيرة لتدريب جنود بريطانيا.. دروس أوكرانيا في قلب التجربة

لكن خبراء يؤكدون، بحسب تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير، إذ إن الهيئة لا تسجل سوى الطيارين الذين ترعاهم جهات عملهم.

الأكثر من ذلك، حذرت منظمة “بيغ براذر ووتش” البريطانية من أن هذا التوسع يهدد بتقويض المزيد من الخصوصية في بلد يُعدّ بالفعل من أكثر الدول استخداماً لكاميرات المراقبة.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يشاهد مسيرة

وقال جيك هيرفورت، رئيس قسم الأبحاث والتحقيقات بالمنظمة، إن الطائرات المسيّرة رغم فائدتها في المهمات التقنية مثل مراقبة الفيضانات أو إجراء المسوحات، لا يجب أن تتحوّل إلى أدوات مراقبة متطفّلة.

وأوضح هيرفورت قائلاً: “بريطانيا واحدة من أكثر الدول الخاضعة للرقابة. لدينا كاميرات في كل زاوية، ولسنا بحاجة إلى كاميرات طائرة فوق رؤوسنا أيضاً. المجالس المحلية يجب أن تضمن عدم استخدام التقنية كجواسيس في السماء.”

وأضاف أن مجرد توفر القدرة التقنية لا يعني أنه ينبغي استخدامها دون حدود أو ضوابط.

وحذّر هيرفورت من أن غياب الضوابط قد يحوّل هذه التكنولوجيا إلى “كاميرات مراقبة طائرة”، أو أداة لمراقبة المتظاهرين الذين يمارسون حقهم القانوني.

ومضى قائلا: “بدون ضمانات قوية، هناك خطر من توسّع المهمة الأصلية للطائرات المسيّرة لتحل محل كاميرات CCTV، أو لتصبح وسيلة لمراقبة الاحتجاجات القانونية”، مضيفا أنه: “يجب على شرطة العاصمة أن تكون واضحة وشفافة بشأن معايير استخدام المسيّرات”.

ورغم الانتقادات، تمضي بعض المجالس المحلية في تعزيز استخدام الطائرات المسيّرة ضمن فرقها الأمنية. ففي هامرسميث وفولهام، يخطط المجلس لدمج المسيّرات ضمن فريق إنفاذ القانون الذي يضم 70 موظفاً.

ويقول المجلس إن الطائرات ستساعد في مواجهة السلوكيات المناهضة للمجتمع وتعويض نقص أعداد الشرطة، إلى جانب العمل  مع كاميرات مراقبة تستخدم تقنية التعرف على الوجه.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يشاهد مسيرة

أما ساندرلاند، فتدير أكبر أسطول معروف للطائرات المسيّرة التابعة لمجلس محلي، حيث تمتلك 13 طائرة وعدداً من الطيارين المدربين. وتُستخدم هذه الطائرات في رصد ومنع الجريمة، وتطبيق القوانين البيئية، والإشراف على التجمعات العامة.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن مجالس أخرى، بينها نورث ويست ليسترشير، ستوكبورت، نيوكاسل، نورث نورفولك، وثيروك، تستخدم الطائرات المسيّرة في مهام متعددة، تمتد من إنفاذ قوانين التخطيط العمراني إلى مراقبة النزاعات المسلحة.

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA=

جزيرة ام اند امز

US