كشفت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة “أونمها” عن ارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء الأعمال القتالية والألغام ومخلفات الحرب في محافظة الحديدة الساحلية، غربي اليمن، خلال العام 2022.
وأوضح تقرير صادر عن البعثة الأممية، أن البعثة سجلت خلال العام 2022م، نحو (394) ضحية، منها (289) ضحية جراء الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، بزيادة وصلت إلى 160 في المئة، عما تم تسجيله في العام 2021 بنحو (111) إصابة. كما سجلت البعثة (105) ضحايا جراء الأعمال القتالية التي شهدتها المحافظة.
وبحسب التقرير، سجلت البعثة خلال العام الماضي بالحديدة (162) حالة بين قتيل ومصاب في فئة الرجال، و(112) قتيلا ومصابا من الأطفال، و(15) قتيلا ومصابة في صفوف النساء.
ألغام الحوثي (سبأ)
وأكدت البعثة ارتفاع عدد ضحايا الأطفال والنساء الذين سقطوا جراء الألغام والمتفجرات، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين فقدوا حياتهم نحو 100 في المئة، كما أن عدد الأطفال الذين تعرضوا للإصابة ارتفع بنسبة 150 في المئة. ليشكل 30 في المئة من إجمالي عدد الإصابات المدنية المسجلة في العام 2022.
وأشار التقرير إلى أن عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم جراء الألغام خلال العام الماضي بلغ 27 طفلاً، فيما عدد المصابين بلغ 85 طفلاً، في حين بلغ عدد النساء اللائي سقطن جراء تلك الأجسام المتفجرة 3 نساء وإصابة 12 امرأة.
وقالت البعثة إنها تلقت خلال الستة الأشهر الماضية من العام 2022، الكثير من البلاغات عن حوادث الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب وكان أغلبها قد وقع على طول المناطق الساحلية المنخفضة في محافظة الحديدة.
وأشار تقرير البعثة الأممية في الحديدة إلى أن العديد من الحوادث المسجلة ترتبط بالأنشطة الزراعية أو عند خروجهم لرعي الأغنام والماعز والماشية في المراعي، موضحا أن مديريتي الحالي والحوك في مدينة الحديدة منطقتان مزدحمتان بالسكان وتقعان بالقرب من الميناء، وهو ما يفسر العدد الكبير من الحوادث المسجلة في هاتين المديريتين مقارنة بحجمهما.
وأكدت بعثة أونمها أنها تعكف باستمرار على تعزيز دعمها للأعمال المتعلقة بإزالة الألغام في الحديدة منذ الاتفاق الذي أبرمته مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أبريل 2022، استقدمت البعثة مستشارًا للأعمال المتعلقة بالألغام للعمل في الحديدة واتخذت خطوات مهمة لتنسيق مبادرات الأعمال المتعلقة بالألغام في جميع أنحاء المحافظة.
وكون ميليشيات الحوثي – ذراع إيران في اليمن، الطرف الوحيد المسؤول عن زراعة الألغام والمتفجرات وبشهادة تقارير محلية ودولية وأممية، إلا أن بعثة الأمم المتحدة في الحديدة واصلت تجاهل تحميل الحوثيين مسؤولية تضاعف ضحايا الألغام والمتفجرات وتصاعد الأعمال القتالية، بحسب موقع “نيوزيمن” الإخباري.
ووفقاً للمعلومات المنشورة في التقرير الأممي بشأن تركز ضحايا الألغام في مديريتي الحالي والحوك ومزارع المواطنين ورعي الأغنام، وضح عدد من العاملين في برنامج نزع الألغام “يماك” أن تلك المناطق إما مناطق تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وقامت بزرع الألغام فيها لمنع تقدم القوات المشتركة، أو مناطق محررة من سيطرتها تم تلغيمها قبل هزيمتها.