نصف سكان العالم.. كيف يشكل الشباب محرك التنمية الأهم للاقتصادات الطموحة؟
تدرك الدول التي تتمتع باقتصادات ضخمة مدعومة بإمكانات كبيرة ورؤى طموحة، الأهمية القصوى للشباب كمحرك تنموي هائل في الحاضر والمستقبل.
ولذلك، تشغل سياسات وخطط إطلاق طاقات الشباب وتمكينهم بالمهارات اللازمة للنجاح، حيزا مهما في أجندات الحكومات المهمومة بمستقبل شعوبها.
- مارك زوكربيرغ ينفي الموافقة على “نزال القفص” مع إيلون ماسك في إيطاليا
- رغم دفعه 250 مليون دولار كفالة.. واشنطن تعيد القبض على مؤسس FTX لهذا السبب
وبينما يحتفل العالم في 12 أغسطس/ آب من كل عام باليوم العالمي للشباب، يستعرض التقرير التالي أهم الأرقام والإحصاءات التي توضح التأثير الاقتصاد الهائل للشباب ودورهم الهام في مستقبل الأمم.
من جيل الألفية إلى “ألفا”.. نصف سكان العالم
وفقا لتقرير نشرته مجلة “تايم” الأمريكية يبلغ تعداد شباب العالم حاليا قرابة 4.5 مليار شاب، يشكلون نصف سكان الكوكب، ويتوزعون بين 3 تصنيفات تقريبا.
والتصنيفات الثلاثة للشباب هي جيل الألفية (من مواليد 1981-96) وجيل زد Gen-Z (من مواليد 1997- 2012) وجيل ألفا Gen-Alpha (2013-2025).
وحسب إحصاءات الأمم المتحدة، من المتوقع أن تصل نسبة الشباب في الكوكب إلى 57٪ بحلول نهاية عام 2030.
تقلص القوى العاملة.. تحدي المستقبل
وفقا للبنك الدولي، يواجه العالم تحديا يتمثل في تقلص القوى العاملة في العالم بسبب التحولات الديموغرافية واندفاع الاتجاهات العالمية الجديدة مثل الرقمنة.
ونتيجة لهذه التحولات، يجد العالم نفسه مجبرا على تمكين الشباب للمشاركة الاقتصادية المنتجة.
ويقول تقرير منشور على مدونة البنك الدولي، إن 7 من كل 10 شباب على مستوى العالم غير مشاركين اقتصاديًا، إما لأنهم لا يتمتعون بفرص كافية لتنمية المهارات، أو أنهم لم يتلقوا التعليم أو التوظيف أو التدريب المناسب.
ويوضح أن هؤلاء الشباب لا ينخرطون في أنشطة تفضي إلى تنمية رأس المال البشري، وغالبًا ما يتم تجاهل هذا العدد الكبير من السكان من قبل الإحصائيات الوطنية وتجاهلها من قبل صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم.
وفقًا لأحدث البيانات المتاحة من منظمة العمل الدولية (ILO) ، هناك حوالي 448 مليون شاب غير مرتبطين اقتصاديًا أو يعملون في وظائف منخفضة الجودة.
ولفت إلى أن فك ارتباط هؤلاء الشباب بالاقتصاد، ينتج عنه سلبيات كبيرة بما في ذلك انخفاض النمو الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي، فضلا عن انفصال الشباب عن مجتمعاتهم، وزيادة الجريمة والاضطرابات الاجتماعية.
الشباب.. المحرك الأهم للتنمية
ولا يعتبر شباب اليوم الفئة الديموغرافية الأكثر اكتظاظًا بالسكان فحسب، بل هم أيضًا الأكثر تنقلًا، واستهلاكا وابتكارا، وبالتالي يرتبط بسلوكهم توزيع التنمية والنمو الاقتصادي حول العالم.
وفي خضم مخاوف تغير المناخ، والقلق الاقتصادي، والاستقطاب السياسي، في مناطق عديدة حول العالم، يبدو أن آخر شيء يدور في أذهان الشباب هو الاستقرار بالطريقة التي فعلها آباؤهم. فعلى العكس من ذلك تزيد عملية تنقلهم.
ويعزز من هذا الميل نحو التنقل وعدم الاستقرار، تراجع معدلات ملكية المنازل، ومستويات الخصوبة، وتراجع الثقة في بعض الدول.
حرب جذب المواهب
وفي ظل هذه المتغيرات، تدور رحى حرب خفية حول العالم على جذب المواهب الشابة من جميع الأنحاء، لأنهم باختصار “الطاقة” التي تبني مستقبل الدول.
وتعمل الدول على تسخير قوة الشباب لإنعش النهضة في العديد من القطاعات كالعسكرية والإنتاج الصناعي والاستهلاك الشامل والابتكار الذي تحركه المواهب.
واليوم، يكتسب جذب الشباب أهمية أكبر من أي وقت مضى. خاصة مع انخفاض معدلات المواليد وتقدم القوى العاملة في السن.
ويتوقف النجاح الاقتصادي على ما إذا كانت الحكومات قادرة على جذب حصة من المجموعة المحدودة من الشباب المتنقلين في بلدهم.
وبدون تدفق المواهب الجديدة لتحل محل القوى العاملة المسنة، ستجد البلدان نفسها عرضة لتراجع الناتج الاقتصادي وتزايد السكان المسنين.
وتقول مجلة “تايم” إن المجتمعات الفائزة في القرن المقبل هي تلك التي تظل شابة ومكتظة بالسكان في حين أن مجتمعات أخرى – مثل روسيا أو إيطاليا – تتقدم في السن وتفرغ من سكانها.