أهداف “خبيثة” وراء اغتيال المسؤول الأممي في تعز.. هل ينجح الحوثي؟
بصمة حوثية طبعت آثارها “الإرهابية” على كل مناحي الحياة في اليمن الذي عانى ولا يزال من انقلاب تلك المليشيات؛ مما أصابه بجراح سياسية واقتصادية وأمنية، يحاول التعافي منها دون جدوى.
تلك البصمات الإرهابية بدت واضحة في يد الغدر التي امتدت لاغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي بتعز الأردني مؤيد حميدي، في عملية نفذها مسلح مجهول الهوية، يوم الجمعة، في مدينة التربة، جنوبي محافظة تعز اليمنية.
جريمة أثارت الكثير من ردود الأفعال ونكأت جراحا لم تندمل، كاشفة عن أهداف “خبيثة” تسعى مليشيات الحوثي إلى تحقيقها من تلك العملية، التي وإن لم تعترف بمسؤوليتها عنها فإن بصماتها حاضرة فيها، بحسب ناشطين حقوقيين وإعلاميين.
فما تلك الأهداف؟
“فالأمر أبعد من مجرد تعكير صفو الأمن في مدينة تعيش انفلاتاً أمنياً منذ أعوام وتخضع لسيطرة الإخوان”، هكذا رأى ناشطون يمنيون،حادث مقتل المسؤول الأممي في تعز، مشيرين إلى أن هدف هذه الجريمة تستهدف العمل الإغاثي والإنساني برمته في اليمن.
وهاجم ناشطون يمنيون مليشيات الحوثي واتهموها بالوقف خلف جريمة اغتيال المسؤول الأممي، باعتبارها المستفيد الأول من ترهيب المنظمات الدولية في مناطق الشرعية، مؤكدين أن حادث الاغتيال له “غايات خبيثة، أبعد من مجرد تعكير صفو الأمن في مدينة تعيش أصلاً انفلاتاً أمنياً منذ أعوام وتخضع لسيطرة الإخوان”.
أصابع الاتهام في اغتيال المسؤول الأممي أشارت إلى وجهة واحدة، تمثل محور الشر في اليمن، مجسدة في مليشيات الحوثي، التي تسعى حثيثاً لمنع الجهود الأممية الرامية إلى مساعدة وإغاثة اليمنيين المنكوبين، بحسب الناشطين.
رسالة حوثية
ويقول الناشطون إن اغتيال المسؤول الأممي تعد رسالة إلى المنظمات الدولية العاملة في اليمن، بهدف إجبارها على نقل مراكزها الرئيسية إلى العاصمة صنعاء.
الناشط الإعلامي اليمني عبدالسلام القيسي يقول، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن اغتيال المسؤول الأممي يحمل بصمةً حوثية، معتبراً أن هناك أيادي في تعز تعمل لصالح الحوثيين، وتسعى لبقاء المنظمات الإنسانية وبرامجها فقط في مناطق سيطرتها، بالحديدة أو صنعاء.
وأضاف الناشط اليمني أن مليشيات الحوثي تريد إيصال رسالة بأن المناطق المحررة غير آمنة، مضيفاً “تلك الجريمة تمثل استهدافاً مباشراً لنا جميعاً أمام العالم، كما أن ما حدث في التربة ليس مجرد اغتيال، لكنه ضربة موجعة للسلطة الشرعية أولاً ولضرب مدينة تعز، وميناء المخا، الذي يستعد لاستقبال الإغاثات الإنسانية إلى جانب ميناء عدن، في توجه أممي اعتمد مؤخرا”.
عوامل وتهديدات
الناشط الإعلامي عبدالسلام القيسي أشار إلى مجموعة من العوامل التي كانت بمثابة تهديد حوثي للمنظمات الأممية والدولية بمنع عملها أو خروجها خارج نطاق سيطرة المليشيات.
وأوضح الناشط اليمني أن منسق الشؤون الإنسانية قد عبر قبل فترة عن المعوقات الكهنوتية التي تمارسها المليشيات، والتي دفعته للإعلان عن نيتهم في نقل المقرات الرئيسية من صنعاء.
اغتيال الإنسانية
من جانبها، وصفت الناشطة الحقوقية والفاعلة في منظمات المجتمع المدني بالعاصمة المؤقتة عدن دينا ياسين جريمة مقتل الموظف الأممي بأنها “اغتيال للإنسانية”، كونها تستهدف منع المساعدات الإغاثية للمحتاجين في كافة المناطق المحررة.
وقالت الناشطة اليمنية، في حديث لـ”العين الإخبارية” إن الحوثيين مليشيات لا إنسانية، ولا تهتم بمعاناة اليمنيين من حربها المستمرة منذ سنوات، بل تسعى بكل وضوح ودون مواربة إلى مضاعفة الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم التي يرزح اليمن تحت ويلاتها.
وأضافت “لهذا لا تكترث هذه المليشيات اللاإنسانية بأي فعل قد يضع مصير ملايين اليمنيين على المحك، وقد يتسبب بإيقاف تدفق المساعدات الإنسانية”، في إشارة إلى مخاوف من احتمالات إيقاف برنامج الغذاء العالمي لأنشطته في تعز والمناطق المحررة.
وفي وقت سابق، قال مصدر محلي مسؤول في تعز لـ”العين الإخبارية”، إن مسلحاً ملثماً أطلق وابلاً من النيران على رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز مؤيد حميدي، (أردني الجنسية،)، في أثناء خروجه من أحد المطاعم في مدينة التربة جنوبي تعز ما أدى إلى مقتله على الفور.
تأتي عملية الاغتيال لموظف برنامج الغداء العالمي عقب فترة وجيزة فقط من إقرار المنظمات الدولية والأممية فتح مكاتب رسمية لها في تعز، لتنظيم تدخلاتها الإنسانية، ما يهدد بتوقف العمل الإنساني عن المدينة التي تضم أكبر كتلة سكانية في البلاد وتخضع لحصار حوثي منذ 9 أعوام.