fbpx
تحويل وجهة «باتريوت».. أوكرانيا تدفع ثمن تغيّر الاستراتيجية الأمريكية

تحويل وجهة «باتريوت».. أوكرانيا تدفع ثمن تغيّر الاستراتيجية الأمريكية

دفع النقص الحاد في المخزون الأمريكي من صواريخ “باتريوت”، إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تعليق شحناتها إلى أوكرانيا.

وبرر الرئيس ترامب قراره بـ “اقتراب المخزون الأمريكي من النفاد”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحتاج هذه الصواريخ لحماية مصالحها الاستراتيجية، بحسب صحيفة التايمز البريطانية.

  • بعد 3 سنوات من الحرب الأوكرانية.. هل تُفجّر الألغام معاهدة أوتاوا؟

ويأتي هذا القرار في وقت تعتمد فيه أوكرانيا بشكل حاسم على منظومة “باتريوت”، التي تُكلف البطارية الواحدة منها نحو 800 مليون جنيه إسترليني، لاعتراض الصواريخ الباليستية الروسية.

ووفقا للصحيفة، لم يقتصر الحظر على صواريخ “باتريوت” فحسب، بل يشمل قائمة واسعة من الأسلحة تشمل قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وصواريخ “هيلفاير”، و”ستنغر”، و”جي إل إم آر إس”، بالإضافة إلى صواريخ “إيه آي إم” جو-جو.

زيلينسكي بحوار بطارية باتريوت

وعبّر الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن قلقه البالغ إزاء هذا القرار، خاصة بعد أن امتنع ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” الأخيرة عن الالتزام بتقديم المزيد من هذه الصواريخ رغم عرض أوكرانيا دفع ثمنها،.

وفي حينه، قال ترامب: “من الصعب جداً الحصول عليها. نحن نحتاجها أيضاً”.

أسباب الأزمة

وكشفت الهجمات الإيرانية الأخيرة على قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر عن الضغط الكبير على منظومة “باتريوت”.

وخلال ذلك الهجوم، نجحت بطاريتان فقط في الدفاع عن القاعدة، ما دفع البنتاغون لإعطاء أولوية لتأمين القواعد الأمريكية.

يضاف إلى ذلك، الطلب المتزايد من حلفاء الولايات المتحدة لاقتناء هذه الصواريخ، حيث تنتظر تايوان شحنة من مئات صواريخ “باتريوت” المقررة هذا العام، بينما تعمل واشنطن على إعادة تزويد إسرائيل بها بعد الهجمات الإيرانية الأخيرة.

وأخيرا، ما تعانيه القدرات الإنتاجية من قيود شديدة، فبالرغم من منح شركة “لوكهيد مارتن” عقداً لزيادة الإنتاج إلى 650 صاروخاً سنوياً، يبقى هذا العدد غير كافٍ لتغطية الطلب العالمي المتصاعد.

وراء هذه العوامل الميدانية، تبرز تحولات استراتيجية عميقة داخل “البنتاغون” بقيادة إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات الذي يُعتبر العقل المدبر لقرار وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.

ويُعرف كولبي بتشككه في الالتزامات الأوروبية ودفاعه المستمر عن تحويل الموارد الأمريكية نحو مواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادئ.

زيلينسكي بحوار بطارية باتريوت

وصرّح بأنه “من الأفضل توجيه جزء كبير من المساعدات المخصصة لأوكرانيا نحو آسيا”، معتبراً أن الدفاع عن أوكرانيا يجب أن يكون “مسؤولية الأوروبيين الأساسية”.

ويُظهر هذا القرار انعكاساً ملموساً لرؤية كولبي التي تجعل أوكرانيا في أسفل سلم الأولويات الأمريكية، خاصة مع تصاعد التحديات في الشرق الأوسط وآسيا.

كما يعكس إدراكاً أمريكياً بأن النقص في أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة قد يعرض مصالحها الحيوية للخطر إذا استمرت في توزيع مواردها العسكرية المحدودة على جبهات متعددة.

aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA=

جزيرة ام اند امز

US