fbpx
غرور أم خطأ؟ تقرير إسرائيلي يكشف أسباب الفشل في منع «7 أكتوبر»

غرور أم خطأ؟ تقرير إسرائيلي يكشف أسباب الفشل في منع «7 أكتوبر»


رغم مرور تسعة أشهر على هجوم «طوفان الأقصى» الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، والذي كان شرارة حرب غزة، ما زالت أسباب «إخفاقات» إسرائيل في التنبؤ به وبمنعه، تتكشف يومًا تلو آخر.

ففي أحدث مؤشر على «فشل» مؤسسة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في إدراك أن حماس قادرة على شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، كشف تقرير تلفزيوني بث يوم السبت، عن تفاصيل إضافية حول إخفاقات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك «إهمالها في صيانة نظام الإشارات الذي كان من الممكن أن يمنع هجوم الحركة الفلسطينية».

وبحسب تقرير القناة الـ12 الإخبارية، فإنه تم تطوير نظام التنبيه من قبل وحدة 8200 التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية، في أعقاب العملية التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية في غزة عام 2014، والتي أطلق عليها اسم «الجرف الصامد»، وهي أسوأ صراع في القطاع حتى الحرب المستمرة الآن.

ونقل عن مسؤول كبير سابق في الاستخبارات العسكرية قوله: «لقد شكلنا فريقا مشتركا من الشاباك ووحدة 8200 وفرقة غزة وبنينا نموذج تنبيه، والذي من شأنه أن يعطينا إشارة بأن حماس على وشك الغزو إذا ظهرت عدة عناصر تحذيرية».

وبحسب التقرير، فإن نسخة سابقة من هذا النظام الاستخباراتي ساعدت العملاء على رفع حالة التأهب التي ساعدت الجيش الإسرائيلي على منع «غزو» حماس في عام 2014 من خلال قصف نفق في غزة كان عناصر الحركة الفلسطينية يخططون للتسلل منه واحتجاز رهائن إسرائيليين.

تجاهل التحذيرات

وبحلول أبريل/نيسان 2022، قالت القناة 12 إن وحدة النخبة 8200 أعادت إنتاج عشرات الصفحات «التي توضح خطة غزو حماس، والتي أطلق عليها اسم جدار أريحا، والتي قُدمت لأول مرة لمسؤولي الاستخبارات كتقرير من 40 صفحة قبل أكثر من عام من السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي».

لكن العميد يوسي سارييل، قائد الوحدة، ومسؤول كبير يُدعى «جيميل»، الذي كان مسؤولاً عن جهود الاستخبارات الإشارية، لم يفعلوا شيئًا لتنفيذ التحذيرات.

وبحسب مسؤولي الاستخبارات الذين وردت أقوالهم في التقرير، فإن نظام التنبيه كان يتمتع بصيانة جيدة في عهد القائد السابق للوحدة 8200، ونادرا ما تعرض لأعطال.

«لكن تحت إدارة يوسي تم إهمال الأمر. وفي أغلب الأحيان لم يهتموا به»، هذا ما نقلته صحيفة «هآرتس» عن مصدر سابق في الاستخبارات العسكرية لم تكشف هويته.

وذكر التقرير أيضا أن «سارييل حاولت إغلاق النظام بسبب صعوبة تشغيله وصيانته، لكنها تراجعت عندما قالت إحدى الضابطات في 8200 إن ذلك لن يكون عادلاً لسكان المجتمعات الجنوبية».

وبحسب «تايمز أوف إسرائيل» فإن الملف الذي قدمته الوحدة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول يتضمن تفاصيل سلسلة من التدريبات التي أجرتها قوات النخبة التابعة لحماس والتي تدربت على شن غارات على المدن والمواقع العسكرية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن عناصر الحركة الفلسطينية درسوا كيفية احتجاز الجنود والمدنيين رهائن عند عودتهم إلى غزة، وفي أي ظروف يمكن قتل الرهائن.

ثقة مفرطة

وأشار ضابط استخبارات كبير سابق نقلت عنه القناة 12 يوم السبت إلى «الثقة المفرطة» من جانب مديرية الاستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي، واللواء أهارون حاليفا، الذي استقال منذ ذلك الحين بسبب دوره في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

«قالوا إن وضع الاستخبارات لم يكن أفضل من ذلك قط. سألنا حاليفا عن الدرجة التي أعطاها لأدائهم فقال 90»، قال الضابط في حالة من عدم التصديق، في إشارة إلى التعليقات التي أدلى بها قبل بضعة أشهر من السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار التقرير إلى أن سارييل لم يتحمل مسؤولية دور وحدته في إخفاقات إسرائيل الاستخباراتية، بل على العكس من ذلك، قال إن الاستقالة ستكون بمثابة «جبن».

وجاء في رد الجيش الإسرائيلي الذي نقلته القناة 12 أن وحدة الاستخبارات «كانت جزءًا من الفشل الاستخباراتي الذي يتم التحقيق فيه حاليًا»، بينما دافع عن احترافية قائدها.

وجاء في البيان: «إن العميد يود ضابط رفيع المستوى ساهم طيلة حياته في أمن دولة إسرائيل، ويواصل قيادة وحدته خلال الحرب وتحقيق إنجازات مهمة. وسيتم عرض تحقيقات السابع من أكتوبر على الجمهور بطريقة شفافة بعد الانتهاء منها، وبطريقة منظمة ومهنية».

جدار أريحا

وفي الأسبوع الماضي، أفادت القناة 12 عن رسالة إلكترونية أرسلتها ضابط صف في الوحدة 8200 والتي حاولت تحذير رؤسائها في الأيام التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول من أن حماس لديها خطة واضحة، وحثت جميع الأطراف على البدء في العمل لتقليل الأضرار التي قد تتمكن حركة حماس من إحداثها.

إلا أنه يبدو أن كبار ضباط الاستخبارات في فرقة غزة رفضوا الرسالة الإلكترونية والتقرير الذي سبقها، وتحققت خطة جدار أريحا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عندما اقتحم آلاف من حماس حدود غزة ونفذوا هجوماً في جنوب إسرائيل.

وواجه جيش الدفاع الإسرائيلي صعوبة في الرد، حيث تم اجتياح القواعد الأقرب إلى الحدود، ويبدو أن سلسلة القيادة قد انكسرت وسط الفوضى، بحسب «تايمز أوف إسرائيل».

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *