بين نفي قائد الجيش وتصريحات قيادات إخوانية، يتضح جليا أن الجماعة لم تغادر المشهد العسكري في السودان، بل تساهم في صياغة النزاع.
فعلى الرغم من نفي قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان لأي صلة تربط الجيش بالإخوان، خرج أحمد عباس، والي سنار الأسبق في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، بحقائق تنسف الرواية الرسمية.
وفي مقطع فيديو ظهر فيه يتحدث لمجموعة من أنصاره، قال عباس “من يديرون الحرب الآن هم الحركة الإسلامية”، مضيفا أن ” 75% من الذين يقاتلون الآن هم من الحركة الإسلامية”.
وتابع “نحن (عناصر الحركة الإسلامية) موجودون في كل أنحاء السودان من صغيرهم إلى كبيرهم وعلى كل مستوياتهم”.
- الإخوان في قلب جيش السودان.. اعتراف يطيح برواية البرهان
- البرهان والإخوان.. إنكار رسمي وعودة منظّمة لرجال الظل داخل الجيش
وقبل عباس بأيام، خرج أحد قادة كتيبة البراء بن مالك الإخوانية باعتراف صريح يؤكد أن الجيش هو من دربهم، وسلحهم، وغرس فيهم عقيدة القتال حتى “آخر سلاح”.

وأوضح أويس غانم، قائد في الكتيبة، أن قواتهم تقاتل منذ عام 2011 جنبا إلى جنب مع الجيش، وأن الكتيبة تطورت خلال الحرب إلى لواء ثم إلى فيلق، وأصبحت قوة محورية في المعارك بتلودي وكادوقلي والنيل الأزرق وغيرها.
ويضم فيلق البراء بن مالك، الذي يُعد من أبرز وأشهر مليشيات الحركة الإسلامية، قيادات بارزة مثل المصباح طلحة، وأويس غانم، ومهند فضل، مع إشراف شخصيات من الحركة مثل علي كرتي وأحمد هارون، بينما يتلقى مسلحيه تدريبات متقدمة داخل السودان وخارجه، بما في ذلك إيران.
وإلى جانب ذلك، توجد تشكيلات أخرى مرتبطة بالحركة الإسلامية مثل كتيبة العمليات الخاصة، البنيان المرصوص، البرق الخطيف، وأسود العرين، بالإضافة إلى لواء النخبة.
وتعمل هذه التشكيلات بتنسيق مع استخبارات الجيش وقيادات الحركة، مما يعكس الدور المستمر والفاعل للإخوان في الصراع الدائر بالسودان.
ويقول مراقبون إن هذه التصريحات تعكس صراع النفوذ داخل الجيش السوداني، وتضع علامات استفهام حول المصادر الحقيقية للسلطة العسكرية والسياسية في النزاع المستمر.

عقبة
وتواجه جهود إنهاء الحرب المستعرة في السودان عوائق عدة بينها، وفق محللين، علاقة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مع الإخوان الذين يزودون جيشه بالمسلحين ويؤثرون على استراتيجية الحرب والقرار.
ويرى محللون أن تحالف البرهان مع الإخوان عنصر أساسي للاحتفاظ بثلثي البلاد تحت نفوذه.
وتقول المحللة السودانية خلود خير لوكالة فرانس برس، إن الإخوان “مستاؤون للغاية من احتمال وقف إطلاق النار. فهم يريدون استمرار الحرب قدر الإمكان”.
وتوضح أن إطالة أمد الحرب يفيد الإخوان لأنها تجعل القوى المؤيدة للديمقراطية التي أطاحت بحكم البشير عام 2019 “أقل قدرة على البقاء” في مشهد اكتسب طابعا عسكريا إلى حد كبير.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز


