fbpx
تحقيق في الجول – من الفشل إلى اجتياح القارة.. قصة تحول السنغال إلى عملاق كروي

تحقيق في الجول – من الفشل إلى اجتياح القارة.. قصة تحول السنغال إلى عملاق كروي

في عام 2002 تأهل منتخب السنغال إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ذلك الأمر لم يكن إنجازا في حد ذاته فقد استطاعت كتيبة المدرب برونو ميتسو الوصول لربع نهائي المونديال.


جاء ذلك بعد عدة أشهر من خسارة نهائي كأس أمم إفريقيا ضد أصحاب الأرض الكاميرون بركلات الترجيح.

ولكن بعد ذلك غابت السنغال وعدا الحصول على المركز الرابع في أمم إفريقيا 2006، بدا جليا أن ما حدث قبل أربع سنوات كان مجرد طفرة وصدفة وأن السنغال مجرد فريق عادي.

لكن وبشكل مفاجئ وفي السنوات الأخيرة سيطرت السنغال على كل شيء إفريقيا:

الفوز بكأس أمم إفريقيا 2021 للفريق الأول بعد الحصول على المركز الثاني في نسخة 2019.

الفوز بدورة الألعاب الإفريقية 2015 والحصول على البرونزية في 2015.

الفوز بكأس أمم إفريقيا للكرة الشاطئية في 2011 و2013 و2016 و2018 والحصول على وصافة 2015.

الحصول على المركز الثالث في كأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة في 2019 وبلوغ دور الـ16 في كأس العالم في السنة ذاتها.

الحصول على وصافة كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة في 2015 و2017 و2019 والتتويج باللقب في 2023، بالإضافة للحصول على المركز الرابع في المونديال وثم الظهور في دور الـ16 وبلوغ ربغ النهائي في نفس الأعوام المذكورة.

التأهل لكأس أمم إفريقيا تحت 23 سنة في 2011 و2015 والوصول لربع نهائي أولمبياد لندن 2012.

كل ذلك جعل السؤال يتبادر إلى أذهاننا، ماذا حدث في السنغال؟ كيف تحولت من دولة إفريقية تحقق طفرات كروية كل عدة سنوات إلى منتخب يتواجد بقوة على الساحة ويفرض نفسه دائما في مختلف البطولات؟

رجل آمن بنظام وخطة

تحدث آداما ندوني الذي يعمل في قناة “أر تي إس” السنغالية لـFilGoal.com قائلا: “يشار إلى أن السنغال تعد اليوم واحدة من أفضل الدول كرويا، لكن هذه كانت عملية طويلة الأمد بدأت منذ 15 عاما على الأقل”.

وواصل “لاحظ عدد قليل من الأشخاص العملية الجارية لكن كان هناك بعض الأعمال التدريبية من ناديي جينيراسيون فوت من 2001 فصاعدا وديامبارز من 2003، وفي عام 2012 وصلت نتائج المرحلة الأولى مع تأهل رائع لأولمبياد لندن بعد بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا تحت 23 سنة في 2011”.

وأكمل “لكن في الوقت ذاته الذي كان ينفذ فيه جينيراسيون فوت وديامبارز تدريباتهما كان هناك معلمان رئيسيان ساهما في النتائج التي وصلنا إليها اليوم”.

وأوضح الصحفي السنغالي أن المعلمين كانا كالتالي:

** في عام 2009 بعد حل الاتحاد السنغالي في 2009 عقب الفشل في التواجد في كأس أمم إفريقيا 2010 وعدم التأهل لكأس العالم 2010 تم انتخاب رئيس جديد وهو أوجستين سينجور.

سينجور هو محامي بارز ورئيس نادي يو إس جورييه، جلب طاقما تنظيميا جديدا وبدأ إعادة هيكلة خريطة كرة القدم المحلية بمدير فني لامع هو ماياسين مار وهو مدرب وخبير في الاتحاد الدولي لكرة القدم.

شجع سينجور أيضا على إنشاء وتنفيذ مراكز التدريب في كرة القدم.

** من 2010 فصاعد، ظهرت العديد من مراكز كرة القدم مثل دارو سلام ولوسيتانا وداكار ساكري كيور وكايور فورت وأسباير (المفهوم القطري) وكور ماديور وبي فوت وأكاديمية جولوف وساليف دياو وأوسلو فوت وكل هذا على سبيل المثال لا الحصر.

وشدد آداما ندوني”وبفضل تلك السياسة التي تم وضعها بدأت السنغال في التواجد بانتظام في كأس أمم إفريقيا بداية من عام 2015 وكذلك التأهل لمختلف البطولات لجميع فئات الشباب”.

ودلل ندوني على النتائج كالتالي:

** كأس الأمم تحت 17 سنة تأهل منتخب السنغال لها في 2001 و2019 و2023 وفي النسخة المقبلة يقال إن السنغال ستكون أحد المرشحين للفوز باللقب في أبريل الجاري.

** كأس الأمم تحت 20 سنة تأهل منتخب السنغال في 2015 و2017 و2019 و2023 خاض المنتخب أربع مباريات نهائية وتوج بواحدة العام الجاري في النسخة التي أقيمت في مصر، كما أننا شاركنا في ثلاثة كؤوس عالمية وخضنا لقاء ضد البرازيل بقيادة جابرييل خيسوس آنذاك.

** كأس الأمم تحت 23 سنة لعبنا في 2011 وتأهلنا لأولمبياد لندن 2012.

وواصل الصحفي السنغالي حديثه “ومن خلال تلك الأجيال الثلاثة تمكن ثلاثة لاعبين على الأقل من الانضمام للفريق الأول لمنتخب السنغال على مدار السنوات والذي فاز بكأس أمم إفريقيا 2021”.

وأضاف “كما أن جودة التدريب سمحت أيضا للسنغال بالفوز بكأس أمم إفريقيا للمحليين الأخيرة في الجزائر ضد محاربي الصحراء أنفسهم، وكل ذلك يحدث لأن اللاعبين يأتون من مراكز التدريب التي ذكرتها سابقا ويكونون مستعدون للانضمام للفريق الأول”.

واختتم ندوني تصريحاته قائلا: “كل هذا يعني أن السياسات التي طبقت قبل 15 عاما بدأت تؤتي ثمارها، آمل أن يستمر هذا لأن التحديات القادمة هي الفوز بكأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة في الجزائر والتأهل لأمم إفريقيا في كوت ديفوار في 2024”.

بعد حديث الصحفي السنغالي أصبح لزاما البحث عن الخطة التي وضعها اتحاد الكرة هناك لنفسه كي يساهم في تطوير مستوى منتخباته في كل الفئات.

خطة التطوير

كشف سيدو سانيه المتحدث الإعلامي للاتحاد السنغالي تفاصيل خطة بلاده للنهوض بكرة القدم والتي جاءت كالتالي:

– جعل عمل الاتحاد مرئيا، وتحقيق ذلك يتطلب النتائج على مستوى المنتخبات الوطنية.

– ضمان تشكيل كوادر تدريبية تملك الجودة. فالحصول على لاعبين جيدين يتطلب مدربين جيدين.

بالتالي أنتجنا خططا استراتيجية لتطوير كرة القدم.

الولاية الأولى: 2013-2017

الهدف:

– عودة منتخباتنا للتأهل إلى المسابقات الإفريقية.

(كأس أمم إفريقيا – أمم إفريقيا للشباب تحت 20 عاما – أمم إفريقيا للناشئين تحت 17 عاما – أمم إفريقيا للمحليين).

الوضع

– الغياب عن بطولة أمم إفريقيا 2013.

– التأهل الأخير إلى أمم إفريقيا للشباب يرجع إلى 1995.

– لم نتأهل إلى أمم إفريقيا للناشئين أبدا.

النتائج:

– التأهل مرتين على التوالي لأمم إفريقيا 2015 و2017.

– التأهل لأمم إفريقيا للشباب وبلوغ النهائي مرتين متتاليتين في 2015 و2017 والتأهل إلى كأس العالم.

– التأهل الأول لأمم إفريقيا للناشئين في 2017.

– كل ذلك مصحوبا بتدريب متصاعد للمدربين.

الولاية الثانية: 2017-2021

الهدف:

– المشاركة المعتادة في كل المسابقات الإفريقية.

النتائج:

– التأهل لامم إفريقيا 2015 و2017 و2019.

– التأهل لأمم إفريقيا للشباب 2015 و2017 و2019.

– التأهل لأمم إفريقيا للناشئين 2017 و2019 و2021.

الولاية الثالثة: 2021-2025

الهدف:

– الفوز بالبطولات.

النتائج:

– بطل أمم إفريقيا 2022.

– بطل أمم إفريقيا للمحليين 2023.

– بطل أمم إفريقيا للشباب 2023.

– بطل أمم إفريقيا للناشئين 2023.

– بطل أمم إفريقيا للكرة الشاطئية للمرة الرابعة على التوالي.

كيف وصلنا لتلك النتائج؟

– وقت التحضير المتزايد للمنتخبات الوطنية بفضل مركزين فيدراليين.

– الثقة في الخبرات المحلية.

– بيئة صحية ومواتية.

– المشاركة في عدة دورات خارج السنغال.

– استقرار مكافآت المباريات.

– إدارة السفر جيدا بمهام مسبقة.

– مراقبة سفر المنتخبات.

– استقرار الفريق الفيدرالي.

– الاستقرار الفني.

على مستوى تدريب المدربين السنغال تملك:

– خبير تدريبي من فيفا وكاف

-4 خبراء من صفوة كاف

-20 خبيرا جديدا

واليوم تملك:

-24 مدربا بالرخصة A من كاف.

-140 مدرب بالرخصة B.

– أكثر من 400 مدرب بالرخصة C.

– أكثر من 800 مدرب بالرخصة D.

كل هذا النجاح تم تحقيقه بالمدربين المحليين.

اللاعبون الأفضل في الأندية ينتقلون عادة إلى أندية أفضل ماديا بعد كل عام.

اليوم في فرنسا على سبيل المثال، باتت السنغال الدولة الأكثر عددا من حيث اللاعبين متفوقة على البرازيل.

اللاعبون يتم تدريبهم جيدا في الأندية المختلفة، والأندية الخارجية تفضل التعاقد مع اللاعبين السنغاليين.

الخطة المحلية موجودة ولكن نقص الوسائل هو سبب عدم تنفيذها، بعد الفوز بكأس أمم إفريقيا للمحليين تعهد رئيس الجمهورية بدعم الأندية للسماح لها بتنظيم أفضل ووسائل لتحفيز اللاعبين من أجل الاحتفاظ بهم إن أمكن.

الاتحاد السنغالي يعمل مع وزارة الرياضة لتقديم ملف تطوير الكرة المحلية إلى رئيس الجمهورية واضعين احتياجات الأندية في الاعتبار.

تعليق على تفاصيل الخطة

وعلق المتحدث الرسمي للاتحاد السنغالي على تفاصيل تلك الخطة في تصريحاته لـFilGoal.com قائلا: “كرة القدم لدينا مرت بلحظات شديدة الصعوبة على مدار 50 عاما، الأمور كانت صعبة للغاية والآن في الوقت الحالي فزنا بكأس أمم إفريقيا للكبار والشباب والناشئين والكرة الشاطئية ويظهر مستوانا على الصعيد القاري”.

وأردف “كل ذلك بُني على جهد كبير تم بذله وعلى الخبرات والتجارب أيضا، في البداية كان يجب أن نظهر نتيجة عملنا بالنتائج، وكنا بحاجة لتطوير مدربين جيدين من أجل إنتاج لاعبين جيدين”.

وأكمل “في الولاية الأولى (2013-2017) كان الوضع الذي تسلمناه عبارة عن منتخبات لا تتأهل للبطولات الإفريقية، أبرزها عدم تأهل المنتخب الأول لأمم إفريقيا 2013، عملنا على التأهل لكافة البطولات الإفريقية للكبار والشباب والناشئين والمحليين، ونجحنا في ذلك”.

وتابع المتحدث الرسمي للاتحاد السنغالي حديثه “في الولاية الثانية (2017-2021) عملنا على هدف واضح وهو تثبيت التأهل لبطولات إفريقيا، وتم لنا ذلك في مسابقات الكبار والشباب والناشئين”.

وأضاف “واصلنا التطور بدعم مستمر من الدولة والشعب والاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وصولا إلى الولاية الثالثة (2021-2025) التي فزنا فيها بكل البطولات الإفريقية المتاحة”.

وواصل “لدينا استراتيجية طويلة للغاية على مستوى المنتخبات، وشيدنا مركزي تدريبات وملاعب لأجلهم، كما سهلنا السفر وذللنا صعوباته. تضاعفت المهام 3 مرات لتسهيل سفر المنتخبات”.

وكشف “رئيس الجمهورية يدعمنا ويحب الرياضة ويشارك في نجاح هذه الجهود التي قادتنا لهذه النتائج”.

وشدد “ضمان الاستقرار المادي والإداري والفني أيضا ساعدنا كثيرا على تحقيق رؤيتنا وأهدافنا وصولا إلى النتائج”.

تطوير اللاعبين ليس وسيلة السنغال الوحيدة

في الوقت ذاته ومع تطوير اللاعبين والفرق ومراكز التدريب كان هناك عنصر أهم يجب على السنغال العمل عليه من أجل إحكام خطتهم وجعلها كاملة بنسبة 100%، وتمثل ذلك في تطوير المدربين.

كيف؟

واصل سيدو سانيه المتحدث الرسمي للاتحاد السنغالي حديثه ” على مستوى المدربين لدينا خبراء من فيفا وكاف وبفضل التطوير المستمر لدينا الآن 24 مدربا بالرخصة A من كاف، و140 مدرب بالرخصة B، وأكثر من 400 مدرب بالرخصة C وأكثر من 800 مدرب بالرخصة D. هذا يعني أن هناك منافسة إيجابية بين المدربين”.

لكن رغم ذلك هناك جزء منقوص في خطة السنغال وهي عدم ظهور الأندية بذات قوة المنتخبات.

وأكمل “على مستوى الأندية ومشاركتها في البطولات الإفريقية لم نصل إلى النتائج التي نريدها، لأن اللاعبين الأفضل ينتقلون إلى أندية أفضل ماديا كل عام”.

وأوضح “في فرنسا على سبيل المثال السنغال أصبحت الدولة الأكثر عددا من حيث اللاعبين المنتقلين متقدمة على البرازيل”.

وأكمل “لدينا الثقة في المدربين، واللاعبون السنغاليون يتلقون تدريبا جيدا في الخارج، وهذا كان مفيدا للمنتخبات”.

وأردف “أما فيما يخص الأندية فقد لعب كازا سبور -وأنا رئيسه بالمناسبة- أمام شبيبة القبائل وفزنا ذهابا قبل الخسارة والخروج إيابا، هناك العديد من المشاكل التي يجب مواجهتها على صعيد الأندية لنتمكن من الذهاب لأبعد مدى ممكن”.

وواصل المتحدث الإعلامي للاتحاد السنغالي حديثه “لدينا خطة للكرة المحلية، واجتمعنا مع رئيس الجمهورية الذي تعهد رئيس بدعم الأندية للسماح لها بتنظيم أفضل وإمكانيات أكبر للاحتفاظ باللاعبين، إذا تم السير على ذلك النهج سنحصل على أندية أكثر استقرارا وقادرة على الذهاب بعيدا في المسابقات الإفريقية”.

تطوير المدربين

أما فيما يتعلق بتطوير المدربين فقد كشف الصحفي مومو جاييه بصحيفة “أي جي إف إم” السنغالية التفاصيل وقال لـFilGoal.com: “إن الأندية السنغالية ليست منظمة بشكل كبير مثل البلدان الأخرى، في إفريقيا تكافح أنديتنا لأنها تفتقر في النهاية للموارد مقارنة بالأندية المصرية والمغربية لكن الطموحات موجودة”.

وواصل “المدربون المحليون لا يعملون في الأندية فحسب، بل لديهم مراكز لتدريبهم لزيادة قدراتهم، هذه هي البنية التحتية التي تسمح للجميع بالاستعداد للمنافسة في ظروف أفضل”.

وتابع “وهناك خطة محلية لتطوير كرة القدم علاوة على ذلك، طلب رئيس الجمهورية ماكي سال من القادة وضع برنامج لتطوير الكرة ووعد بالدعم بكافة الوسائل”.

وأكمل الصحفي السنغالي حديثه “أليو سيسيه ظل في منصبه هنا لمدة تصل لعشرة سنوات على الأقل، إنه شخص يعرف كرة القدم في البلاد جيدا حيث وقام بتدريب المنتخبات السنية المختلفة في السنغال، هذا سمح له باكتشاف ملامح المدربين والآن لدينا أربعة مدربين فازوا بكأس أمم إفريقيا للكبار وللمحليين وتحت 20 سنة وفي الكرة الشاطئية كذلك”.

وأردف “وثق الاتحاد السنغالي في اللاعبين السابقين مثل سيسيه قائدنا في 2002 وباب ثياو المتوج بكأس أمم إفريقيا للمحلين، وكذلك مالك داف مدرب تحت 20 سنة الذي توج باللقب، لذا كل ما أوضحته يعني أن السنغال تسير على الماء حاليا، وعندما تتحلى بالصبر وتثق في خبرتك المحلية دون أن تنسى العديد من لاعيب الكرة الذين يلعبون في أوروبا أعتقد أنه من الطبيعي أن تفوز”.

وعن مشكلة بلاده في الماضي قال مامو جاييه: “لم نكن نعرف كيف نفوز لأننا نفتقر للعقلية ولطالما كانت هذه مشكلتنا، ومع ذلك لم تفتقر السنغال أبدا للاعبين الموهوبين مثل جول بوكاندي والحاج ضيوف وساديو ماني، لدينا أجيال موهوبة جدا”.

واختتم حديثه قائلا: “أعتقد أننا كنا بحاجة لشيء واحد فقط وهو الصبر، فعلى الرغم من الإخفاقات كانت السنغال صبورة إنها دولة أخذت إخفاقاتها بالتركيز على مراكز التدريب وبطولة المحترفين، فيما تمثلت الشجاعة في الوثوق في الخبرات المحلية، والآن يقود المدربون المحليون مختلف المنتخبات لدينا منذ سنوات”.

أحد صناع النجاح.. ماليك داف

كان أحد آخر دلائل نجاح خطة تطوير الكرة السنغالية هو منتخب الشباب تحت 20 سنة الذي توج بكأس أمم إفريقيا في مصر العام الجاري وتأهل لكأس العالم.

وتحدث مدرب المنتخب السنغالي تحت 20 عاما لـFilGoal.com قائلا: ” ما تحقق خلال آخر 13 شهر في الكرة السنغالية إنجاز عظيم على مستوى الفئات السنية المختلفة وهو إنجاز لا يتكرر كثيرا. بطولة الشباب لم تكن سهلة لأنها كانت في مصر وهم كانوا مرشحون لذلك”.

وواصل “الجميع في الكرة السنغالية يدعمون تطور الكرة ووصلنا إلى ذروة النجاح وما زال لدينا الكثير لتقديمه والفوز بالبطولات في إفريقيا”.

وأضاف “الشباب هنا في السنغال أصبحوا ينشأون بطريقة جيدة ويتعلمون كرة القدم بأفضل طريقة ممكنة خاصة مع ازدياد اهتمام الأكاديميات في السنغال باللاعبين وتعليمهم كل شيء يخص كرة القدم أو أشياء أخرى مثل تعليم اللاعب والاهتمام بهم صحيا وتثقيفهم”.

وأردف “أيضا احتراف اللاعبين بالخارج منذ الصغر أحد أسباب تطورنا والأندية السنغالية أصبحت تقدم دعما قويا للاعبين بتسهيل احترافهم”.

وأتم مدرب منتخب الشباب تصريحاته قائلا: “الآن صعدنا لكأس العالم ولن نبحث عن تمثيل مشرف فقط ولكن نهدف إلى الوصول لأبعد من ذلك لأننا لا نمثل السنغال فقط ولكن كل إفريقيا”.

حقيقة عدم استفادة السنغال من الخطة.. واختلاف جينيراسيون فوت

أشارت بعض الآراء إلى عدم وجود أي استفادة للأندية السنغالية من انتقال اللاعبين وأن الأفكار كلها نتيجة خطة أوروبية وتنفيذ سنغالي فقط فما هي الحقيقة؟

وهل تستفيد الأندية السنغالية من انتقال اللاعبين أم أن الأمر يتوقف بمجرد انتقالهم لأوروبا؟ ولماذا يختلف جينيراسيون فوت عن البقية؟

علق سيدو سانيه المتحدث الإعلامي للاتحاد السنغالي على تلك الشراكات “تحصل الأندية على أموال من البيع وفقا لنسب مختلفة حسب الاتفاق قد تصل أحيانا إلى أكثر من 50% للنادي السنغالي ودائما الأندية تستفيد ماديا من مثل هذه الاتفاقات”.

حسنا، لماذا يختلف جينيراسيون فوت؟ في الأصل ما هي قصة تلك الأكاديمية الكروية؟

في عام 2000 فكر مادي توريه اللاعب السنغالي في كيفية إفادة أبناء بلده بالاحتراف الأوروبي بعدما أجبرته كثرة الإصابات على الاعتزال المبكر.

وبالفعل أنشأ أكاديمية جينيراسيون فوت في العاصمة داكار، وبعد وضع حجر الأساس لخطته تفاوض مع أكثر من ناد فرنسي ليكون شريكا له في الأكاديمية ويستطيع تسويق لاعبيه، وبالفعل توصل لاتفاق مع نادي ميتز.

يقدم ميتز لجينيراسيون المدربين وتطوير المنشآت والملاعب الرياضية ومع وصول اللاعب لسن 18 عاما وإن كان مميزا فينضم للنادي الفرنسي ودائما تكون له الأولوية في اختيار اللاعبين حتى لو هناك عرض من فريق أوروبي آخر.

نتائج ذلك المشروع كان بابيس سيسيسه وديافرا ساخو وإسماعيلا سار وبالطبع الأشهر ونجم السنغال ساديو ماني.

ذلك الأمر أفاد الكرة السنغالية كثيرا بعد عدة سنوات.

وعلق آداما ندوني الذي يعمل بقناة “أر تي إس” السنغالية على الفارق بين جينيراسيون فوت وباقي الأندية السنغالية قائلا: “فيما يتعلق بطبيعة الشراكة لا يمكنني معرفة كافة البنود، لكنني أعرف أن الأندية تحصل على أموال من انتقالات اللاعبين، لكن تجدر الإشارة إلى أن الشراكات تكون مختلفة”.

وواصل “على سبيل المثال نادي ديامبارز هو مستقل ويبيع لاعبيه ويحصل على نسبة من إعادة بيعهم”.

واستدرك “لكن الأمر مختلف في جينيراسيون فوت، إذ أنه يتبع نادي ميتز الفرنسي ونتيجة لذلك فيترك جينيراسيون لاعبيه للانتقال إلى ميتز، لست واثقا إن كان هناك مقابل مادي أم لا جراء تلك الانتقالات”.

وشدد “لكن حتى لو هناك أموال تُدفع فلن يكون الحال مثل بقية الأندية لأن ميتز بالفعل يساهم في تدريب اللاعبين لكونه أحد المساهمين في الإنفاق في جينيراسيون فوت”.

وأتم “أما المراكز الكروية الأخرى والأندية فكل اللاعبين يتدربون فيها ويتم بيعهم ويحصل النادي على أموال من انتقالاتهم بالإضافة لنسبة من إعادة البيع في المستقبل”.

والآن يبدو المستقبل مشرقا للكرة السنغالية.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *