fbpx

نساء غزة

الصحفية فوزية مصطفى الشامى
نساء غزة: ضحايا القصف والمعاناة الإنسانية
قرابة (10.637) امرأة فلسطينية استشهدنَ أثناء الحرب المستمرة على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر عام 2023، الغالبية العظمى منهنَّ تحت ركام بيوتهنَّ مع عوائلهنَّ، نتيجة لقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لبيوتهنَّ سواء جوًّا أو بحرًا أو برًّا.
هذه الحصيلة تمثل جزءًا كبيرًا من الضحايا المدنيين الذين تجاوز عددهم قرابة (48.135) شهيد/ة ومفقود/ة، مما يعكس الحجم الكبير للمعاناة الإنسانية التي تعيشها النساء في قطاع غزة خلال هذه الفترة من الفقدان والنزوح والفقر.
تعتبر النساء من بين الفئات الأكثر تضررًا في هذه الإبادة الجماعية، فقد تعرضنَ للعنف المباشر نتيجة القصف والهجمات العسكرية، بالإضافة إلى معاناة كبيرة من الظروف المعيشية الصعبة، المتمثلة في النزوح القسري من شمال قطاع غزة إلى جنوبه واللجوء إلى مراكز النزوح في المدارس أو نصب خيام والعيش في كابوس الخيمة الباردة في الشتاء والحارة في الصيف، ناهيك عن نقص المواد الغذائية والرعاية الصحية، الذي كان له أثر كبير على النساء، خاصةً الحوامل والمرضعات، حيث ازدادت حالات سوء التغذية والأمراض الناجمة عن نقص الرعاية الطبية اللازمة.
و تتسبب هذه الحرب في تدمير البنية التحتية الأساسية، مما جعل الوصول إلى الخدمات الصحية والغذائية غاية في الصعوبة، حيث أن النساء في غزة وجدنَ أنفسهنَّ في ظروف قاسية، يكافحنَ لتوفير الغذاء والمأوى لأسرهنَّ في ظل غياب الأمان والاستقرار.
كمان أن هذه الإبادة المستمرة تؤدي إلى تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية، حيث تعاني العديد من النساء من الصدمات النفسية نتيجة فقدان الأحبة والعيش في حالة دائمة من الخوف والقلق والرعب.
في هذا السياق، يبرز أهمية قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، الذي يهدف إلى تعزيز دور النساء في عمليات السلام وحمايتهنَّ خلال النزاعات. ومع ذلك، فإن أرقام النساء اللواتي استشهدنَ خلال حرب غزة تشير إلى أن هذا القرار لم يُنفذ بشكل فعال في هذا السياق. إذ تظهر الحاجة الملحة إلى تعزيز حماية النساء وضمان مشاركتهنَّ في جهود السلام والإغاثة الإنسانية.
تُعكِسُ أعدادُ الضحايا منَ النساءِ في حربِ غَزَّةَ حجمَ المأساةِ الإنسانيةِ والضَّرَرِ الكبيرِ الذي تَعَرَّضْنَ لهُ، وبناءً على ذلكَ
يَجِبُ على المُجتَمَعِ الدَّوليِّ والجهاتِ المعنيةِ العملُ بجديةٍ لتطبيقِ مبادئِ قرارِ مجلسِ الأمنِ 1325، وضمانِ حمايةِ النساءِ في قطاعِ غَزَّةَ وتوفيرِ الدعمِ اللازمِ لَهُنَّ خلالَ النزاعاتِ وبعدها. فقط من خلالِ الجُهودِ المشتركةِ يُمكِنُ تحقيقُ السلامِ والأمنِ المُستدامَيْنِ للنساءِ في غَزَّةَ وللمُجتَمَعِ كَكُلٍّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *