اتضح مساء أمس الاثنين أن ليتوانيا، العضو بالناتو والاتحاد الأوروبي، منعت السكك الحديدية الروسية من المرور بأراضيها لشحن الفحم والمعادن والإلكترونيات وغيرها من السلع الخاضعة للعقوبات إلى منطقة Kaliningrad التابعة بين بولندا وليتوانيا لروسيا، التي لا يمكنها الوصول إليها براً إلا عبر الأراضي الليتوانية، ما أدى إلى اختناق نصف واردات المنطقة التي احتفظت بها موسكو بعد تفكك الاتحاد السوفييتي لأهميتها الاستراتيجية.
وأثار المنع غضب موسكو بشدة، فطالبت ليتوانيا على الفور برفع الحظر، عبر بيان قالت فيه الخارجية الروسية، إنه إذا لم تتم استعادة روابط النقل بالكامل “فإن روسيا تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات للدفاع عن مصالحها الوطنية” فرد وزير الخارجية الليتواني Gabrielius Landsbergis بأن بلاده تنفذ ببساطة عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي، وأن الإجراءات “تم اتخاذها بعد التشاور مع المفوضية الأوروبية، وبموجب مبادئها التوجيهية”، كما قال.
وزيرا خارجية ليتوانيا وأوكرانيا وصورة لموقع كالينينغراد بين بولندا وليتوانيا
وأكد الوزير في بيانه أيضاً، أنه “لن يتم السماح بعد الآن للبضائع الخاضعة للعقوبات بعبور الأراضي الليتوانية” وسريعاً تكاتف معه وزير الخارجية الأوكراني Dmytro Kuleba عبر كتابته تغريدة تويترية، قال فيها إنه: “لا يحق لروسيا تهديد ليتوانيا، والمفترض بموسكو وحدها أن تلوم نفسها على عواقب غزوها غير المبرر لأوكرانيا”، لكنه لم يتطرق إلى ما فرضته ليتوانيا من إجراءات.
والمعروف عن “كالينينغراد” البالغة مساحتها 223 كيلومتراً مربعاً، أنها القاعدة الرئيسية لأسطول البلطيق الروسي، وللفيلق 11 بالجيش، طبقاً لما ألمت به “العربية.نت” من سيرتها الوارد فيها أيضاً أنها ترسانة للأسلحة المتطورة، كصواريخ Kinzhal فرط الصوتية، كما ومنصات Iskander القادرة على إطلاق قذائف نووية.مع ذلك، أصبح سكانها البالغين 450 ألفاً على الأكثر، شبه معزولين منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، حيث تعثرت طرق التجارة فيها وأغلقت الدول الأعضاء بالناتو مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية إليها.
كلام “عليخانوف” للسكان
إلا أن موسكو واصلت نقل المنتجات الخاضعة للعقوبات إليها عبر شبكة السكك الحديدية الليتوانية، إلى أن قطع الليتوانيون الاثنين خط الوصول الروسي إليها “بضوء أخضر من بروكسل” فأسرع Anton Alikhanov حاكم كالينينغراد البالغ 35 سنة، وحث السكان على عدم الذعر، ودعاهم في كلمة متلفزة إلى عدم الشراء العشوائي، وقال في ما نقلته عنه الوكالات إن سفينتين ستستمران بنقل الاحتياجات عبر بحر البلطيق من مرفأ مدينة سانت بطرسبورغ، وأن 7 سفن أخرى ستنضم إليهما بحلول نهاية العام، متفائلاً بأن هذا يكفي لحل مأزق “كالينينغراد” المعروض فيديو أدناه، يعطي فكرة عنها بعض الشيء.
وكانت ليتوانيا، البالغ سكانها مليونين و800 ألف، ومساحتها 65 ألف كيلومتر مربع، تشددت مع الكرملين كجيرانها بالاتحاد الأوروبي، فأنهت من جانب واحد وارداتها من الغاز والنفط الروسيين، ومنعت البيلاروسيين والروس من امتلاك حصص بشركات تعتبرها ضرورية لأمنها القومي، لذلك استدعت موسكو مبعوثها على خلفية المنع، ودعت الاتحاد الأوروبي لحل المشكلة، مع تحذير بأنها ستطلق يدها في ليتوانيا المطلة على بحر البلطيق إذا استمر حصار كالينينغراد، المبتلية بالكثير من الصعوبات بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأكثر شركة روسية تعاني من وضعها الصعب بالمنطقة، هي Avtotor لتجميع السيارات، والتي توظف في المحافظة 30 ألف شخص، فقد وجدت نفسها معرضة للخطر بعد أن ألغى كبار العملاء عقودهم، ومنهم BMW الألمانية، وأيضاً Kia ومواطنتها Hyundai الكورية الجنوبية “مما اضطرها لتخصيص قطع صغيرة من الأراضي ليزرع عمالها البطاطا في حال معاناتهم من الحصول على ما يكفي من الغذاء”، وهو ما قرأته “العربية.نت” بتقرير نشره موقع إذاعة Radio Free Europe الأميركية، وقال فيه إن 80% من مزارع كالينينغراد تعتمد على البذور المستوردة.