إنجازات سياسية وأمنية واقتصادية ورياضية حققها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي خلال مسيرته الحافلة بالعطاء.
مسيرة وضع خلالها في كل محطة من محطات حياته نصب عينيه أن تسهم كل خطوة فيها في نهضة وتنمية بلاده، اقتداء بوالده المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ترصدها “العين الإخبارية”.
ورغم أن مسيرة عمله العام بدأت بشغله منصب رئيس الدائرة الخاصة لوالده المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من سنة 1996، وتدرج عبرها في مناصب عدة، وصولا لتعيينه عام 2016، مستشارا للأمن الوطني، ثم نائبا لحاكم أبوظبي في 2023.
إلا أن إنجازاته لبلاده بدأت قبل هذا التاريخ وحتى قبل تخرجه، وتحديدا خلال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995، والذي نقل منها رياضة الجوجيتسو للبلاد، وأسس لها، الأمر أثمر لاحقا ببروز أكثر من بطل إماراتي في هذا النوع من الرياضات القتالية.
ويواصل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مسيرة إنجازاته لبلاده، من خلال موقعه كمستشار للأمن الوطني، تنفيذا لتوجيهات القيادة الإماراتية.
وتجسيدا للثقة في قدراته، أوكلت إليه القيادة الإماراتية نقل رسائل تسامح وسلام للعديد من الدول، ضمن دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار وتصفير الخلافات في المنطقة.
وكانت تلك الزيارات خطوات مهمة على طريق إعادة العلاقات بالفعل مع دول شقيقة وصديقة إلى سابق عهدها مثل قطر وتركيا.
المحطة الأولى
أما أولى محطات إنجازات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبلاده فبدأت خلال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية.
فأثناء دراسته في سان دييجو عام 1995، بدأ شغفه واهتمامه برياضة الجوجيتسو، نظرا لاهتمامه بالفنون القتالية منذ نعومة أظفاره، فعندما كان يبلغ من العمر 5 أعوام تعلم الكاراتيه ومن ثم التايكوندو، والمصارعة، والجودو وغيرها من الرياضات القتالية.
والتحق بالفعل بمدرسة جريسي بارا في الولايات المتّحدة ليتعلم أسس رياضة الجوجيتسو، حيث طور مهاراته ليكون أول إماراتي وعربي يحصل على الحزام الأسود.
وبعد عودته إلى الإمارات عام 1997، حرص على نشر تلك الرياضة في دولة الإمارات، لما لها من دورٍ إيجابي كبير على الجانبين العقلي والبدني.
فأسس نادي أبوظبي للقتال في العام نفسه، وكانت رؤيته قائمة على أن تكون العاصمة أبوظبي الحاضنة العالمية لمجتمع الجوجيتسو العالمي.
وفيما يعد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، المؤسس الفعلي لرياضة الجوجيتسو في الإمارات، والأب الروحي لها، فإن الفضل يعود في دعم تلك الرياضة في الإمارات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات.
وانطلق دعمه الكبير لرياضة الجوجيتسو مما لمسه فيها من آثارٍ إيجابية ليس فقط على الجانبين العقلي والبدني وإنما لما لها من تأثير إيجابي على الثقافة والمجتمع.
وفي عام 2012 وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتأسيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو ليكون الجهة الرسمية الراعية لرياضة الجوجيتسو في دولة الإمارات.
وتمضي دولة الإمارات بخطى وثابة نحو تعزيز مكانتها كموطن لرياضة الجوجيتسو التي تحظى بدعم منقطع النظير من القيادة الرشيدة التي رأت في الجوجيتسو خير مهذب للأخلاق وأفضل طريق لتحسين اللياقة البدنية للمواطنين والمقيمين وتتويجا للجهود الحثيثة والعمل الجاد الذي بذله جميع القائمين على هذه الرياضة النبيلة.
مهام ومسؤليات
أما أول منصب تولاه الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان فكان منصب رئيس الدائرة الخاصة لرئيس الدولة آنذاك والده المؤسس الراحل للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من سنة 1996 حتى وفاة والده عام 2004، وظل في المنصب نفسه في أول عام من تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل مقاليد الحكم.
ثم تدرج الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في عدد من المناصب منها تولي منصب رئيس هيئة الطيران الأميري بأبوظبي، ثم رئيسا لهيئة طيران الرئاسة.
وفي مارس/آذار ٢٠١٣ ، أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل مرسوما اتحاديا بتعيين الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائبا لمستشار الأمن الوطني بدرجة وزير.
وفي 14 فبراير/شباط 2016، أصدر مرسوما اتحاديا بتعيينه مستشارا للأمن الوطني.
وفي 29 مارس/آذار 2023، أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مرسوما أميريا بتعيين الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائباً لحاكم أبوظبي.
دبلوماسية التسامح
ومع سعي الإمارات لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتصفير الخلافات بها، ضمن دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لنشر التسامح وتعزيز الصداقة والتعاون مع الدول كافة، أجرى الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان زيارات إلى تركيا وقطر في أغسطس/آب الماضي، أعقبها بزيارة لإيران في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
زيارات متتالية، أكدت خلالها الإمارات أنها تمد أيادي السلام والتسامح، لطي صفحة الخلافات، حرصا على إعادة العلاقات الأخوية إلى سابق عهدها من جانب، وتحقيق التضامن الإقليمي والخليجي، ونزع فتيل أية توترات بالمنطقة، والرغبة في التفرغ لمعركة البناء والتنمية، مع تعزيز التعاون والتكامل انطلاقا “من واقع أن المصير واحد والنجاح مشترك”، وهو ما نجحت بالفعل في تحقيقه وعادت العلاقات مع قطر وتركيا إلى سابق عهدها.
إنجازات تنموية
وبموازاة إنجازاته الأمنية والسياسية والرياضية، برز الشيخ طحنون بن زايد بمشاريعه المميزة من الناحية الاقتصادية المطورة لإمارة أبوظبي، حيث اشترك في إنشاء جزيرة الريم، وهي تعد من أبرز المشاريع المعمارية، التي تمتاز بها إمارة أبوظبي.
كما يترأس الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان حاليا مجلس إدارة بنك أبوظبي الأول، الذي يعد أكبر بنك في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد أكبر وأأمن المؤسسات المالية في العالم.