تم تحديثه الخميس 2024/1/18 11:28 ص بتوقيت أبوظبي أثار قرار تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية أصداء واسعة في الأوساط اليمنية بما فيها المكونات السياسية باعتباره “خطوة متقدمة” على طريق إنهاء الانقلاب. وفور إعلان القرار الأمريكي، واكب يمنيون ذلك بإطلاق حملة ترحيب واسعة النطاق تحت وسم “الحوثي جماعة إرهابية” مستعرضين تاريخ الجماعة وسجلها الإجرامي الذي جعلها تتفوق على التنظيمات الإرهابية بما فيها القاعدة وداعش. واعتبر ناشطون يمنيون تصنيف الحوثي منظمة إرهابية أنه “قاطرة قانونية ستجر توصيفات أوروبية أخرى تجعله منظمة إرهابية مكشوفة تحت الشمس وتفتح بابا واسعا لنضال اليمنيين في استعادة الشمال بعد تقارب نظرة العالم”. ترحيب سريع ورحبت مكونات يمنية سريعا بالقرار الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، وقضى بتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية عالمية، كان بينها المكتب السياسي للمقاومة الوطنية. وقال المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، إن “تصنيف مليشيات الحوثي سيعيد التعامل مع هذه الجماعة التي يعاني الشعب اليمني من إرهابها”. ودعا البيان “الأشقاء والأصدقاء وفي المقدمة مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوة مماثلة للقرار الأمريكي، سيما في ظل تزايد أنشطة مليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر واستهدافها للسفن التجارية وإصرارها على الإضرار بالمصالح الدولية تنفيذا للأجندة الإيرانية”. وجدد المكتب السياسي التأكيد على أن “إنهاء انقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا هو الضمان الحقيقي لأمن واستقرار اليمن والمنطقة وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر”. كما رحب المجلس الانتقالي الجنوبي بقرار حكومة الولايات المتحدة الامريكية إعادة تصنيف المليشيات الحوثية كجماعة إرهابية عالمية. وقال المجلس الانتقالي الجنوبي إن “هذا القرار مؤشر مهم لإدراك المجتمع الدولي للتهديد الذي يشكله الحوثيون، لبلادنا والإقليم والعالم أجمع، جراء أعمالهم العدائية والإرهابية، ضد المدنيين والمصالح الخدمية والاقتصادية والبنية التحتية وطرق الملاحة الدولية والتجارة العالمية”. وأضاف: “لقد تسببت الممارسات والأفعال الإرهابية لجماعة الحوثي، بضرر كبير للمواطنين في اليمن والجنوب، كما أن تدفق البضائع، والمساعدات إلى موانئنا تأثر بشكل واضح نتيجة التهديدات التي طالت خطوط الملاحة الدولية، ما تسبب في زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية والأدوية، بالنسبة للسكان الذين يحتاجون إلى الوصول العاجل إلى المساعدة الإنسانية”. وأكد أن “رواية الحوثيين باتت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد وأن الأعمال الإرهابية التي يشهدها البحر الأحمر وباب المندب، هي محاولة من قبل الحوثيين للتغطية على الاستبداد والمعاناة التي يتعرض لها المواطنون في جميع أنحاء البلاد، على مدى السنوات الثماني الماضية”. ودعا المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تبني استراتيجية شاملة تهدف إلى ردع تهديدات الحوثيين، وبما يؤدي لخلق بيئة ملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع في اليمن والجنوب. كما دعا “الشركاء الدوليين إلى تبني مثل هذا القرار الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة الامريكية والتنسيق مع مختلف الأطراف المؤيدة لهذا الإجراء ومع شركائنا الآخرين في مجلس القيادة الرئاسي لضمان اتباع نهج متماسك وموحد”. وكانت الحكومة اليمنية رحبت بالقرار الذي اتخذته حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية عالمية، واعتبرته أنه “ينسجم مع تصنيفها لهذه الجماعة كمنظمة إرهابية وفقاً للقوانين اليمنية”. تهديد دولي وقال مسؤولون يمنيون إن تصنيف الإدارة الأمريكية لمليشيات الحوثي مجموعة إرهابية عالمية يسلط الضوء على التهديد الدولي الذي تشكله وعلى الأمن والاستقرار. وبحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، فإن “تصنيف المليشيات منظمة إرهابية عالمية تعد خطوة هامة في الاتجاه الصحيح، كونها تهديدا ظل العالم يتجاهله ويقلل من التحذيرات بشأنه طيلة سنوات الانقلاب العشر”. وجاء قرار تصنيف مليشيات الحوثي على خلفية موجة الهجمات الأخيرة التي شنتها المليشيات على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب. وعدد الإرياني جرائم مليشيات الحوثي منذ ظهورها في العام 2004, واستخدام القوة والعنف غير المشروع بقصد خلق حالة من الرعب والإخضاع والتهديد العام للدولة والمجتمع”. وأشار إلى أنه منذ انقلاب الحوثي أواخر 2014, وجهت المليشيات إمكانات الدولة ضد خصومها ومنافسيها من الأطراف السياسية والسكان العاديين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومارست التمييز العنصري على أساس عرقي ومذهبي لتحقيق أهدافها السياسية”. ولفت إلى أن مليشيات الحوثي تورطت طيلة فترة الانقلاب في سلسلة من الأنشطة التي تتناسب مع تعريف الإرهاب، وأبرزها الهجمات القاتلة ضد المدنيين، واستخدام الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المُصنعة في إيران لقصف المدن الآهلة بالسكان”. كما مارست “الخطف، والاحتجاز والاخفاء والتجنيد القسري، وتصفية المعتقلين، والتعذيب والاغتصاب في المعتقلات، وتدمير المنازل ونهب الممتلكات، وتجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، وقمع ومصادرة الحريات، وتقييد حرية النساء، وفرض الأفكار المتطرفة”. وأكد أنه وبمقارنتها بجماعات إرهابية أخرى، يتضح أن مليشيات الحوثي تمتلك خصائص مشابهة لأفعال وأنشطة جماعات تم تصنيفها إرهابية “داعش، القاعدة”، وفاقت تلك الجماعات بادعاء الحق الإلهي في الحكم. كما أنها تتطابق في “الخلفية، الأيديولوجيا، الطبيعة، الأهداف” مع الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس والمليشيات التابعة له في المنطقة، والتي تم إدراجها في قوائم الإرهاب الدولية. وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي بتشديد الضغوط على مليشيات الحوثي وتكريس الجهود لدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية التي تمثل كافة الطيف السياسي والاجتماعي اليمني لفرض سيطرتها على كامل أراضي اليمن. تخطى الإرهاب المحلي رغم أهمية تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية إلا أن سياسيين يمنيين أكدوا أنها لن تكون كافية لتأمين الملاحة مالم يتم دعم القوات اليمنية لتحرير الشمال والغرب. وقال السياسي اليمني أحمد الصالح على حسابه في موقع اكس (تويتر سابقا) إن “إعادة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية ليس كافيا كما أن الضربات الجوية والصاروخية لن تؤمن خطوط الملاحة الدولية”. وأوضح أن “القضاء على هذه المليشيات الأرهابية يتطلب دعم ومساندة القوات المسلحة على الأرض وهي من ستقضي على الإرهاب ومن يقف خلفه وستؤمن المنطقة بما فيها خطوط الملاحة البحرية”. وأكد أن “التصنيف خطوة مهمة ولكن يجب أن يتبعها خطوات أخرى من قبيل دعم مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية”. من جهته، كتب السياسي اليمني خالد سلمان أن “الحوثيين جماعة إرهابية عالمية وأن التصنيف يفتح على تدابير تالية للقرار ، تبدأ من تجفيف مواردهم المالية ،وتنتهي بإحداث تغييرات حقيقية في خارطة الصراع”. وقال سلمان على حسابه في موقع اكس (تويتر سابقا) إن “الحوثيين في التصنيف الأمريكي الجديد ، يتخطون الإرهاب المحلي إلى الإرهاب العالمي ، ويتجاوز تأثيراتهم الطابع المكاني لليمن ، إلى ضرب أمن واستقرار المنطقة والعالم”. وأشار إلى أن “القرار الإمريكي منح الحوثي خط رجعة حتى فبراير موعد التفعيل ، كما ترك الباب موارباً بإمكانية إزالتهم من قوائم الإرهاب ،حال توقفت هجماتهم على البحر الأحمر وهو ماليس وارداً في السلوك الحوثي”. ولم ينتظر الحوثي طويلاً لبحث تداعيات القرار الإمريكي على وضعه الداخلي ووضع عموم اليمن، بل سارع إلى اعتبار أن قرار واشنطن لا يعنيه، وأنه لن يوقف عند استهداف السفن التجارية أو يكف عن إقلاق الأمن الدولي. ووفقا لسلمان فإن هناك “شهرا كافيا لترتيب الخطوة التالية والعمل على مسارين متوازيين : تكثيف الهجمات المتعددة الجنسيات، لإضعاف الحوثي ورفع نسب تدمير جاهزيته العسكرية، والخط