حرب غزة.. غارات ليلية وخبر «غير سار» لتل أبيب من واشنطن
مع دخول الحرب في غزة يومها الرابع بعد الـ100، يبدو أن الأمور في طريقها للتغير من جهة واشنطن التي قدمت دعما بلا حدود لإسرائيل.
وهذه المرة، جاءت الرياح عكس تيار الدعم، فقد أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، أن الديمقراطيين في المجلس يبحثون فرض شروط على المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل.
- قصف بمحيط «المستشفى الميداني» الأردني بغزة.. أول تعقيب من عمّان
- غزة وتايوان وأوكرانيا.. رسائل بلينكن من دافوس
خسائر إسرائيلية
وفي إطار العمليات العسكرية، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، إصابة 7 جنود إسرائيليين جراء انقلاب قارب قبالة سواحل أسدود، أمس.
وذكرت أن “الأفراد السبعة تم إجلاؤهم إلى مستشفى برزيلاي لتلقي العلاج الطبي”، فيما أكد قائد قاعدة أسدود أنه “سيتم التحقيق في ملابسات الحادث على الفور”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل جندي، الأربعاء، ليرتفع عدد جنوده الذين قُتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول إلى 193.
غارات على غزة
وكثّفت إسرائيل، مساء الأربعاء، وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، قصفها على قطاع غزة الذي دخلته شاحنات تنقل أدوية للرهائن المحتجزين لدى حماس ومساعدات إنسانية لسكّانه، في إطار اتفاق توسّطت فيه قطر وفرنسا.
وأظهرت لقطات فيديو مزيدا من الدمار في منطقة الزوايدة في وسط قطاع غزة، بعد قصف عنيف قرب مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تحتدم المعارك منذ أسابيع.
وقال شهود إن الغارات الليلية أثارت الذعر لدى مئات النازحين الذين لجأوا إلى مستشفى ناصر.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن القصف الليلي على خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة أدى إلى مقتل 81 شخصا على الأقل.
وقال محمد الحايك النازح من مدينة غزة لـ”فرانس برس” بينما كان يشير إلى أبنية مدمرة من حوله في مخيم الزوايدة: “الدمار مخيف… ليس دمارا إنما هو خراب. هم أتوا ليخربوا، غزة. كانت من أجمل المدن، كان الناس من كل مكان يريدون زيارتها، خرّبوها، ما عاد بها حياة”.
وفي مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، وقف فلسطينيون أمام أكفان لفّ بها الأحباء الذين قتلوا في غارة إسرائيلية في الليل.
ولم يتمكن حسن جبريل فرنجي، أحد سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، من التعرف على منزله عندما عاد ليتفّقده ووجده مدمراً.
اشتباكات واقتحامات بالضفة
وفي الضفة الغربية، حيث يتصاعد التوتر منذ بدء الحرب قبل أكثر من 3 أشهر، نفذت القوات الإسرائيلية مداهمات بعدة مناطق، ودارات اشتباكات أسفرت عن اعتقالات وإصابات بصفوف الفلسطينيين.
والأربعاء، قتل عشرة فلسطينيين، خلال عمليات عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي.
وأدّت مداهمات الجيش الإسرائيلي وعملياته وهجمات المستوطنين إلى مقتل نحو 365 شخصا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب إلى 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول أدّى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لـ”فرانس برس” استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع منذ 9 أكتوبر/ تشرين الأول، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود.
ومنذ بدء الحرب، تدخل المساعدات الإنسانية بشكل متقطع بعد موافقة إسرائيلية عليها، وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن الكمية تبقى أقل بكثير مما يحتاجه 2.4 مليون شخص يقطنون القطاع.
وحذّرت الأمم المتحدة من الوضع “الكارثي” ومن خطر الجوع الذي يتهدّد القطاع، حيث بات 85% من أهله نازحين يقيمون في مدارس تابعة للمنظمة الدولية أو لدى أقارب أو في مخيمات عشوائية ويواجهون ظروفا مأسوية، خصوصا في أيام المطر والبرد.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، في القدس بعد عودته من زيارته الرابعة للقطاع منذ اندلاع الحرب، إنّ “كثيرا من السكان باتوا عاجزين على استطلاع المستقبل في قطاع غزة”.
وأضاف “لدينا مئات آلاف الأشخاص الذين يعيشون الآن في الشارع، يعيشون في خيام بلاستيكية موقتة وينامون أرضا”.
ودخل انقطاع الاتصالات في قطاع غزة يومه السادس، الأربعاء، وهو الأطول بشكل متواصل منذ بدء الحرب، بحسب موقع “نتبلوكس” الذي يرصد شبكات الاتصالات في العالم، وتعطّلت خدمات الإنترنت في قطاع غزة مرارا منذ بدء الحرب.
أدوية مقابل المساعدات
وفجر الخميس، أعلنت قطر أنّ أدوية ومساعدات أدخِلت إلى القطاع تنفيذا لاتّفاق تمّ بوساطة منها ومن فرنسا ينصّ على إدخال أدوية للرهائن ومساعدات لسكان القطاع.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في منشور على منصة “إكس” إنّه “تمّ خلال الساعات الماضية دخول الأدوية والمساعدات إلى قطاع غزة، تنفيذا للاتفاق الذي تمّ الإعلان عنه يوم أمس لصالح المدنيين في القطاع، بمن فيهم المحتجزون”.
ورحبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر “بلحظة انفراج مستحقة لعائلات الرهائن والبنى التحتية الصحية في غزة”.
وقالت الخارجية القطرية إن طائرتين محملتين مساعدات وصلتا، الأربعاء، إلى مطار العريش، الذي يبعد نحو 45 كيلومترا عن معبر رفح.
وبحسب تقرير نشره في الآونة الأخيرة تجمّع عائلات الرهائن في إسرائيل، فإن ثلث الرهائن على الأقل يعانون أمراضا مزمنة وهم بحاجة لعلاج.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA=
جزيرة ام اند امز