“الإمارات وعٌمان تربطهما علاقات أخوية تاريخية عميقة.. وستظل علاقاتهما نموذجاً للتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون على الخير والازدهار”..
كلمات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال أحدث لقاء جمعه بأخيه سلطان عمان هيثم بن طارق أثناء زيارة السلطنة 11 سبتمبر/أيلول الماضي تعبر عن الأخوة التاريخية بين البلدين التي تتوثق يوما بعد يوم، ومناسبة تلو أخرى.
زيارة جاءت ضمن زيارات متبادلة عدة رفيعة المستوى بين قادة ومسؤولي البلدين تعزز الشراكة الاستراتيجية والأخوة التاريخية بينهما.
أخوة تاريخية تعززها الفعاليات الوطنية في البلدين التي تتحول إلى مناسبة مشتركة تجسد علاقات الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع البلدين.
وتشارك دولة الإمارات شقيقتها عُمان احتفالها بيومها الوطني، الذي يحل 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في وقت تتوثق فيها الأخوة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وتعد تلك المرة الأولى، التي تحتفل فيها عُمان بيومها الوطني في هذا اليوم، وذلك بعد قرار السلطان هيثم بن طارق في يناير/كانون الثاني الماضي بأن يكون يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني يوماً وطنياً للبلاد، وهو يصادف ذكرى تأسيس الدولة البوسيعيدية قبل 281 عاما، فيما كان يتم الاحتفال بتلك المناسبة في السابق يوم 18 من الشهر ذاته.
قرار أعاد بموجبه سلطان عمان إبراز العمق التاريخي والحضاري للسلطنة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم وتكريما للأسرة البوسعيدية التي تحكم السلطنة منذ نحو 3 قرون والإمام المؤسس أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي تولى مقاليد الحكم عام 1744م.

فعاليات وعروض
وتشهد الإمارات سنوياً، مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة، احتفاءً باليوم الوطني لسلطنة عمان، من أبرزها:
– إضاءة العديد من معالم دولة الإمارات بالعلم العماني.
-استقبال الزوّار العمانيين القادمين إلى الإمارات عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية.
– تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في أبرز مراكز التسوق والترفيه في الإمارات.
تهانٍ رسمية
يضاف إلى ذلك التهاني الرسمية والشعبية بتلك المناسبة التي تعبر عن علاقات الأخوة التاريخية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
وبعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، برقية تهنئة إلى السلطان هيثم بن طارق، بمناسبة اليوم الوطني لسلطنة عمان الشقيقة.
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى السلطان هيثم بن طارق.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر حسابه في موقع “إكس”، محتفيا بتلك المناسبة، قائلا: “في مناسبة اليوم الوطني لسلطنة عمان، أهنئ أخي السلطان هيثم بن طارق والأشقاء في السلطنة، مع صادق أمنياتي بالمزيد من التقدم والرخاء ومواصلة مسيرة النماء والازدهار”.
وأضاف :” تجمع الإمارات وعمان علاقات راسخة تمتد عبر التاريخ مجسدة روح الأخوّة والمحبة ووحدة المصير، وإن شاء الله تتواصل علاقات الخير والتعاون فيما بيننا من أجل مستقبل أفضل لبلدينا وشعبينا”.

ثمار الشراكة والأخوة
ويحل اليوم الوطني العماني فيما يجني البلدان ثمار تلك الشراكة الاستراتيجية البناءة، والتي كان أحدثها توقيع اتفاقية جديدة قبل 3 أسابيع في إطار تنفيذ مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية الإماراتية المشتركة، الذي يعد أحد أبرز ثمار الزيارات التاريخية المتبادلة لكل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلطان عمان هيثم بن طارق.
وأعلنت “نواتوم اللوجستية”، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن توقيع اتفاقية مبدئية مع شركة “حفيت للقطارات”، يتم بموجبها إطلاق خدمات الشحن بالسكك الحديدية بين صُحار في سلطنة عُمان، وأبوظبي في دولة الإمارات.
وتمثل هذه الاتفاقية خطوة بارزة نحو إطلاق ممر مخصص لنقل البضائع بالسكك الحديدية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
ومع توقيع هذه الاتفاقية، تتبوأ شركة “حفيت للقطارات” مكانة محورية ضمن منظومة لوجستية جديدة، من شأنها إحداث نقلة نوعية في خدمات نقل البضائع بين الإمارات وعُمان، مما يعزز دور السكك الحديدية كمحفز رائد للتكامل الإقليمي، والتنمية المستدامة، وتوفر مزايا تنافسية لا تضاهى لازدهار الأعمال.
وكانت اتفاقية التعاون بشأن مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين قد تم التوقيع عليها خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسلطنة في سبتمبر/أيلول 2022.
وخلال زيارة سلطان عُمان للإمارات في أبريل/نيسان 2024، تم الإعلان عن انتقال مشروع السكك الحديدية بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات إلى المرحلة التنفيذية، عبر توقيع عقد الشراكة بين المساهمين، وترسية العقود الرئيسية للمشروع على تحالف إماراتي عُماني يضم شركات من البلدين تعمل كفريق واحد، وتدشين الهوية التجارية الجديدة لشركة «حفيت للقطارات»، لتتولى تنفيذ المشروع الذي سيعزز من تنافسية البلدين كمركز تجاري واستثماري حيوي يربطهما بالأسواق العالمية عبر موانئهما البحرية ومطاراتهما الحديثة.
وخلال الزيارة نفسها، شهد الزعيمان إعلان عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون والانتقال به إلى آفاق أرحب بما يحقق مزيداً من الخير والازدهار لعلاقات البلدين حاضراً ومستقبلاً.
أيضاً عقد على هامش الزيارة المنتدى الاستثماري الإماراتي – العُماني، الذي تم الإعلان خلاله عن عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات والشراكات الاستثمارية بقيمة 129 مليار درهم في عدة مجالات.

قمم القادة
ويحل اليوم الوطني العماني بعد نحو شهرين من زيارة أخوية أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، إلى سلطنة عمان 11 سبتمبر/أيلول الماضي، تعد أحدث زيارة ضمن الزيارات المتبادلة لقادة البلدين.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع أخيه السلطان هيثم بن طارق في لقاء جمعهما في قصر الحصن في صلالة العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل الارتقاء بها بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويسهم في تحقيق تطلعاتهما نحو مزيد التقدم والنماء.
واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية وما تشهده من تطور نوعي في مختلف مساراتها، مؤكدين حرصهما المشترك على مواصلة تعزيز تعاونهما ودفعه نحو آفاق أرحب بما يعود بالخير على شعبيهما.
كما استعرض الجانبان مسيرة العمل الخليجي المشترك، مؤكدين حرص البلدين على تعزيز أواصر التكامل الخليجي ودعم كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة مجلس التعاون الخليجي ويعمق روابط التعاون الأخوي بين دوله، ويحقق تطلعات شعوبه وآمالها في التقدم والازدهار، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أن دولة الإمارات وسلطنة عمان تربطهما علاقات أخوية تاريخية عميقة، ليس فقط على المستوى السياسي أو الاقتصادي وإنما كذلك على المستويين الاجتماعي والثقافي.
وأشار إلى أن المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد قاما بدور أساسي وتاريخي في ترسيخ الأخوة والمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين.. ونحن نواصل هذا النهج.. وستظل العلاقات الإماراتية – العمانية دائماً نموذجاً للتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون على الخير والازدهار.. لبلدينا والمنطقة.
وكان السلطان هيثم بن طارق قد أجرى «زيارة دولة» إلى دولة الإمارات في 22 أبريل/نيسان 2024، استبقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة دولة للسلطنة في 27 سبتمبر/أيلول 2022، تم خلالها توقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الصناعة، والثقافة والإعلام، والسكك الحديدية، والتعليم والبحث العلمي، والثروات الزراعية، وأسواق المال.
وبينما أطلقت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لسلطنة عُمان قبل 3 أعوام «فصلاً جديداً مشرقاً للشراكة الاستراتيجية البنّاءة» بين البلدين، كما قال سلطان عُمان، فإن زيارة السلطان هيثم بن طارق لدولة الإمارات أعطت «دفعة قوية للعلاقات الثنائية بما يعود بالخير والنماء على الشعبين الشقيقين» كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

زيارات رفيعة المستوى
أيضاً تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في وقت يتزايد فيه التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وقبل عدة شهور، أجرى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، زيارة رسمية إلى سلطنة عمان في مايو/أيار الماضي، التقى خلالها السلطان هيثم بن طارق.
وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وما تشهده من تطور إيجابي مستمر على المسارات كافة وذلك في ضوء الروابط الأخوية والتاريخية التي تجمع الشعبين الإماراتي والعماني، وسبل الارتقاء بها في مختلف المجالات الداعمة لتوجهات التنمية الشاملة في البلدين، لاسيما على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي وفي المجالات الثقافية والمعرفية.
كما بحث الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مع فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بالسلطنة، الشراكة الاستراتيجية المزدهرة ضمن مختلف المجالات، والتي تستمد مقومات رسوخها من عمق العلاقات الأخوية بين الدولتين والشعبين.
وخلال الزيارة نفسها، شهد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عُمان، توقيع اتفاقية تطوير وتشغيل المرحلة الأولى من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالروضة، بولاية محضة، في محافظة البريمي، وذلك في إطار الشراكة والتعاون الاقتصادي المزدهر بين البلدين الشقيقين.
جاءت تلك الزيارة بعد نحو شهر من زيارة أجراها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى عمان، والتقى خلالها السلطان هيثم بن طارق 24 أبريل/نيسان الماضي.
وأكد السلطان هيثم بن طارق، خلال اللقاء، عمق العلاقات المتجذرة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان وشعبيهما الشقيقين.
أيضا، استقبل السلطان هيثم بن طارق، في 19 يناير/كانون الثاني الماضي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتّحادي الإماراتي.
وتم خلال اللقاء استعراضُ أوجه التّعاون القائم بين البلدين الشقيقين لا سيما فيما يتعلق بالمجالس البرلمانية، وسبل تطوير آلية منظومة العمل فيها، بما يخدم الخطط والرؤى الوطنية في البلدين، ويلبّي آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.

علاقات تاريخية
قمم وزيارات ومباحثات واتفاقيات أسهمت في تعزيز العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر.
وتظهر تلك الأخوة التاريخية جلية ولا سيما في المناسبات الوطنية التي تحتفل به كلا منهما.
ومرت العلاقات الثنائية بين البلدين خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في المضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد قد عقدا لقاءً تاريخياً في العام 1968.
وعقب تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على تأسيس علاقات قوية وراسخة مع سلطنة عُمان، وكان لدى المغفور له السلطان قابوس بن سعيد الرغبة نفسها في أن تكون العلاقات الإماراتية – العُمانية نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الخليجي والعربي، بل والدولي أيضاً.
وقد شكلت الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عُمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية “الهوية” بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
وتمضي العلاقات بين البلدين قدماً، وتزداد نمواً وترسخاً بفضل دعم وتوجيهات القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان.
على الصعيد السياسي، يوجد توافق في السياسات وتناغم في وجهات النظر بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان تجاه مختلف القضايا والتحديات.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز


