جيش أمريكا يسعى لشراء نحو 30 طنا من السكر المطحون، في كمية ضخمة يبدو أن وزارة الحرب الأمريكية تخطط لاستخدامها لهدف مختلف تماما عن الطعام.
وبحسب موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي، فإنه وفقا لإشعار طلب العروض، فإن قيادة التعاقدات العسكرية في ترسانة روك آيلاند طلبت السكر البودرة “دعمًا لترسانة باين بلاف” في أركنساس.
- بين ولاء الدستور وضغوط التسييس.. الجيش الأمريكي يواجه «أعظم اختبار»
ومع الاحتفال باليوم الوطني للدونات، الذي سيُقام هذا العام يوم الأربعاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن الجيش الأمريكي لا يحتاج هذه الكمية الكبيرة لتحلية الدونات أو الكعك أو الوافل بكل هذا المسحوق الحلو الناعم.
قنابل الدخان
كشف الموقع أن السكر البودرة المعروف أيضًا باسم سكر الحلويات أو سكر التزيين هو مكون رئيسي في قنبلة الدخان “إم-18” التي تُستخدم لتوفير غطاء للمشاة ولتحديد أهداف الطائرات.
كما يمكن استخدامه أيضًا مع قنابل “إم-83” التدريبية وأوعية الدخان “إم 8”.
وطلبت المناقصة سكر البودرة بأنواع “إكس 6″ و”إكس 10″ و”إكس 12” مع أكياس بوزن 22 كجم (50 رطلاً) كأحجام مفضلة، وكلما زاد الرقم إلى جوار الحرف “إكس” كان ذلك يعني أن الجزيئات أدق، ولكن هذا قد يؤدي أيضًا إلى امتصاص السكر لمزيد من الرطوبة، ما يؤدي إلى التكتل.
وتحتوي معظم أنواع السكر البودرة المنتجة في أمريكا على ما بين 2% و5% من عامل مضاد لتكتل آمن للاستهلاك.
ويستخدم الجيش الأمريكي سكر البودرة في قنابل الدخان الملونة منذ ما يقرب من عقدين، وأوضح بيان صحفي صدر عام 2007 من ترسانة “بيكاتيني” في نيوجيرسي أن تشكيل السكر قد تم إدخاله ليحل محل الكبريت المستخدم سابقًا في قنابل الدخان.
وقد أدى استخدام السكر البودرة إلى تقليل وزن قنابل الدخان وتكاليفها، كما يُقال إنه أكثر أمانًا للقوات والبيئة.
وقد يصدر السكر المحروق رائحة مرة لاذعة، ولكنه أفضل بكثير من الكبريت المحروق، الذي قد يسبب تهيجا للجهاز التنفسي وقد يكون استنشاقه ضارا.
ومع أن مسحوق السكر قد لا يكون بنفس السوء من حيث الرائحة، إلا أنه سريع الاشتعال، ويمكن أن يكون مادة كيميائية قوية، تستخدم كوقود للقنابل.
«آثار مدمرة»؟
استشهدت مجلة “تاسك آند بوربوس” بـ”ريك سامبلز”، المسؤول السابق في برنامج التوعية بمواد صنع القنابل التابع لمكتب شرطة جاكسونفيل بولاية فلوريدا، والعميل الخاص المتقاعد وأخصائي المتفجرات المعتمد لدى المكتب الأمريكي للكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات.
وأوضح سامبلز أن الجيش الجمهوري الأيرلندي “استخدم سكر التزيين في سياراته المفخخة، وكان له “آثار مدمرة”.”
وأشار إلى أنه عند خلطه مع مؤكسد مثل نترات البوتاسيوم، لا ينفجر الخليط كما تنفجر القنبلة التقليدية، بل ينتج دخانا كثيفا.
ويستخدم السكر البودرة بدلا من السكر البلوري لأنه أنعم بكثير وجسيماته الأصغر تحترق أسرع بكثير، وهو ما يسمح للدخان الناتج بتغطية مساحة سطح أكبر.
وتكفي كمية 65,000 رطل من السكر لإنتاج عدد هائل من قنابل الدخان، نظرًا لأن وزن كل واحدة منها أقل من رطل وتحتوي على أكثر بكثير من مجرد سكر.


