fbpx
هل أصبح الاقتصاد الأمريكي في قبضة الركود؟.. وداعا لـ”الهبوط الناعم”

هل أصبح الاقتصاد الأمريكي في قبضة الركود؟.. وداعا لـ”الهبوط الناعم”


المخاوف تتصاعد يوما بعد يوم من انكماش قد يصيب اقتصاد أمريكا بفعل تداعيات الأزمة المصرفية التي ترخي بثقلها على مؤشرات الاقتصاد.

“ستدخل الولايات المتحدة على الأرجح في حالة ركود هذا العام وستواجه تضخما مرتفعا حتى عام 2024″، وفق توقعات غالبية من الخبراء الاقتصاديين في ردّهم على استطلاع تجريه الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال NABE مرّتين سنويا.

ويرى أكثر من ثلثَي المستطلعة آراؤهم في الدراسة الاستقصائية الصادرة عن الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال، أن معدل التضخم سيبقى أعلى من 4% في نهاية هذا العام.

وشارك 217 عضوا من الرابطة في الاستطلاع الذي أُجري بين الثاني من مارس/آذار والعاشر منه، حسب ما قالت المؤسسة في بيان.

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه أزمة القطاع المصرفي انفراجة، مع إعلان بنك فيرست سيتيزنز بانكشيرز اليوم الإثنين أنه سيستحوذ على ودائع وقروض بنك سيليكون فالي المنهار، ليختتم بذلك فصلا من أزمة ثقة تسببت في اضطراب أسواق المال العالمية.

وفي بيان منفصل، ذكرت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع التي سيطرت على سيليكون فالي هذا الشهر أنها حصلت على حقوق تقدير الأسهم في فيرست سيتيزنز بقيمة محتملة تصل إلى 500 مليون دولار كجزء من الصفقة.

وقال فيرست سيتيزنز إن الصفقة تهدف للحفاظ على مركزه المالي القوي، وإن الشركة الجديدة ستظل قادرة على مواجهة المشكلات وتملك محفظة قروض متنوعة وقاعدة ودائع.

وبموجب الصفقة ستستحوذ شركة فيرست سيتيزنز بنك آند ترست على أصول لسيليكون فالي قيمتها 110 مليارات دولار وودائع بقيمة 56 مليارا وقروض بقيمة 72 مليار دولار.

وبدءا من اليوم الإثنين ستبدأ 17 فرعا كانت تتبع بنك سيليكون فالي من قبل في العمل كوحدة تابعة لبنك فيرست سيتيزنز.

يمتلك فيرست سيتيزنز حوالي 109 مليارات دولار من الأصول، وتبلغ إجمالي ودائعه 89.4 مليار دولار.

والأسبوع المالي ورغم الأزمة، خالف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التوقعات ورفع أسعار الفائدة 4,75 نقطة مئوية في محاولة لكبح ارتفاع التضخم الذي بلغ العام الماضي أعلى مستوى له منذ عقود.

وتباطأ ارتفاع أسعار السلع إلى 6% على أساس سنوي في فبراير/شباط الماضي، وهي نسبة أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل المتمثل بالحفاظ على نسبة 2%.

وعقب قرار الفائدة، أوضح جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن مدى ما ستؤدي إليه الاضطرابات في قطاع المصارف من تشديد شروط الإقراض وإبطاء نمو الاقتصاد، مضيفا أنه إذا حدث تراجع كبير في منح القروض مما يؤثر على النمو، فلن يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بنفس المعدل.

لكن في ظل التوقعات الاقتصادية الملبدة، رأى 5% فقط من المستطلعة آراؤهم أن الولايات المتحدة تشهد ركودا في الفترة الحالية، في مقابل 19% كانوا يعتقدون ذلك في الاستطلاع الاقتصادي السابق، حسب ما قالت رئيسة الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال جوليا كورونادو في بيان.

ورفع الخبراء الاقتصاديون بنسبة طفيفة فرص الاحتياطي الفيدرالي بتحقيق ما يسمّى بـ”الهبوط الناعم”، أي بخفض التضخّم مع تجنّب الركود، من 27% في أغسطس/آب 2022 إلى 30% في مارس/آذار 2023.

وعقب إعلان بنك فيرست سيتيزنز بانكشيرز استقر الدولار بعد موجة تذبذب، في وقت يعكف فيه المستثمرون على تقييم الإجراءات التي تتخذها السلطات والهيئات التنظيمية لتهدئة المخاوف بشأن النظام المصرفي العالمي.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.078 بالمئة إلى 103.07 بعد أن صعد 0.5 بالمئة يوم الجمعة، وسط توترات مصرفية قادت لتراجع سهم دويتشه بنك ما يقرب من تسعة بالمئة.