بودكاست كروز.. منصة غير تقليدية تفتح له بوابة البيت الأبيض

بودكاست كروز.. منصة غير تقليدية تفتح له بوابة البيت الأبيض

رغم أن الحديث عن سباق الرئاسة الأمريكية 2028 لن يكون جديا قبل انتخابات التجديد النصفي 2026 إلا أن بعض الأسماء باتت تتردد بقوة.

ورغم جدوله المشحون، يقوم السيناتور الجمهوري تيد كروز لثلاث مرات أسبوعيا بتسجيل حلقات البودكاست الخاص به والذي أصبح الأكثر انتشارًا بين السياسيين الأمريكيين.

ورغم أن كروز لا يعد معلقا إعلاميًا من فئة المشاهير إلا أن أرقام متابعاته ضخمة، إذ تصل التحميلات الشهرية للبودكاست الخاص به إلى مليوني استماع، متقدما بفارق كبير على سياسيين آخرين يمتلكون برامج مشابهة مثل حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

انطلق بودكاست كروز في عام 2019 أثناء المحاكمة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكونغرس، حيث رأى فرصة لتقديم محتوى تحليلي معمّق حول القضايا الدستورية والقانونية لا تتسع لها عادة القنوات التلفزيونية.

وكان النجاح فوريًا، إذ احتل البودكاست بسرعة المرتبة الأولى عالميًا ومنذ ذلك الحين تغير طاقم العمل وتغير نمط الحلقات، لكن التزام كروز بالمشروع استمر بقوة.

ويشبه تجهيز الحلقات ورشة عمل صغيرة، حيث ينتقي كروز مع زميله المذيع بن فيرغسون مجموعة موضوعات يحددها فريق السيناتور الجمهوري ثم يناقشانها بشكل حر حيث تمنحه هذه الطبيعة غير الرسمية مساحة للكشف عن شخصيته بعيدًا عن الخطاب السياسي الرسمي، مع مزيج من التحليلات القانونية والقصص الجانبية وحتى محاولاته في التقليد الصوتي.

وعلى الرغم من أن فريق كروز يرفض الربط المباشر بين برنامجه وأي خطط رئاسية مستقبلية، فإن البودكاست يمنحه ميزة استراتيجية في عالم سياسي-إعلامي يتغير بسرعة فهو يمتلك قائمة بريدية ضخمة، ومعرفة تامة لدى القاعدة الجمهورية، وسجلًا قويًا في ولاية أيوا منذ حملته الانتخابية عام 2016.

وبما أن ترامب لم يعد مؤهلًا دستوريًا للترشح لولاية ثالثة، فإن الساحة مفتوحة، ما يجعل البودكاست منصة فعالة لزيادة النفوذ في مشهد سياسي مختلف تماما عن الماضي حين كانت الحملات الانتخابية تعتمد على التجول في الولايات ولقاء الناخبين وجهًا لوجه، والظهور في الصحف المحلية.

لكن اليوم تغير الوضع جذريًا بسبب تراجع الإعلام المحلي، وتحول الجمهور نحو المؤثرين على الإنترنت بدلًا من الصحفيين التقليديين مع تراجع توزيع صحف كبرى.

ويمتلك المؤثرون قوة تأثير تفوق بعض الشخصيات السياسية التقليدية حتى إن أحد الاستراتيجيين الجمهوريين صرح سابقًا بأنه يفضل الحصول على دعم المؤثر المحافظ الراحل تشارلي كيرك في أيوا بدلًا من دعم السيناتور المخضرم تشاك غراسلي.

ووسط هذا المشهد المشتت، يسعى السياسيون إلى التحول بأنفسهم إلى مؤثرين، مثل تيد كروز، والنائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز التي تمتلك حضورًا كبيرًا على إنستغرام.

ويرى أليكس دي غراس، المستشار الجمهوري البارز، أن الحملات السياسية الحديثة يجب أن تعمل كـ”مصانع محتوى” تنتج فيديوهات ورسائل قصيرة لجمهور وسائل التواصل، وأن فعاليات الحملة التقليدية مثل زيارة المعارض الريفية أصبحت مجرد مادة خام لإنشاء محتوى يتم نشره عبر الإنترنت ليصل إلى جمهور أوسع بأضعاف الحضور الفعلي للحدث.

وأصبح تأثير هذه الظاهرة أكبر بكثير بين الجمهوريين مقارنة بالديمقراطيين حيث لا يزال الناخبون الديمقراطيون يعتمدون بدرجة أكبر على الإعلام التقليدي وعلى تأييد القيادات الحزبية لكن ذلك لا يعني أن الديمقراطيين محصنون من التحولات الرقمية.

وفي عالم كهذا، يمتلك سياسي مثل تيد كروز بفضل البودكاست واسع الانتشار الخاص به، أفضلية قد تمنحه قوة تمهّد الطريق لطموحاته السياسية قبل سباق البيت الأبيض 2028.

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز US