تجبر العديد من الفتيات القاصرات حول العالم، إما بسبب العادات والتقاليد أو فقر الأسرة أو اللجوء، على الزواج في سن مبكرة.
ولعل تلك الظاهرة لا تغيب كذلك عن مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.
إلا أن مركز “فتيات الشمس” المدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان يقود مهمة عسيرة في توعية اللاجئات السوريات القاصرات.
أريد تحقيق أحلامي
وفي هذا السياق، تروي ليلى، وهي لاجئة سورية في المخيم، ما حدث معها قبل سنوات وكيف رفضت الزواج في سن مبكرة.
وقالت إنها تحاول التركيز على دراستها وتحلم أن تصبح سيدة أعمال بعدما رفضت العام الماضي تزويجها من ابن عمها وهي في سن 14 عاماً.
كما أوضحت الطفلة البالغة اليوم 15 عاماً أنها ما زالت صغيرة وتريد العيش حياة طبيعية، بحسب تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”.
وأضافت ليلى، وهو اسم مستعار، أنها تعيش في المخيم منذ كانت في السادسة مع والديها وأخويها، وأنها تريد تحقيق أحلامها وإكمال دراستها، وأن تصبح سيدة أعمال، أما الزواج فستفكر فيه بعد سن الـ24.
حملات توعية
من جهتها، أكدت هدى الزعبي، مسؤولة برنامج اليافعات في المركز، أن المحاضرات التي يقدمونها تركّز على حق الفتيات في التعليم، وأضرار الزواج المبكر، بالإضافة إلى تشجيعهن على أن يكنّ حرّات في الاختيار واتخاذ القرار المناسب وتقرير مصيرهن بأنفسهن.
وأضافت “فكرتنا الأساسية هي بناء قدرات ومهارات الفتيات ومنعهن من التسرب من المدرسة. نحن نتحدث مع أمهاتهن أيضا حول هذه القضايا”.
هدى الزعبي (أ ف ب)
كذلك بينت أن “هناك فتيات كنّ قد عقدن خطوبتهن، وعندما حضرن إلى هذا المكان واستمعن إلى دروس التوعية، فسخن الخطوبة وعدن والتحقن بمدارسهن”.
الفقر السبب الأساسي
بدورها، أشارت بلقيس شاهين، مسؤولة المشروع الميداني في مؤسسة “إنقاذ الطفل” المشرفة على المركز، إلى أن الفقر هو السبب الأساسي الذي يدفع الأهالي إلى تزويج بناتهم القاصرات. وقالت إن “الفقر هو السبب الأساسي لأنهم يريدون أن يتخلصوا من مسؤولية ابنتهم والصرف عليها، ثم تأتي الأسباب الأخرى كالخوف على سمعة البنت، ثم العادات والتقاليد”.
بلقيس شاهين (أ ف ب)
كما تابعت “نحاول أن نُفهم الفتيات أنهن لن يبقين في هذا المكان، وعليهن أن يطمحن لحياة أخرى أفضل في المستقبل”. وأضافت “نقول لهن يمكنكن العودة إلى بلدكن، أو إلى بلاد ثانية، وحينها ستنهين دراستكن وتأخذن فرصتك في الحياة وتجدن الشخص المناسب للزواج”.
وخلصت “نريد أن يفهمن أن أمامهن فرصا أخرى، وفي إمكانهن أن يعشن حياة أفضل”.
287 حالة زواج أطفال
يذكر أن مخيم الزعتري الذي افتتح عام 2012، يؤوي نحو 80 ألف لاجئ سوري، 80% منهم قادمون من محافظة درعا، ونصف سكانه من الأطفال.
وتلجأ عائلات سورية كثيرة في المخيم إلى تزويج بناتها القاصرات بسبب الفقر والعوز وعادات وتقاليد في مجتمع محافظ نسبيا.
فيما ينتشر زواج الأطفال بين اللاجئين السوريين، والنسبة الأعلى منه داخل مخيم الزعتري، حيث تم توثيق 287 حالة زواج أطفال في عام 2021 وحده، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.
مخيم الزعتري (أ ف ب)
وتعيش في المخيم المترامي الأطراف الواقع على الحدود الأردنية السورية، أكثر من 9700 فتاة مراهقة تتراوح أعمارهن بين 10 و19 سنة.