أقرّ مجلس الأمن الدولي، مساء الإثنين، مشروع القرار الأمريكي الداعم لخطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
وتعد الخطوة تحوّلاً سياسياً مهماً على مستوى إدارة الملف الفلسطيني وتحديد شكل المرحلة الانتقالية المقبلة في القطاع، بما يشمل إرسال قوة دولية لتحقيق الاستقرار ونزع السلاح وإعادة الإعمار.
سلطة انتقالية وقوة استقرار دولية
ويمنح القرار الأمم المتحدة تفويضاً واضحاً بإنشاء مجلس السلام، وهو هيئة انتقالية ستتولى الإشراف على إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي لغزة، إضافة إلى تنسيق إدارة المرحلة الانتقالية.
كما يجيز تشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار في القطاع، تتولى تنفيذ عملية نزع السلاح، بما في ذلك التخلص من الأسلحة وتدمير البنية التحتية العسكرية.
وأُدرجت في نص القرار خطة ترامب المؤلفة من 20 بنداً كملحق رسمي، مؤكداً التزام مجلس الأمن ببنودها كمسار أممي معتمد.
السلطة الفلسطينية ترحب
ورحبت السلطة الفلسطينية، باعتماد مجلس الأمن الدولي، مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة.
وأكدت في بيان أنه يؤكد تثبيت وقف إطلاق النار الدائم والشامل في قطاع غزة، وإدخال وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق، ويؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
وشددت على ضرورة العمل فورا على تطبيق هذا القرار على الأرض، بما يضمن عودة الحياة الطبيعية، وحماية شعبنا في قطاع غزة ومنع التهجير، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال وإعادة الإعمار ووقف تقويض حل الدولتين، ومنع الضم.
وأبدت السلطة استعدادها الكامل للتعاون مع الإدارة الأمريكية وأعضاء مجلس الأمن والدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والأمم المتحدة وجميع أطراف التحالف الدولي والشركاء في إعلان نيويورك، من أجل تنفيذ هذا القرار بما يؤدي إلى إنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والذهاب إلى المسار السياسي الذي يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفق حل الدولتين المستند للقانون الدولي والشرعية الدولية.
وجددت التأكيد على جاهزيتها لتحمل كامل مسؤولياتها في قطاع غزة، في إطار وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، باعتبار القطاع جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطين.
وشكرت السلطة الفلسطينية جميع الدول التي أعربت عن جاهزيتها للعمل مع دولة فلسطين والأطراف المعنية من أجل إسناد جهود دولة فلسطين والشعب الفلسطيني نحو نهاية الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال، انطلاقا من سعيها إلى إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يحقق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم أجمع.
أمريكا.. نحو غزّة مستقرة
وقال مايك والتز ممثل الولايات المتحدة بعد التصويت: “شكراً لانضمامكم إلينا في رسم مسار جديد في الشرق الأوسط للإسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة على السواء”.
وشدّد بعد الاعتماد على أن هذا “خطوة مهمة أخرى” نحو غزّة مستقرة قادرة على الازدهار وبيئة تسمح لإسرائيل أن تعيش بأمن.
وأضاف أن القرار يوفّر للدول المساهمة بالقوات إطاراً للمضي قدماً مع القوة الدولية للاستقرار، وللمؤسسات المالية العالمية آليات لتوجيه الاستثمارات. الأولى ستدعم منطقة خالية من قبضة حماس، والثانية إعادة إعمار وتنمية غزة”.
المرحلة الأولى من اتفاق وقف الحرب
وكانت إسرائيل وحركة «حماس» قد وافقتا الشهر الماضي على المرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل:
- وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت عامين
- إطلاق سراح آخر الرهائن الإسرائيليين الأحياء والمتوفين
- الإفراج عن آلاف السجناء والمعتقلين الفلسطينيين
ويرى دبلوماسيون أن القرار يشكل خطوة أساسية لطمأنة الدول التي تدرس إرسال قوات إلى غزة في المرحلة المقبلة.
جدل داخل إسرائيل
أثار القرار نقاشاً حاداً داخل إسرائيل، لأنه يتضمن إشارة واضحة إلى احتمال قيام دولة فلسطينية مستقبلية.
وينص القرار على أن «الظروف قد تتهيأ في نهاية المطاف لمسار جاد نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة» بعد تنفيذ السلطة الفلسطينية برنامجاً إصلاحياً وتحقيق تقدم في إعادة إعمار غزة.
وتعهدت الولايات المتحدة في نص القرار بإطلاق حوار مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين لوضع أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي ظل ضغوط من شركائه اليمينيين، قال الأحد إن إسرائيل «لا تزال تعارض إقامة دولة فلسطينية»، مؤكداً تصميم حكومته على نزع سلاح غزة «بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة».


