في أول زيارة لرئيس حكومة إثيوبية منذ نصف قرن وصل آبي أحمد إلى العاصمة الفيتنامية هانوي.
زيارةٌ تاريخية تستمر ثلاثة أيام، وتحمل أبعادا رمزية واستراتيجية ودبلوماسية.
كما أنها تأتي في إطار توجه أديس أبابا لتوسيع شراكاتها مع الاقتصادات الصاعدة، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية من خلال تعاون قائم على الاستثمار المتبادل والتنمية المستدامة.
وأفاد مراسل “العين الإخبارية” في أديس أبابا بأن هذه الزيارة مقدمة للاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الإثيوبية الفيتنامية، والتي تصادف العام المقبل.
مباحثات واتفاقيات
ولدى وصوله، عقد رئيس الوزراء الإثيوبي مباحثات رسمية مع نظيره الفيتنامي فام مينه تشينه، تناولت تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، وتبادل التجارب في مجالات الإصلاح، والتنمية، والتكنولوجيا.
وشهد اللقاء توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي التعليم والتجارة، فضلا عن اتفاقية طيران مدني ستفتح المجال أمام رحلات مباشرة بين أديس أبابا وهانوي، في خطوة من شأنها تقليص المسافات وتسهيل التبادل التجاري والسياحي بين البلدين.
مرحلة جديدة
ووصف أبي أحمد زيارته لفيتنام بأنها تمثل بداية مرحلة جديدة بين أديس أبابا وهانوي.
وأكد أن الزيارة المرتقبة التي سيجريها رئيس الوزراء الفيتنامي إلى إثيوبيا، ستشكل دفعة قوية للرؤية المشتركة نحو شراكة أكثر شمولاً وتأثيرًا.
وضمن زيارته لفيتنام أجرى رئيس وزراء إثيوبيا لقاءً مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام.
وناقش الطرفان سبل تعزيز العلاقات الحزبية، وتبادل الخبرات في مجالات الحكم والتنمية، في ظل الروابط المتنامية بين حزب الازدهار الإثيوبي والحزب الشيوعي الفيتنامي.
ويرى مراقبون إثيوبيون أن زيارة أبي احمد لفيتنام التي ساندت النظام الشيوعي للعقيد منغسيتو هيلي ماريام في إثيوبيا (1975- 1991) خطوة مهمة تأتي في إطار توجه إثيوبي متصاعد نحو تعزيز التعاون مع الاقتصادات الصاعدة التي تمتلك خبرات تنموية ملهمة.
وتطمح أديس أبابا إلى الاستفادة من النموذج الفيتنامي في التصنيع والتحول الاقتصادي، في وقت تسعى فيه للخروج من عباءة المساعدات إلى فضاء الشراكات التنموية المستدامة.
وتشير هذه الزيارة وفق مراقبين إلى تحول نوعي في العلاقات الإثيوبية الفيتنامية، يتجاوز الطابع الدبلوماسي التقليدي نحو بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد تشمل مجالات مختلفة.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز
