fbpx
كيف تنتهي حرب أوكرانيا؟.. سيناريوهان «أحلاهما مر» لكييف

كيف تنتهي حرب أوكرانيا؟.. سيناريوهان «أحلاهما مر» لكييف

اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الأحد، أن مآلات الحرب في أوكرانيا تبدو محصورة بين سيناريوهين: دولة مستقلة منقوصة السيادة والأراضي تحت مظلة الحماية الغربية، أو كيان تابع لموسكو يفتقر إلى استقلاله الفعلي.

هذا الطرح يعكس إدراكا لحقيقة أن رهانات الكرملين لا تقتصر على رسم حدود جديدة على الخريطة، بل تتصل برؤية أعمق للرئيس فلاديمير بوتين، الذي يتعامل مع أوكرانيا بوصفها جزءا من الفضاء التاريخي والثقافي الروسي، لا مجرد دولة جارة.

  • مشروع لم يكتمل.. حين حلق السوفيات بدبابة في السماء

وقد أكد بوتين هذا التوجه في تصريحاته عقب القمة الأخيرة، حين شدد على أن “أي تسوية دائمة تستلزم معالجة الجذور الحقيقية للأزمة، وأخذ المخاوف الأمنية لروسيا بعين الاعتبار”.

السيناريو الأول: تقسيم مع حماية

السيناريو الأكثر تداولًا في العواصم الغربية يقوم على فكرة تجميد خطوط القتال الحالية، بحيث تحتفظ روسيا بما تسيطر عليه حتى الآن، بينما تبقى بقية أوكرانيا مستقلة تحت حماية أمنية قوية.

يتشابه هذا النموذج بما حدث في شبه الجزيرة الكورية عام 1953 حين انتهت الحرب بهدنة لا بمعاهدة سلام، وظلت كوريا الجنوبية مستقلة لكنها محمية بوجود عسكري أمريكي دائم.

بوتين وترامب في ألاسكا

وتناقش دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا اليوم إمكانية نشر قوات رمزية داخل أوكرانيا لتثبيت الردع ومنع أي غزو جديد، إلى جانب ربط كييف تدريجيا بالمؤسسات الأوروبية.

هذا السيناريو يمنح الأوكرانيين فرصة لإعادة بناء دولتهم ضمن حدود أصغر، لكنه يترك جرحا مفتوحًا يتمثل في فقدان خُمس الأراضي، بما فيها مدن رمزية مثل ماريوبول ودونيتسك.

ورغم قسوته، فإنه يمنح كييف “استقلالا ناقصا” لكنه مضمون بالغرب. أما لموسكو، فهو انتصار مُبتور باستحواذ على أراضي مدمّرة في مقابل خسارة السيطرة على ما تبقى من أوكرانيا.

السيناريو الثاني: التبعية الكاملة لموسكو

الخيار الآخر أشد قتامة: أن تُجبر أوكرانيا على قبول شروط موسكو التي تتجاوز الأرض إلى السيادة. فروسيا تطالب بتقليص الجيش الأوكراني، ووقف الدعم الغربي، وتغيير النظام السياسي والدستور والهوية الثقافية.

وطريق بوتين إلى هذا الهدف يمر عبر حرب استنزاف طويلة تستغل تفوق روسيا في السكان والموارد، وترهق الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص أعداد الجنود والذخائر.

النتيجة قد تكون أوكرانيا ضعيفة ومجردة من القدرة على صد أي غزو جديد، أي محمية روسية مستقلة بالاسم فقط.

عوامل الترجيح: سباق الزمن بين واشنطن وأوروبا

حسم أي من السيناريوهين مرتبط بثلاثة عوامل أساسية:

أولا الموقف الأمريكي: لا يزال الدعم العسكري والمالي الذي تقدمه واشنطن العمود الفقري لصمود كييف. وأي تراجع أو تغيير في المزاج السياسي الأمريكي قد يفتح الباب أمام تسوية أقرب لمطالب موسكو.

ثانيا الموقف الأوروبي: تبدو أوروبا، الأكثر تأثرا بالحرب جغرافيا واقتصاديا، منقسمة بين من يريد تشديد الضغط على روسيا ومن يفضل حلا وسطا. مع ذلك، يتحرك الفرنسيون والبريطانيون لتشكيل “تحالف الراغبين” لطمأنة أوكرانيا حتى في حال ترددت واشنطن.

بوتين وترامب في ألاسكا

ثالثا الداخل الروسي: تفرض العقوبات الغربية ضغوطا شديدة على الاقتصاد، لكن الكرملين استطاع حتى الآن إدارة الأزمة وتوظيف خطاب “الحصار الغربي” لتعبئة الداخل. وإذا استمر هذا التماسك، فقد تطول الحرب أكثر مما يتوقع الغرب.

البعد الرمزي والسياسي

بعيدا عن الخرائط والحدود، تحمل الحرب بُعدا رمزيا يتعلق بمستقبل النظام الدولي. فصمود أوكرانيا، بالنسبة للغرب، يعني الدفاع عن مبدأ السيادة ومنع عودة منطق “مناطق النفوذ” الذي ساد في الحرب الباردة.

أما لروسيا، فالنتيجة تمثل اختبارا لقدرتها على فرض رؤيتها على جيرانها وإعادة صياغة ميزان القوى العالمي.

لذلك فإن أي تسوية، سواء كانت على شكل تقسيم أو تبعية، ستظل مشحونة بالرمزية السياسية، وستحدد ملامح أوروبا لعقود قادمة.

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز US