قال الجنرال فاليري زالوجني القائد العام للجيش الأوكراني، اليوم الخميس، إن القوات الأوكرانية دمرت 278 طائرة حربية روسية خلال ثمانية أشهر من القتال، موضحاً أن ذلك يتجاوز مثلي عدد الطائرات الحربية التي خسرها الاتحاد السوفييتي في تدخله العسكري في أفغانستان بين عامي 1979 و1989.
ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية على هذه التصريحات، لكنها تتماشى مع خطاب متزايد الثقة من جانب كييف، التي حققت تقدماً في استعادة بعض الأراضي من الروس.
وعلى الرغم من أن المدنيين يواجهون انقطاعات في الكهرباء وانقطاع إمدادات المياه بين وقت وآخر إثر هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية على البنية التحتية للطاقة، فإن الزخم في ميدان القتال في مصلحة كييف.
وتشكل أوكرانيا الآن ضغطاً متزايداً على القوات الروسية في الجنوب بفضل العتاد العسكري الذي زودها به حلفاؤها الغربيون، ومن بينه منظومة صواريخ هيمارس الأميركية الصنع.
جنود أوكرانيون في دومباس
وكتب الجنرال زالوجني عبر “تويتر”: “خلال العدوان الشامل، دمرت الدفاعات الأوكرانية أكثر من مثلي عدد الطائرات الروسية التي خسرها الاتحاد السوفييتي خلال حرب أفغانستان التي استمرت عشرة أعوام، 278 طائرة روسية في أوكرانيا مقابل 118 طائرة سوفييتية في أفغانستان”.
وأضاف: “هذه الحرب هي نفس الخزي لروسيا، وستتسبب في دمارها”.
وبعد أكثر من ثلاثة عقود على الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، لا تزال تلك الحملة العسكرية تؤرق الضمير الوطني الروسي وانتقدها كثير من الروس بوصفها مغامرة خارجية دموية مماثلة للحرب الأميركية في فيتنام.
وقتل نحو 14 ألف جندي سوفييتي في أفغانستان. وأعيد كثير منهم إلى وطنهم في توابيت مبطنة بالزنك والمعروفة باسم الشحنة 200 (كارجو 200)، وهو مصطلح مستخدم الآن على نطاق واسع للإشارة إلى الجنود الروس الذين قتلوا خلال الحرب الحالية في أوكرانيا.
ويقول كل طرف منذ بداية الحرب إنه كبد الآخر عدداً ضخماً من القتلى والمصابين، ولكن ينظر إلى هذه الأعداد على أنها مبالغ فيها بشكل كبير.
وتقول أوكرانيا إن 74 ألف جندي روسي قتلوا، فيما قال وزير الدفاع الروسي في سبتمبر أيلول، إن 61 ألف جندي أوكراني قد قتلوا.
روسيا وأوكرانيا تتبادلان 214 أسيراً
في سياق آخر، تبادلت روسيا وأوكرانيا، اليوم الخميس، 214 جندياً أسيراً في أحدث سلسلة من عمليات تبادل الأسرى. وكثير من الأوكرانيين المفرج عنهم من الناجين من محاولة فاشلة للدفاع عن مدينة ماريوبول في أبريل ومايو الماضيين.
مقاتلو كتيبة آزوف الذين استسلموا في ماريوبول
وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم في بيان، إن أوكرانيا أطلقت سراح 107 جنود روس، وسيجري نقلهم إلى موسكو لتلقي “المساعدة الطبية والنفسية اللازمة”.
من جهته، قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن روسيا أفرجت عن 107 مقاتلين أوكرانيين من بينهم 74 دافعوا عن مصنع آزوفستال للصلب الذي كان آخر معقل لأوكرانيا في ماريوبول.
وأضاف يرماك: “تمكنا من تبادل مقاتلين مصابين بجروح خطيرة وطريحي فراش من ماريوبول، من فتيان آزوفستال، مصابين بشظايا في الذراعين والساقين، وجروح ناجمة عن أعيرة نارية في أجزاء مختلفة من الجسم. وهناك أشخاص بترت أطرافهم ومنهم أشخاص فقدوا الإحساس في جزء من وجوههم، وآخرون مصابون بجروح ملتهبة نتيجة عدوى ميكروبية”.