fbpx
أكاديمي تركي: خلافات أنقرة وأثينا تحت السيطرة رغم الخلافات

أكاديمي تركي: خلافات أنقرة وأثينا تحت السيطرة رغم الخلافات

أعاد وزير الدفاع اليوناني نيكولاوس باناجيوتوبولوس خلافات بلاده مع تركيا إلى الواجهة مرة أخرى عقب إعلانه رفض دعوة تلقاها من نظيره التركي خلوصي أكار، الذي كان قد دعا باناجيوتوبولوس لزيارة بلاده، الأمر الذي رفضه علناً، فهل يؤدي ذلك إلى مزيد من التوترات بين أنقرة وأثينا؟

الأكاديمي التركي والبروفيسور الجامعي فرحات بيرينتشي رأى أن “الرفض اليوناني لم يكن مفاجئاً، فهو يتوافق مع السلوك اليوناني السابق”، لافتاً إلى أن رفض الوزير اليوناني لدعوة نظيره التركي يبدو “مثيراً للدهشة لاسيما أنه تزامن مع توتر محتمل”.

وقال بيرينتشي الذي يشغل منصب كبير الباحثين في مؤسسة SETA للأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية إن “باناجيوتوبولوس ربط رفضه دعوة نظيره التركي بتصرّفات تركيا وخطاباتها الأخيرة، لكن ردود أنقرة في واقع الأمر كانت رد فعلٍ على اليونان”.

علاقات بطبيعة فريدة

وأضاف لـ”العربية.نت” أن “العلاقات بين تركيا واليونان تمتاز بطبيعة فريدة يصعب على الآخرين فهمها، فالمشاكل بينهما كثيرة وكبيرة وعميقة، ورغم ذلك تمكنا من إبقاء المشاكل تحت السيطرة حتى لا تتسبب في حدوث أزمة أو صدام”، في إشارة منه إلى أن رفض وزير الدفاع اليوناني زيارة تركيا لن يزيد من حدة المشاكل القائمة بين أنقرة وأثينا.

وتابع أن “مواقف اليونان في الفترة الماضية وعلى وجه التحديد في العامين الماضيين، أدت لتوتراتٍ أكثر في العلاقات الثنائية، وكان على تركيا الرد عليها، لكن الردود التركية لم تشكل تحدّياً كبيراً لدى اليونان التي ترغب بإصرار في تصعيد التوترات مع الجانب التركي والحصول على فوائد سياسية منها”.

وأشار الأكاديمي التركي إلى أن “المشاكل الرئيسية بين البلدين تقسم إلى قسمين، فهي سياسية ويمكن مناقشتها بسهولة، مثل حقوق المجتمع التركي في تراقيا الغربية وغيرها من القضايا السياسية، ومشاكل أخرى بحرية في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط”.


جزيرة Kastellorizo اليونانية الصغيرة على بعد كيلومترين من تركيا – فرانس برس

واعتبر أن “المشاكل البحرية بين الجانبين معقدة، لأنها تمتد على طول المياه الإقليمية، والحد من الجرف القاري أو المنطقة الاقتصادية الخالصة، والمجال الجوي، وحالة بعض التكوينات الجغرافية، وعسكرة بعض جزر بحر إيجة التي يجب أن تكون في وضع منزوع السلاح وفقًا للمعاهدات الدولية”.

وأردف أن “اليونان تجد أن رصيدها صفر أمام هذه المشاكل، ولذلك تسعى إلى فرض أمر واقع جديد من خلال السعي للحصول على دعم دولي لحلها. لكن من ناحية أخرى، تجادل تركيا بأن المشاكل بينهما يمكن معالجتها من خلال المفاوضات الدبلوماسية الثنائية، وأنه يمكن إنشاء إطار قريب من الحل حتى لو لم يتمّ من خلاله حل كل المشاكل”.

وكان وزير الدفاع اليوناني قد أعلن أول أمس الثلاثاء عن رفضه زيارة تركيا بعد تلقيه دعوة من نظيره أكار.

ولم يعلّق وزير الدفاع التركي بعد على رفض دعوته من قبل نظيره اليوناني.

6 مقاتلات رافال فرنسية

وأعلن باناجيوتوبولوس، الثلاثاء، أيضاً أن الدفعة الثانية والمؤلفة من 6 مقاتلات رافال فرنسية الصنع، من أصل 24 مقاتلة تم التعاقد حولها مع باريس، قيد التسليم في الوقت الراهن.

وقال الوزير اليوناني في مقابلة متلفزة، إن أثينا سبق أن تسلّمت طائرتين في البداية، ثم وصلت الثالثة في وقت آخر، ومن المتوقع وصول الرابعة في مطلع عام 2023 المقبل، لكن هذا الأمر يثير حفيظة تركيا.

وعاودت تركيا تهديد اليونان مجدداً بسبب اتهامها لجارتها بتسليح جزر لا يسمح بوضع أسلحة فيها ومناوراتٍ عسكرية تجريها أثينا هناك بشكل دوري.

التوتر يتصاعد بين تركيا واليونان.. “مغامرة لحساب آخري”

ويسود نزاع بين اليونان وتركيا الجارتين والعضوتين في حلف شمال الأطلسي “الناتو” منذ عقود بشأن الحدود البحرية، وحقول تنقيب ذات صلة، وجزيرة قبرص المقسمة، وهي خلافات دفعتهما إلى شفا الحرب عدة مراتٍ في السابق، وتتجدد بين الحين والآخر.

كما أن اليونان وتركيا تتبادلان الاتهامات باستمرار حول ملف الهجرة الذي يعد ملفاً شائكاً بدوره وتسبب بخلافاتٍ كبيرة بين الجانبين طيلة السنوات الماضية.

وعادةً ما يتبادل مسؤولو كلا البلدين التهديدات بشأن موعد حرب مرتقبة بينهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *