هل القهوة صحية أم غير صحية، وهل يمكن لها أن تحد من خطر الإصابة بالأمراض؟
يجيب بـ”نعم” الدكتور إيريك بيرج، صاحب كتاب “الخطة الغذائية لحمية الكيتو الصحية”، محيلاً للعديد من “الدراسات” التي ربطت بين القهوة وفوائد “محتملة” في الحد من بعض أنواع السرطانات، وأثرها في توازن سكر الدم، وأيضاً وجود مادة “البوليفينول”، و”التي تتوفر على خصائص مضادات الأكسدة، ويعتقد أن تكون السبب الكبير في توفر القهوة على ميزة صحية”، بحسب الدكتور إريك مدريد، الحاصل على شهادة البورد الأميركي لطب الأسرة.
تعبيرية
فوائد عدة!
مدريد، وفي مقال له بعنوان “تاريخ الفوائد الصحية للقهوة”، أشار لعدد من الفوائد التي قد يحصل عليها الأفراد المواظبون على شرب القهوة، وأبرزها: أنها تقلل من خطر النوبات القلبية، وتخفض الالتهاب داخل الجسم، كما تقلل من خطر داء السكري من النوع الثاني، فضلاً عن تقليل أعراض مرض “باركنسون” و”الالتهاب في الكبد”.
هذه الفوائد لا يمكن للإنسان أن يحصل عليها إذا لم يكن ملتزماً بنظامٍ غذائي منخفض الكربوهيدرات، ويحتوي على العناصر المعدنية والفيتامينات التي يحتاج لها الجسم، لأن القهوة هي جزء من سلسلة غذائية مترابطة، وليست حبوباً تمتلك قوة “خارقة” تعمل على شفاء الجسم من الأمراض.
تعبيرية
مواصفاتُ القهوة!
القهوة، هي الأخرى، من المفيد أن تكون منتقاة من مزارع تعتمد الزراعة العضوية، ولا تستخدم المبيدات الكيماوية، وأن تكون غير معدلة وراثياً، وعند تحميصها، من المستحسن أن تكون قليلة أو متوسطة التحميص، كون القهوة “الداكنة” التي اعتاد الناس على شربها، والمحمصة بدرجة عالية تزيد فيها نسبة الحموضة، ويفقد الشارب لها الإحساس بالمذاقات التي في “البُن”، فضلاً عن أنه كلما طالت عملية التحميص، تكونت مادة acrylamide، وهي “مادة كيميائية تم العثور عليها بكميات كبيرة وعلى نحو مفاجئ في الأغذية النشوية التي يتم طهيها في درجات حرارة مثل: رقائق الشيبس والخبز والخبز المحمص والبطاطس المقلية، وكما هو معروف أن الاكريلاميد يسبب السرطان للحيوانات، ولذلك فإن وجوده في الأغذية قد يضر بصحة الإنسان”، بحسب ما ورد في موقع “الهيئة العامة للغذاء والدواء” السعودية.
الدكتور إيريك بيرج، ينصح بألا يتعدى معدل شرب القهوة اليومي للفرد 300 ملم، كي لا تسبب أضراراً جانبية للجسم، بسبب ارتفاع تركيز مادة “الكافيين” المنبهة.
تعبيرية
الطريقة المثلى!
من جهة أخرى، يشير إيريك مدريد إلى أن القهوة تحتوي على “مادة العفص، والتي يمكن أن تستنفد الجسم من المغنيسيوم، الكلسيوم، الحديد، فيتامين B1 و الزنك”. ولذا، ينصح الخبراء بألا يتم تناول الفيتامينات والمعادن أثناء شرب القهوة، وأن تكون هنالك فترة زمنية، نحو ساعة بين تناول الوجبات وتحديداً المحتوية على اللحوم، وبين شرب القهوة، بسبب التأثير السلبي للأخيرة على امتصاص الجسم للحديد والمعادن الهامة.
أكثر الناس يحتسون فنجان القهوة الصباحي باكراً، إلا أن الخبراء ينصحون بعدم شرب البُن مباشرة بُعيد الاستيقاظ، وأن تكون هنالك فسحة تتراوح بين ساعة وساعة ونصف كي لا يكون تأثير القهوة عكسياً، حيث يُعتبر “الكافيين مضاداً للأدينوسين”، كما أن “الأدينوسين إذا تراكم في الدم يتسبب في الإرهاق”، إضافة لأن “الكافيين يحجب مستقبلاته، وإذا تلاشى مفعول الكافيين من القهوة التي يتم شربها مباشرة بعد الاستيقاظ، يحدث أن الأدينوسين يرتبط بالمستقبلات، فيشعر الإنسان بالإرهاق والنعس الشديد، عوض الشعور بالنشاط”، من هنا من الأفضل “الانتظار نحو ساعة ونصف بُعيد الاستيقاظ، كي يتفاعل الأدينوسين مع المستقبلات، ويتلاشى، وبعدها تُشرب القهوة”.
السكر الذي اعتاد الكثيرون على شربه مع القهوة، أو المحليات والنكهات الاصطناعية، كما بعض أنواع الحليب المبستر أو النباتي المصنع، كلها إضافات تقلل من فوائد القهوة، بل قد تسبب مشكلات تزيد من نسبة السكر في الدم، أو تسبب ارتفاع الوزن في حال ممارستها بشكل يومي، خصوصاً لدى عشاق خلطات القهوة حالية المذاق، والذين يشربونها بكميات كبيرة، الأمر الذي يجعلهم عرضة للإصابة بـ”مقاومة الإنسولين”!