كشف تقرير رصد حقوقي، عن توثيق 49 ألف انتهاك ارتكبتها ميليشيا الحوثي في قطاع التعليم ومنتسبيه في اليمن، خلال الفترة الواقعة بين 24 أكتوبر 2014 حتى 30 ديسمبر2021.
وأفاد التقرير الذي أطلقته نقابة المعلمين اليمنيين، أمس الخميس، في مؤتمر صحافي بمحافظة مأرب بعنوان “آثار الحرب على قطاع التعليم في اليمن”، بأن 1580 معلماً وتربوياً قتِلوا في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، خلال ذات الفترة.
كذلك، جرح 2642 آخرون من خلال القنص والقتل المباشر خارج القانون والاغتيالات والاستهداف لمنازلهم واحيائهم بالقذائف والصواريخ والمسيرات.
ووثق التقرير أيضاً مقتل 22 معلما وتربويا قضوا تحت التعذيب في سجون الميليشيات الحوثية.
اختفاء قسري
إلى ذلك، رصدت 1137 حالة اعتقال لمعلمين وتربويين، منهم 170 حالة تحت الإخفاء القسري، وأصدرت أحكام إعدام عام 2019 بحق 10 مختطفين منهم.
ووثقت 621 حالة انتهاك تعذيب جسدي ونفسي في سجون الميليشيا تنوعت بين الصعق الكهربائي والضرب ومنع النوم والأكل والشراب والدواء، والتعليق والحبس الانفرادي، والتهديد باختطاف وذبح وقتل الأبناء والأقارب والسب والشتم وامتهان الكرامة وغيرها.
كما، لفت إلى رصد 20 ألفا و142 حالة تهجير وإجبار المعلمين على ترك منازلهم وأعمالهم و تفجير 25 منزلا لمعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين، أغلبها تم إخراج النساء والأطفال منها بقوة السلاح إلى العراء عند التفجير، إضافة إلى حجز ومصادرة 681 منزلا خاصا بمعلمين وتربويين.
فصل تعسفي ولا مرتبات
وأوضح التقرير أن الإحصائيات تؤكد أن 60% من إجمالي العاملين في القطاع التربوي في مناطق سيطرة الحوثي لم يتسلموا رواتبهم بشكل منتظم منذ 4 سنوات.
فيما تعرض 924 معلما وتربويا للفصل التعسفي من وظائفهم في محافظة صنعاء عام 2019 فقط واستبدالهم بعناصر طائفية تابعة للميليشيا.
ووثقت فرق الرصد 25 مدرسة فجرتها الميليشيا وتحويل 22 مدرسة أخرى إلى ثكنات عسكرية وسجون، تحويل 74 مدرسة لقواعد لآلياتهم العسكرية ما جعلها عرضة للقصف والاستهداف في عدد من المحافظات.
في موازاة ذلك، أكدت نقابة المعلمين اليمنيين، في تقريرها، أنها وثقت ارتكاب الحوثي جريمة تجنيد 17350 طفلا من الطلاب دون 18 عاما منذ انقلابها على الشرعية واحتلالها مؤسسات الدولة،.
كما رصد 4168 فعالية ودورة ثقافية في محافظة صنعاء وحدها و إجبار المعلمين والطلاب على حضورها.
الاستيلاء على مؤسسات الدولة
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي طالت بنية النظام التعليمي في اليمن من خلال تغيير المناهج، أكد التقرير ان الميليشيا منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة نهاية 2014 أولت اهتماما بالغا بالسيطرة على المؤسسات التعليمية.
وقامت بتعيين شقيق زعيم الميليشيا يحيى بدر الدين الحوثي وزيرا للتربية والتعليم رغم عدم امتلاكه أي مؤهل تعليمي، والذي كرس عمليات الاستيلاء والسيطرة التامة على مؤسسات التعليم الرسمية والخاصة واقصاء غالبية من يخالفهم في الفكر.
كما قامت بإدخال التغييرات والتعديلات التدريجية في المناهج الدراسية بما يخدم عقيدتها وأهدافها وغرس مفاهيم جديدة في اوساط الطلاب بما يتوافق مع رؤية الميليشيا من الناحية العقائدية والعسكرية وتكريس ثقافة الكراهية والعنف والقتل والموت.