واصلت تركيا، الأربعاء، استهداف مواقع للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “تصميمه” على التدخل لتأمين الحدود الجنوبية لبلاده.
وقال: “تصميمنا على حماية كل حدودنا الجنوبية من خلال منطقة آمنة أقوى اليوم من أي وقت مضى”.
وأطلقت تركيا، الأحد، في إطار ما تسميه عملية “مخلب السيف”، سلسلة من الضربات الجوية والقصف المدفعي المتواصل ضد مواقع حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال العراق وسوريا.
وتتهم أنقرة الطرفين، رغم نفيهما، بالمسؤولية عن تفجير عبوة ناسفة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في إسطنبول، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 بجروح.
وفي أحدث تطور للهجمات التركية، أفاد مراسل العربية/الحدث، ليل الأربعاء، بمقتل شخص وجرح اثنين آخرين كانا يستقلان سيارة مدنية استهدفتها مسيرة تركية عند دوار القرموطي في مدينة #القامشلي السورية.
وأضاف المراسل أن قوة صوت التفجير أثار رعبا بين المدنيين في المدينة التي يقطنها نحو ربع مليون انسان وتعتبر العاصمة الادارية للأكراد السوريين.
وحتى الآن بلغ عدد من قتلوا في الغارات التركية 28 شخصا منذ بدئها مساء السبت المنصرم.
وفي وقت سابق، استهدف قصف جوي تركي، مساء الأربعاء، مواقع لقوى الأمن الكردية المسؤولة عن حماية مخيم الهول الذي يقبع فيه آلاف النازحين وأفراد من عائلات تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، وفق ما أفاد متحدث والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” فرهاد شامي لوكالة “فرانس برس”، إن “الطيران التركي استهدف بخمس ضربات قوى الأمن الداخلي (الأسايش) داخل المخيم”.
وأكد الشامي في تغريدة على “تويتر” أن القصف التركي دفع بعض عائلات داعش لمحاولة الهرب من المخيم. وأضاف أن قوات “قسد” تطارد الفارين من المخيم.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الضربات التركية استهدفت مواقع قوات الأسايش المسؤولة عن حماية مخيم الهول في محيطه، “ما أثار حالة من الفوضى في صفوف قاطنيه”.
قوات كردية وعائلات داعش في مخيم الهول (أرشيفية)
ويؤوي هذا المخيم أكثر من 50 ألف شخص، نحو نصفهم من العراقيين، وبينهم 11 ألف أجنبي من نحو 60 دولة يقبعون في قسم خاص بهم.
وفي وقت سابق، كان المتحدث الرسمي باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لقمان أحمي قد قال إن محيط سجن يُحتجز فيه عناصر من داعش في القامشلي تعرض للقصف ظهر، اليوم الأربعاء.
وأضاف أحمي على “تويتر” أن تركيا “مصرة على إعادة داعش للحياة”، متهماً التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بعدم التدخل.
وقال أردوغان، الأربعاء، خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة “لدى تركيا الوسائل لملاحقة ومعاقبة الإرهابيين المتورطين في الهجمات ضدها داخل وخارج حدودها”.
وأضاف: “سنواصل عملياتنا الجوية دون توقف وسندخل أراضي الإرهابيين عندما نرى ذلك مناسباً”.
وحدّد أردوغان أهدافه الرئيسية متحدثاً عن مناطق “تل رفعت ومنبج وعين العرب” (كوباني باللغة الكردية)، بهدف تأمين حدود تركيا الجنوبية عبر إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتر.
ودعت كل من روسيا والولايات المتحدة إلى خفض التصعيد. وبعدما دعت واشنطن وموسكو، أنقرة إلى “ضبط النفس”، قالت فرنسا، الأربعاء، إنها “تتابع بقلق التصعيد المستمر”، معتبرة في بيان صحافي أن الهجوم البري “من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة وسلامة سكانها”.