حزب الله وإسرائيل.. حسابات الألم تفرض «مواجهة مؤجلة»
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن غزو بري لقطاع غزة تحولت حدودها الشمالية مع لبنان إلى برميل بارود يوشك على الانفجار.
ووفقا لصحيفة “إندبندنت البريطانية” يتطلب فهم الخطر الحالي المتمثل في اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل النظر إلى الماضي، وإلى نهاية الصراع الرئيسي الأخير بين الطرفين، حيث وضعت حرب عام 2006 مجموعة غير معلنة من القواعد بين الطرفين، والتي سمحت بمستوى معين من المواجهة مع خفض خطر التصعيد إلى حرب شاملة.
ويرى فراس مقصد، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن “تفاهماً غير مكتوب” قد تطور بين الجانبين لتجنب حرب أخرى”.
لكن صناع السياسة الغربيين يعتقدون أن الغزو البري لغزة سيكون دافعا لدخول حزب الله على خط الأزمة.
وفي حديثه لوكالة “الأسوشيتد برس” هذا الأسبوع، قال قاسم قصير، محلل لبناني مقرب من الجماعة، إن حزب الله “لن يسمح بتدمير حماس ولن يترك غزة وحدها لمواجهة توغل بري”.
وأضاف: “عندما يتطلب الوضع المزيد من التصعيد، فإن حزب الله سيفعل ذلك”.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار المتعلق بدخول حزب الله بشكل كامل في الحرب، وكيفية اتخاذه على وجه التحديد، ومن الذي يتخذه، يختلف إلى حد ما.
يرى ثاناسيس كامبانيس، زميل بارز ومدير شركة سينشري إنترناشيونال، أن “حزب الله ليس مجرد وكيل أو دمية بسيطة. وهو منظمة مستقلة لها قوتها الخاصة وحساباتها السياسية الخاصة، وهي مرتبطة بشكل وثيق للغاية ولا ينفصم مع النظام في إيران”.
ورغم إعلان إسرائيل أنها لا تفضل خوض حرب على جبهتين، إلا أنها حشدت قواتها على الحدود الشمالية استعدادا لخوض حرب على جبهتين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للصحفيين في 15 أكتوبر/تشرين الأول إن إسرائيل “ليست مهتمة بحرب في الشمال، ولا نريد تصعيد الوضع”.
لكن ذلك، قد لا يكون ذلك كافياً لإقناع قادة حزب الله بأنه قد يكون الهدف التالي، وفي الوقت الذي تحظى فيه إسرائيل بالدعم الكامل من الولايات المتحدة فقد يشعر البعض في الحزب أنها مسألة وقت فقط قبل أن يحول الجيش الإسرائيلي انتباهه شمالاً.
لكن إذا لم تتمكن القوى الغربية من منع تطور الصراع بين إسرائيل وحزب الله فكيف ستبدو الحرب بينهما؟
والفارق الأكبر عن عام 2006 هو مخزون حزب الله من الصواريخ الدقيقة، والذي نما بشكل كبير، والذي سيسمح له باستهداف القواعد الإسرائيلية، وربما الانتقام من تدمير البنية التحتية اللبنانية باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية.
ويعتقد أن التقنيات الجديدة التي لم تكن مستخدمة على نطاق واسع في عام 2006، مثل الطائرات بدون طيار، قد تفرض تكاليف أكبر على إسرائيل أيضا.
ويرى المحللون أن هذا “سيمنحهم مساحة صغيرة لإجبار إسرائيل على قبول نهاية أسرع للصراع. ولكن بالنظر إلى المزاج السياسي الحالي في إسرائيل يعتقد أن هذا سيكون هدفا صعبا بالنسبة لحزب الله”.
وذكر موقع أكسيوس أن هناك أيضا مناقشات جارية بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول إمكانية قيام القوات الأمريكية بالاشتباك مع قوات حزب الله، وقال المسؤولون إن نوع الرد سيتحدد على أساس نطاق هجوم حزب الله، إذا حدث.
ولكن هناك شيء واحد مؤكد. مثلما كانت حرب إسرائيل في غزة هي الأكثر دموية من أي هجوم سابق -تجاوز فيها عدد القتلى حوالي 4000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن- فمن المرجح أن يتسبب حزب الله في وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين على كلا الجانبين.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز