أكد وزراء الاتحاد الأوروبي، على أن وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحرا سيؤتي ثماره، على الرغم من محاولات الكرملين للإفلات من العقوبات وتشكك السوق الواسع بشأن الإجراء.
اتفق الاتحاد الأوروبي، إلى جانب مجموعة السبع وأستراليا، يوم الجمعة على وضع سقف لسعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل كجزء من جهد منسق للحد من قدرة موسكو على تمويل حربها في أوكرانيا.
ودخل سقف السعر حيز التنفيذ يوم الاثنين. وفي الأساس، ينص الإجراء على أنه لا يمكن بيع النفط المنتج في روسيا إلا بعد توفير التأمين اللازم عند أو أقل من 60 دولاراً للبرميل. وتقع شركات التأمين في الغالب في دول مجموعة السبع.
ومع ذلك، قالت روسيا بالفعل إنها لن تبيع النفط للدول الملتزمة بالسقف وأنها مستعدة لخفض الإنتاج للحفاظ على عائداتها من النفط.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى تكدس أسطول من حوالي 100 سفينة قبالة السواحل التركية لتجنب العقوبات النفطية. ولكن امتلاك ما يسمى بـ “أسطول الظل” الخاص بروسيا سيسمح للكرملين ببيع نفطه دون الحاجة إلى تأمين من مجموعة السبع أو دول أخرى، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
من جانبه، قال وزير المالية الأيرلندي باسكال دونوهو، رداً على سؤال عما إذا كان سقف النفط يمكن أن يعمل على خفض عائدات النفط الروسية: “نعم، يمكن ذلك”. وأضاف إنها “الرسالة الصحيحة في الوقت المناسب”.
ولكن أحد الأسئلة الكبيرة المفتوحة هو دور الهند والصين في تنفيذ سقف السعر هذا. إذ كثف البلدان مشترياتهما من النفط الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا، وهما مترددان في الموافقة على الحد الأقصى.
بدوره، قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير: “أعتقد أن الأمر يستحق المحاولة”. وأضاف “سنقيم نتائج تطبيق سقف النفط هذا”.
شكوك السوق
ستتم مراجعة مستوى الحد الأقصى في أوائل عام 2023. وسيتم إجراء هذه المراجعة بشكل دوري بهدف وضع السقف عند حد 5% أقل من متوسط سعر السوق للنفط الروسي، وفقاً للاتفاق الذي توصلت إليه دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الحد من أسعار النفط سيساعد الكتلة على استقرار أسعار الطاقة.
يأتي ذلك، فيما اضطر الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده فجأة على النفط والغاز الروسي بسبب غزو أوكرانيا.
ومع ذلك، يظل اللاعبون في السوق حذرين بشأن نزاهة السياسة.
وقال المحللون في مجموعة Mitsubishi UFJ Financial اليابانية في مذكرة يوم الاثنين إن حجم تأثير سقف الأسعار “لا يزال غامضاً”. وأضافوا: “لا زلنا متشككين في الجوانب العملية لنجاحها”.
هناك خطر أن تشتري الدول النفط الروسي بالسقف المتفق عليه ثم تعيد بيعه بسعر أعلى إلى أوروبا، على سبيل المثال. وهذا يعني أن روسيا ستستمر في جني الأموال من مبيعات السلع بينما ستدفع أوروبا المزيد في وقت يتباطأ فيه اقتصادها بالفعل.
بدورها، قالت رئيسة قسم الموارد الطبيعية والسلع في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مجموعة فيتش، أنجلينا فالافينا: “من المحتمل ألا يؤدي إدخال الحد الأقصى على السعر إلى وقف تدفق النفط الروسي للأسواق، وسيجد البعض طريقه إلى الأسواق”.
ارتفعت أسعار النفط صباح الثلاثاء في لندن.
وتم تداول كل من العقود الآجلة لخام برنت القياسي الدولي والعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط مرتفعة بنسبة 0.4% عند حوالي 83 دولاراً للبرميل و77 دولاراً للبرميل على التوالي.
تم تداول العقود الآجلة للنفط الخام على ارتفاع صباح يوم الاثنين، بعد قرار من قبل دول أوبك + بالإبقاء على أهداف الإنتاج دون تغيير، لكنها تحركت هبوطياً في تعاملات بعد الظهر.