fbpx
بسبب المغول والأعاصير.. ظهرت هجمات الكاميكازي باليابان

بسبب المغول والأعاصير.. ظهرت هجمات الكاميكازي باليابان

بالحرب العالمية الثانية، أرعبت هجمات طياري الكاميكازي اليابانيين البحارة الأميركيين بعرض المحيط الهادئ. فأواخر الحرب، كثف اليابانيون هذا النوع من الهجمات وصنّعوا طائرات جهزوها بالمتفجرات وخصصوها لمثل هذه المهمات الانتحارية. إلى ذلك، ترمز كلمة كاميكازي لمصطلح “الرياح المقدسة”، أو “الرياح الربانية”، الذي ظهر منذ قرون ليرمز لإعصار ساهم في إنقاذ اليابان من هجمات المغول.


رسم تخيلي يجسد غرق جيش المغول

الإعصار الأول

أملا في الهيمنة على كامل جزر أرخبيل اليابان، أعد المغول، بقيادة قوبلاي خان، جيشا تكون من زهاء 140 ألف جندي. ولحدود إنزال نورماندي بالحرب العالمية الثانية، صنّفت محاولة غزو المغول لليابان كأكبر عملية غزو انطلاقا من البحر.

ومع بداية هجماتهم على أرخبيل اليابان، تمكن المغول في البداية من السيطرة على جزر تسوشيما (Tsushima) وإيكي (Iki). ومع اقترابهم من خليج هاكاتا (Hakata)، واجه المغول مقاومة شرسة من قوات الساموراي، التابعة لعشائر المنطقة، التي أجبرتهم على التراجع نحو بر الصين الرئيسي.

وخلال هذا الهجوم الأول الذي جرى عام 1274، نقل المغول حوالي 40 ألف جندي على متن المئات من سفنهم. وأثناء تواجدهم بخليج هاكاتا، واجه المغول إعصارا دمّر العديد من سفنهم وتسبب في غرق زهاء 13 ألف عسكري.


رسم تخيلي ياباني يعود لعام 1847 ويجسد “الرياح المقدسة” التي دمرت سفن المغول

الإعصار الثاني

وخلال السنوات التي تلت هذا الهجوم الأول، شيد اليابانيون جدرانا امتد علوها لأكثر من مترين بالمناطق المطلة على الصين لحماية أنفسهم من هجمات المغول المستقبلية. وبعد مضي سبع سنوات فقط على الهجوم الأول، عاد المغول مجددا لليابان عقب تنظيمهم لعملية غزو جديدة.

وخلال هذا الغزو الثاني عام 1281، جهّز المغول جيشا قوامه 140 ألف عسكري. ومع اقترابهم من المنطقة، اتجهت سفن قوبلاي خان للبحث عن ثغرة بالجدران لإنزال القوات من على متنها. وعلى مدار أسابيع، أبحرت سفن المغول بالمنطقة دون أن تعثر على مكان ملائم لعملية الإنزال. فضلا عن ذلك، استنفذ الجنود على متنها نسبة كبيرة من المخزون الغذائي الذي امتلكوه.



صورة لإحدى هجمات الكاميكازي بالحرب العالمية الثانية


صورة لعدد من الطيارين اليابانيين بالحرب العالمية الثانية

أثناء تلك الفترة، ضرب إعصار كبير، أطلق عليه اليابانيون اسم كاميكازي، المنطقة وتسبب في تدمير نسبة كبيرة من سفن المغول. وقد أسفر إعصار كاميكازي، أو “الرياح المقدسة”، حينها عن غرق نحو نصف جيش المغول. فضلا عن ذلك، وقع العديد من الناجين أسرى بقبضة القوات اليابانية التي لم تتردد في إعدامهم.


صورة تعبيرية

عقب هذه المحاولة الثانية، تخلى المغول نهائيا عن فكرة غزو جزر اليابان. وبأساطيرهم، يؤمن اليابانيون “بقيام المعبود رايجين (Raijin) بتسليط هذا الإعصار على المغول” لإنقاذ اليابان. وانطلاقا من ذلك، لقب هذا الإعصار بكاميكازي أو “الرياح المقدسة”.


رسم تخيلي لإحدى هجمات الكاميكازي بالحرب العالمية الثانية

وبالحرب العالمية الثانية، استخدم هذا المصطلح مجددا لأغراض دعائية، حيث أطلق اسم كاميكازي على الطيارين الانتحاريين بغية تشبيههم بـ”الرياح المقدسة” التي ستنقذ اليابان من الغزو الأميركي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *