عمدة أثينا الجديد.. هل يتجاوز «انتقام» الحكومة ويكرر نموذج لشبونة؟
رغم تحقيقه إنجازا سياسيا فريدا دون أن يكون معروفًا بشكل مسبق، بتقلده منصب عمدة أثينا، إلا أنه يواجه «انتقامًا» من الحكومة، وتشكيكًا في قدرته على قيادة اليسار.
إنه هاريس دوكاس (44 عاما) الذي كان قبل أشهر قليلة، مجرد مهندس ميكانيكي غير معروف بين أبناء العاصمة اليونانية، لكنه حقق إنجازا سياسيا، مكنه وهو الذي يمتلك خبرة سياسية قليلة، من الفوز بأصوات الناخبين ويصبح عمدة أثينا.
إلا أنه بعد النجاح «المفاجئ» الذي حققه، أصبح على دوكاس مواجهة ما يعتبره «انتقام» الحكومة المركزية، وسط تساؤلات حول قدرته على تقديم نموذج سياسي لقيادة يسار الوسط.
وفي تصريحات لمجلة «بوليتيكو» الأمريكية، قال دوكاس إنه عندما اقترح عليه حزب باسوك (يسار الوسط) الترشح على منصب عمدة أثينا، «بدا الأمر وكأنه سيناريو مجنون.. لكنني لم أستطع أن أقول لا».
وإلى جانب كونه شخصًا غير معروف وعليه بذل الكثير في وقت قصير حتى يتعرف عليه الناخبون، كان أمام دوكاس تحد آخر، حيث انطلقت حملته في الصيف، حين يكون غالبية سكان أثينا خارج المدينة وعلى البحر في الجزر.
وخلال الانتخابات، واجه دوكاس، عمدة المدينة كوستاس باكويانيس وهو ابن شقيق رئيس وزراء اليونان المنتمي إلى يمين الوسط.
وعن تلك المواجهة، قال دوكاس: «كنت متأكدا منذ البداية أنني الوحيد القادر على التغلب عليه.. رغم أنه كان فائزا بالفطرة»، مشيرا إلى الاستياء الخفي في أثينا من الإدارة السابقة.
وخاض دوكاس الانتخابات بدعم من حزب باسوك، لكنه حظي بدعم من جميع الأحزاب اليسارية خلال جولة الإعادة، كما حظي بدعم شخصيات بارزة لبرنامجه الذي قال إنه «يتجاوز الأحزاب والألوان السياسية».
لكن السبب الأساسي لانتخابه كان أجندته البيئية.
ويعاني دوكاس من علاقته المتوترة مع الحكومة اليونانية، وسط مخاوف من أنصاره على عدم قدرته على تنفيذ برنامجه، في حين وصفت أحزاب المعارضة سلوك الحكومة تجاهه بأنه «انتقامي» منه ومن سكان أثينا.
وقبل أيام من توليه السلطة رسميًا الشهر الماضي، جردت الحكومة مجلس مدينة أثينا من صلاحياته وأموال المشاريع الحضرية، ونقلت الإشراف عليه إلى الحكومة المركزية، وهو ما وصفه دوكاس بأنه «عمل مهين وعدائي» وتعهد بمتابعة القضية بشكل قانوني.
كما منعت الحكومة تعهدًا بإعادة فتح طريق مركزي لحركة المرور كان قد أُغلق خلال جائحة كوفيد، بحجة أنه قد يكون موقعًا للآثار.
وتعرض دوكاس لانتقادات واسعة بعد ظهوره في حفل موسيقي ليلة رأس السنة مصحوبا بأشخاص من الجمهور يلوحون بعشرات الأعلام الفلسطينية، إلا أنه قال عن هذه الواقعة: «يبدو أن كل ما أفعله يتم تشويهه على الفور».
وحول تصوره للمدينة، أكد دوكاس أن «أثينا لا يمكن أن تكون مدينة للسياح فقط، ولا مركزاً تجارياً لا نهاية له».
وتتساءل شخصيات من اليسار ويسار الوسط في الوقت الحالي، عن كيفية استحضار «نموذج دوكاس» في المشهد السياسي الوطني.
وفي حين ينتظر يسار الوسط بفارغ الصبر شخصا قادرا على توحيد أحزابهم السياسية المدمرة، يفكر البعض فيما إذا كان دوكاس يمكن أن يكون هذا الشخص، ويشير هؤلاء إلى أنطونيو كوستا عمدة لشبونة الذي أصبح رئيسا لوزراء البرتغال.
وتعليقا على ذلك قال دوكاس: «قبل بضعة أشهر لم أتخيل أنني سأكون عمدة المدينة. لذلك لا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل».
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز