رغم هيمنة ملف أوكرانيا على العناوين، إلا أنه لم يكن القضية الوحيدة على أجندة قمة ألاسكا التاريخية.
خلال اجتماع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، برز القطب الشمالي باعتباره ساحة رئيسية لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
وحمل اختيار ألاسكا كمكان لانعقاد القمة دلالة رمزية واضحة فقبل سنوات طويلة من الحرب في أوكرانيا، كان القطب الشمالي مجالًا للتعاون العلمي والاقتصادي بين واشنطن وموسكو وذلك وفقا لما ذكره موقع “ريسبونسيبل ستايت كرافت”.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك، قال بوتين “إن التعاون في القطب الشمالي واستئناف الاتصالات بين المناطق، بما في ذلك بين الشرق الأقصى الروسي والساحل الغربي للولايات المتحدة، يبدو مهمًا أيضًا”.
ورغم أن ترامب لم يذكر القطب الشمالي صراحة، إلا أن استضافة الاجتماع في ألاسكا جاءت كإشارة إلى بداية عهد جديد من التعاون في هذه المنطقة الحساسة.
كاسحات الجليد ومشاريع الطاقة
ومن الملفات التي جرى مناقشتها قبل القمة، احتمال استخدام كاسحات الجليد الروسية، وخاصة تلك التي تعمل بالطاقة النووية، لدعم مشاريع الغاز في ألاسكا.
وتملك روسيا أسطولًا ضخمًا يضم 41 كاسحة جليد تعمل بالطاقة النووية والديزل والكهرباء، في حين لا تمتلك الولايات المتحدة سوى ثلاث كاسحات فقط.
وتسعى إدارة ترامب لتوسيع الأسطول الأمريكي، فخصصت 25 مليار دولار لبناء قواطع أمنية قطبية وكاسحات جديدة لخفر السواحل، كما بحثت شراء سفن مماثلة من فنلندا.
الاقتصاد والطاقة
قبل القمة، صرح مستشار بوتين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف “في ألاسكا والقطب الشمالي، تلتقي مصالح بلدينا، وتتفتح آفاق تنفيذ مشروعات واسعة النطاق ذات منفعة متبادلة”.
ويرى الروس أن التعاون الاقتصادي مع واشنطن يمكن أن يعوّض اعتمادهم المتزايد على الصين بعد العقوبات الغربية وفي المقابل، يرى مسؤولون أمريكيون أن هذا التعاون قد يكون وسيلة لإحداث شرخ بين موسكو وبكين.
المناخ والبيئة
يمتد، التعاون العلمي في القطب الشمالي بين البلدين لقرابة قرن، خاصًة في أبحاث المناخ حيث تشهد المنطقة ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل أربع مرات أسرع من باقي العالم، ما يؤدي إلى ذوبان الجليد البحري والتربة الصقيعية وتآكل السواحل. لكن هذا التعاون العلمي توقف منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.
وبالرغم من مواقف إدارة ترامب المتحفظة تجاه قضية التغير المناخي، يرى خبراء أن مبادرات بيئية محددة قد تبقى ممكنة.
الأمن والسلام
تتزايد الأهمية العسكرية للقطب الشمالي، إذ تمر عبره أقصر المسافات للصواريخ والطائرات بين الولايات المتحدة وروسيا.
ومع انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أصبحت روسيا الدولة الوحيدة غير الحليفة داخل مجلس القطب الشمالي.
ويحذر الخبراء من سباق تسلح جديد في المنطقة، خصوصًا مع اقتراب انتهاء اتفاقية “ستارت الجديدة” العام المقبل، وتركيز موسكو على نشر أسلحتها النووية البحرية هناك.
أخيرا فإنه إذا أرادت واشنطن وموسكو استغلال القطب الشمالي كمجال للتعاون بدلًا من الصراع، فإن ذلك يتطلب خطوات لبناء الثقة، وتعزيز الشفافية، وتوسيع الحوار بين العسكريين والخبراء، فضلًا عن إجراءات عملية لتقليل مخاطر التصعيد.
aXA6IDE5OS4xODguMjAxLjIzMyA= جزيرة ام اند امز