للمرة الأولى يستعين الاتحاد المصري لكرة القدم بخبير أجنبي أملا في تطوير منظومة التحكيم خلال الفترة المقبلة، فماذا حدث حين استعانت السعودية بنفس الاسم لنفس الغرض؟
أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم تعيين الإنجليزي مارك كلاتنبرج رئيسا للجنة تطوير الحكام المصريين.
الحكم الإنجليزي السابق، سبق له العمل بالاتحاد السعودي لكرة القدم وكذلك بالصين ثم تولى مسؤولية منظومة الحكام في اليونان في يوليو 2020.
ويتولى عصام عبد الفتاح رئاسة لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد المصري لكرة القدم في الوقت الحالي.
تجربة الاستعانة بخبير أجنبي لتطوير منظومة التحكيم المصري أثارت جدلا واسعا بين الإشادة والمعارضة.
كلاتنبرج قال في ظهوره الأول بعد تولي المسؤولية بشكل رسمي: “لطالما كان التحكيم واحدة من أكبر مشاكل كرة القدم، وبالتالي طلبت من اتحاد الكرة عمل خطة تطوير كاملة“.
وأضاف: “أقترح إنتاج مقطع فيديو أسبوعي يضم اللقطات الجدلية ويكشف الحديث الذي دار بين حكم الساحة وحكم الفيديو عند اتخاذ القرار، ذلك سيسمح بفهم عملية اتخاذ القرار ليتفهمه الجميع“.
طموحات وبرامج تطوير وعد بها الخبير الإنجليزي فهل تنجح التجربة؟
FilGoal.com تواصل مع مسؤولي الكرة السعودية للحديث عن تجربة كلاتنبرج ومدى تأثيره على منظومة التحكيم هناك.
كلاتنبرج أعلن في فبراير 2017 عن ترك منصبه كحكم في الدوري الإنجليزي، من أجل منصب رئيس لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، خلفا لمواطنه هاورد ويب.
إشادة الهلال
أثنى فهد المفرج نجم الكرة السعودية السابق والمدير التنفيذي لنادي الهلال على فكرة الاستعانة بالإنجليزي مارك كلاتنبرج في تطوير لجنة الحكام المصرية.
وقال المفرج لـ FilGoal.com: “منصب مهم جدا وسيساعد الكرة المصرية بشكل عام والحكم المحلي بشكل خاص في التطور”.
وأضاف “كلاتنبرج اسم كبير في عالم التحكيم ويملك إمكانيات عالية وخبرات عريضة وأعتقد أنه أضاف الكثير للحكم السعودي”.
الهلال حقق لقب دوري المحترفين في موسم 2017-2018 متفوقا على أهلي جدة بفارق نقطة وحيدة.
رفض الفيصلي
في المقابل يرفض فهد المدلج رئيس نادي الفيصلي فكرة الاستعانة بخبير تحكيمي أجنبي وتكرار التجربة السعودية مع مارك كلاتنبرج.
وقال المدلج لـ FilGoal.com: “بكل صراحة هذا الاسم تحديدا لم ينجح في المملكة ومصر تملك خبرات كثيرة تفوق كلاتنبرج“.
وشدد “واجهنا مشاكل في التواصل كأندية مع لجنة الحكام أثناء وجوده إضافة لضعف القرارات وكثرة التواجد في الخارج. الأمر كله يرجع إلى (عقدة الأجنبي)“.
إشادة جديدة
المدرب الخبير بالكرة السعودية الصربي فوك رازوفيتش المتوج مؤخرا بلقب كأس ملك السعودية للمرة الأولى في تاريخ نادي الفيحاء أيد التجربة.
وقال رازوفيتش لـ FilGoal.com: “نعم أملك خبرة كبيرة بالكرة السعودية ومن واقع خبرتي أعتقد أنها تجربة مميزة وساعدت في تطور دوري المحترفين”.
وأوضح: “تعاملت مع كلاتنبرج أثناء قيادتي لنادي الفيصلي منذ 5 سنوات ووجدته محترفا للغاية ويؤدي عمله بشكل جيد ولا يعرف المجاملة”.
وشدد “العدالة وعدم التمييز بين الفرق الكبيرة والصغيرة أبرز ما ميز فترة تواجد كلاتنبرج في الدوري السعودي“.
كلاتنبرج قاد نهائي ملك السعودية موسم 2017-2018 حين فاز الاتحاد على الفيصلي بنتيجة 3-1.
خبراء التحكيم المصري
على الجانب الآخر لم تنل فكرة الاستعانة بمارك كلاتنبرج إعجاب خبراء التحكيم بالكرة المصرية وجاءت معظم الآراء معارضة للقرار.
FilGoal.com حاول معرفة آراء خبراء التحكيم المصري ورأيهم في اختيار الخبير الإنجليزي لتطوير الحكام.
انتقد أحمد الشناوي الخبير التحكيمي فكرة الاستعانة بمارك كلاتنبرج لتطوير الحكام المصريين موضحا أنه ليس ضد الخبير الأجنبي لكن الاختيار المناسب سيكلف اتحاد الكرة مبلغا باهظا.
وقال الشناوي لـFilGoal.com: ” كلاتنبرج يبحث دائما عن الاستفادة المادية بعيدا عن تقديم الإضافة والخبرات للاتحاد الذي يعمل معه“.
وأضاف “فشل في السعودية ولم يستمر في الصين وفي اليونان، أعتبره أكثر من فاشل“.
واستمر في الهجوم “دائما ما يستعين بالحكام الأجانب على حساب الحكم المحلي ويحصل على عمولات مقابل ذلك”.
وشدد “إذا كان كلاتنبرج كفء فلماذا لم يتم الاستعانة به في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وهو اتحاد بلاده؟ كذلك لجنة الحكام بالاتحاد الأوروبي”.
واختتم “لست ضد تجربة الاستعانة بخبير أجنبي لتطوير الحكام المصريين ولكن الأمر سيكلف مبلغا ماديا كبيرا”.
سمير عثمان
انضم سمير عثمان الخبير التحكيمي للأراء الرافضة لقرار الاستعانة بمارك كلاتنبرج في تطوير التحكيم المصري
وقال الحكم السابق في تصريحات لـ FilGoal.com: “أرفض مبدأ التعاقد مع خبير أجنبي بشكل عام“.
وأضاف “دون الحديث عن كلاتنبرج أو اسم آخر بالنسبة لي المبدأ ذاته مرفوض وأفضل توفير النفقات وصرفها على تطوير الحكم المحلي بشكل مباشر دون الاستعانة بأي أجانب”.
عصام عبد الفتاح
يبدو أن مخطط اتحاد الكرة بالاستعانة بعصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام الحالي لمعاونة كلاتنبرج في الفترة الأولى من مهمته لن يكلل بالنجاح.
عبد الفتاح أعرب عن غضبه وقال في تصريحات تلفزيونية لقناة أون تايم سبورتس 2: “في البداية أحترم قرار اتحاد الكرة بتعيين خبير تحكيمي لتطوير التحكيم سواء كنت موافقا أو لا”.
وأضاف “الخبير الأجنبي لن يفيد التحكيم المصري بأي شيء. لدنيا كفاءات كثيرة لديها دراية تامة بالتحكيم وأزماته“.
وتابع “تجربة السعودية مختلفة في ظل الاعتماد بشكل كامل على الحكام الأجانب وإذا كررتها فماذا سيضيف الخبير الأجنبي للتحكيم المصري”.
وشدد “اتحاد الكرة تحدث معي منذ فترة حول الاستعانة بخبير أجنبي لمساعدتي في عملي ولكني رفضت. إذا تم التعاقد مع خبير أجنبي عليه تحمل المسؤولية وحده بشكل كامل”.
وأوضح “كلاتنبرج كان حكما جيدا ولكنه لم يشارك في كأس العالم وليس محاضرا بـ فيفا. أنا لست ضد فكرة التعاقد مع خبير أجنبي أو مع كلاتنبرج تحديدا ولكن علينا إصلاح جذور التحكيم أفضل من الاستعانة بخبير أجنبي“.
وتابع “تجربة الاستعانة بكلاتنبرج ستفشل بنسبة 100% وأنا أتحدث الآن كخبير حقيقي. الحكم المصري له طبيعة خاصة ويحتاج فقط الثقة وتقليل الضغوط الجماهيرية من على عاتقه”.
وعن إمكانية استمراره في وجود كلاتنبرج قال: “أحترم الجميع ولكن كلاتنبرج يقوم بتحكيم المباريات إضافة إلى عمله الإداري وفي حال قدومه لا بد أن يتحمل المسؤولية كاملة”.
كلاتنبرج والحكم المحلي
كلاتنبرج بدأ مهمته في الاتحاد السعودي لكرة القدم مارس 2017 وانتهت في فبراير 2019.
الخبير الإنجليزي تعرض للنقد من قبل الحكام السعوديين السابقين وخبراء اللعبة في المملكة بسبب اعتماده على الحكم الأجنبي في أغلب المباريات.
صحيفة “الرياضية” أشارت إلى أن موسم 2017-2018 شهد إدارة 113 مباراة بطواقم تحكيم أجنبية من أصل 196 مباراة أي بنسبة 57.6 %.
كلاتنبرج تولى خلال هذا الموسم تحكيم 11 مباراة واستعان بحكام من 27 دولة أجنبية وصلت تكلفتهم إلى 3.5 مليون دولار وكان من المقرر زيادتهم إلى 8 ملايين دولار لولا قرار الاتحاد السعودي بتخفيض عدد الطواقم الأجنبية خلال الجولات الأخيرة بحسب قناة “العربية”.
الحكم الدولي السعودي المعتزل عبد الرحمن الزيد انتقد سياسة كلاتنبرج وأشار إلى أنه شطب على الحكم المحلي.
الزيد الذي تواجد ضمن طاقم حكام مباراة فرنسا والبرازيل في نهائي كأس العالم 1998 قال في تصريحات لصحيفة الرياضية السعودية: “كلاتنبرج شطب على الحكم السعودي وتقاضى أموالا طائلة أكثر مما قدم“.
وأضاف “كلاتنبرج جاء وهو حريص على ألا يكون معه أحد، فأبعد الجميع وبدأ يعمل بمفرده وهو السبب الرئيسي لأزمة التحكيم“.
أزمة الـ “VAR”
شهدت مباراة أهلي جدة والتعاون بالجولة الـ17 من دوري المحترفين السعودي موسم 2018-2019 والتي انتهت بفوز ممثل جدة بنتيجة 4-3 أزمة كبرى.
كلاتنبرج تصرف تصرفا غريبا وقام باستدعاء البرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب فريق التعاون ليوضح له سبب عدم احتساب حالة تسلل على دجانيني تفاريس لاعب الأهلي بعد تسجيله لهدف فريقه الرابع.
منطقة الـ “VAR” تحولت إلى ساحة مكتظة بالمشاهدين، في حين أن قانون كرة القدم يمنع دخول أي شخص من الفريقين المتنافسين.
كلاتنبرج قال خلال مؤتمر تقديمه عن الـ”VAR” أمس الخميس: “أقترح إنتاج مقطع فيديو أسبوعي يضم اللقطات الجدلية ويوضح الحديث الذي دار بين حكم الساحة وحكم الفيديو عند اتخاذ القرار، ذلك سيسمح بفهم عملية اتخاذ القرار ليتفهمه الجميع“.
وأكمل “واحدة من أكبر مشاكل التحكيم هي استمرارية تقنية الفيديو بنفس المعيار بين أسبوع وآخر، وبالتالي يجب تقوية التواصل بين حكم الساحة وحكم الفيديو“.
عقب الإطلاع على الأراء المصرية والسعودية، وتعيين الحكم الدولي الإنجليزي السابق، هل تتوقع نجاح التجربة المصرية مع كلاتنبرج أم لا؟
