إلى جانب القضايا الاقتصادية وصعوبات الأوضاع المعيشية، تلعب الحرب الأوكرانية دورا بارزا في السباق إلى قصر الإليزيه. وتجري الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يوم الأحد المقبل، وسط سباق محتدم بين 12 مرشحا على الفوز بالمنصب الرفيع. ومع قرب موعد الانتخابات، كثف المرشحون، خاصة متصدري السباق في استطلاعات الرأي، حملاتهم الانتخابية في قضايا بعينها، إذ تفرض الأزمة الأوكرانية نفسها بقوة على المشهد. وفي هذا الإطار، يقول ماسيميليانو بوكوليني، محلل موقع “ديكود 39″ الإيطالي، في حديث لـ”العين الإخبارية” إنه “يمكننا القول إن الأزمة في أوكرانيا عززت فرص الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في الفوز بالانتخابات والبقاء في السلطة لولاية ثانية، لأنه في أوقات الأزمات تكون الانتخابات في عربة من في السلطة”. وتابع “ولكن بخلاف ذلك لا أعتقد أن هذه الحرب قد غيرت الخيار الانتخابي بشكل كبير عند الفرنسيين، ولم نشهد أي هزة قوية في استطلاعات الرأي”. وأضاف “بينما يقول معظم الفرنسيين إنهم قلقون للغاية بشأن الحرب في أوكرانيا، وفقًا لاستطلاع للرأي أجري مؤخرًا، قال 6 من كل 10 ناخبين إنها لن تؤثر على اختيارهم في الجولة الأولى” من الاقتراع. ومضى قائلا: “شيء واحد مؤكد في اقتراع الأحد المقبل: لقد احتلت القضايا السياسية الدولية مساحة أكبر من المعتاد في الحملات الانتخابية التي تسبق يوم الاقتراع”. ووفق تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية، استفاد ماكرون بالتأكيد من الحرب في أوكرانيا بسبب الالتفاف حول الحكومة في فترات الأزمات، ما أكسبه ما بين 5 و6 نقاط في استطلاعات الرأي في الأسابيع الماضية، وبات الأوفر حظا للفوز. كما استغل الرئيس الفرنسي، الحرب الأوكرانية، للهجوم على منافسته الرئيسية؛ مرشحة اليمين المتطرف، ماري لوبان، ويشدد أيضا على توجهاته الأوروبية خلافا لمرشحة اليمين المتطرف. وندد إيمانويل ماكرون أيضا بالعلاقة بين بعض المرشحين، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت يتنامى فيه الغضب الغربي من الأخير على خلفية الأزمة في أوكرانيا. استطلاعات الرأي وفي مواجهة يسار منقسم ويمين يراوح مكانه، تشير كل استطلاعات الرأي منذ أسابيع الى تأهل الرئيس المنتهية ولايته ومرشحة اليمين المتطرف في الدورة الأولى. فمرشحة حزب “التجمع الوطني” التي خففت لهجتها بشأن بعض الاقتراحات لكن بدون تغيير جوهر مشروعها المتشدد حيال الهجرة، تسجل ارتفاعا في نسب التأييد لتصل إلى 21,5% في الأيام الأخيرة للحملة، بحسب استطلاع أجراه معهد “ايبسوس/سوبرا ستيريا” ونشر أمس الأربعاء. لكن الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون يتقدم على مرشحة التجمع الوطني، لوبان، بخمس نقاط، إذ حصد (26,5%) من نوايا التصويت، فيما حل مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون في المرتبة الثالثة بـ(16%) من نوايا التصويت. ومن المرجع وفق استطلاعات الرأي ونسبة المقاطعين المتوقعة (٣٠% وفق الاستطلاعات)، أن يتجه التصويت إلى جولة ثانية أواخر أبريل/نيسان، بين ماكرون ولوبان. لكن الفارق المباشر مع لوبان يتقلص بحسب استطلاعات الرأي التي نشرت الثلاثاء، إذ أظهر استطلاع لمؤسسة إيبسوس سوبرا، أن الرئيس الفرنسي، سيحصد 56% في الجولة الثانية من الانتخابات، مقابل 44% لمرشحة اليمين المتطرف. فيما أظهر استطلاع آخر لمؤسسة إيلاب، أن ماكرون سيحصد 53% من الأصوات مقابل 47% لماري لوبان. Read More